فساد حكومة أم فساد شعب؟؟؟

فساد حكومة أم فساد شعب؟؟؟

16-06-2011 11:58 PM

لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الفساد والمفسدين من حكومات ونواب ومسؤولين وأصبحنا نحملهم كل ما يجري في هذه البلد من غلاء أسعار ومن عجز في الموازنة ومن تقصير في أي قطاع من القطاعات وقامت الثورات في كثير من البلدان العربية على هذا الأساس ولا نعلم إلي أين سوف تسير بنا الأمور.

لا ننكر أن هناك فساد و نهب لثروات الوطن ويجب علينا محاسبة المسؤولين عنه وليس من المستحيل محاسبتهم أن وجدت النية, لكن المشكلة الأعظم في من لا يمكن محاسبتهم ولم يتطرق أحد لفسادهم ومشاركتهم المباشرة وغير المباشرة في هذا الأمر ألا وهم الشعب نعم الشعب.

فلماذا نلوم الحكومات والمسؤولين من وزراء ونواب على فسادهم ما دمنا من مشجعين الفساد بل والمطالبين به فالشعب ليس أقل فساداً من الحكومات ولا يمكن أن تصلح الحكومات ما دام الشعب مشجعاً وعاشقاً للفساد.

لقد لاحظنا من خلال الدورات الانتخابية السابقة دليلاً واضحا وملموساً على هذا الأمر فنحن لا ننتخب إلا الشخص الذي يقدم المساعدة أو الوظائف أو مبلغ من المال, فكيف لشخص ينجح بالرشوة أن يكافح الفساد؟؟؟

ولا نكتفي بهذا وحسب بل ننعت كل من هو شريف وملتزم أخلاقياً بالجبان وضعيف الشخصية أو بأسوأ من ذلك لأنه استلم منصبا ولم يستفيد أحداً من المقربين له من هذا المنصب بوظيفة أو ترقيه أو غيره.

 

فلقد أصبح من أولويات أي نائب إرضاء من هم حوله بأي طريق حتى يتم إعادة انتخابه لدوره انتخابيه أخرى ولتحقيق رغباتهم وتطلعاتهم يجب عليه إرضاء الحكومة من أجل أن يحصل على كمية من الوظائف و جرعة من المعونات وقليل من قبولات الجامعات ومقابل هذا عليه إعطاء الثقة للحكومة وان يكتم فمه وعيونه عن أي شبهة فساد فلماذا لا نحرر مجلس النواب من هذه القيود؟

ألا يعتبر هذا تشجيعا على الفساد؟ لماذا لا نبحث دوما عن الأفضل ومن هو أصلح؟

لأننا إن أفرزنا مجلس نواب صالح هذا يعني صلاح كثير من الأمور لا أريد أن أقول كلها لأن مجلس النواب هو من تقع عليه مسؤولية مكافحة الفساد ومتابعة جميع قضاياه وهو من يقر القوانين وهو من يعطي الثقة للحكومة فلا يمكن أن تصلح الحكومة ومجلس النواب فاسد.

 

وعلينا أن نتذكر دوما قوله تعالى ((لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم)). حتى نصل إلى ما نسموا إليه ونكافح من اجله فعلينا أن نبدأ بأنفسنا أولا ونغير أنماط تفكيرنا وتقييمنا للأشخاص حتى يتمكن كل شخص في هذا البلد أن يأخذ حقه دون أن يلهث خلفه. 

dwairi_k@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد