الإعلام الأردني .. بين الرؤية الملكية والبرامج التنفيذية

mainThumb

19-06-2011 11:25 PM

عندما يوصف صاحب الجلالة الإعلام الوطني أنه في تراجع؛ فإن ذلك يعني من بين مايعنيه؛ أن ثمة ممارسات رسمية وغير رسمية ساهمت في هذا التراجع، وهذا الأمر دفع جلالته للمبادرة في طرح رؤية إصلاحية تمكن إعلامنا الوطني من حمل رسالة الحرية والإصلاح والإسهام في تعظيم انجازات الوطن وصون وحدته الوطنية.
 
ولعله لم يعد خافيا على أي مراقب في الدوله، أن إعلامنا يعاني من تعدد مرجعياته وتناقضها أحيانا، وهذا حتما يعني غياب الإستراتيجية الوطنية لتطويره، إضافة إلى ضعف الموارد المالية لغالبية المؤسسات الإعلامية (العامة والخاصة)، الأمر الذي خلق حالة من اليأس وإنعدام الرؤية لدى العديد من العاملين في هذا الحقل الحيوي؛ والنتيجة تدني ميزته التنافسية في مجاراة أعلام دول اخرى!!!.

 إن دراسة حالة الإعلام الأردني، تجعل المتتبع والمتفحص يراه يتحرك باتجاهات عشوائية ويعيش فترة من الشتات وعدم التركيز، فمع أهمية إنتشار المؤسسات الإعلامية كالتلفزيون الأردني والمحطات التلفزيونية الخاصة؛ والصحف المطبوعة التي تسهم فيها الحكومة وتلك المملوكة للقطاع الخاص، وكذلك في الصحافة الإلكترونية التي أصبحت تضم اليوم ما يقارب 250 موقعا صحافيا أردنيا، نجد أن معظم هذه المؤسسات هي إستنساخ عن بعضها وتركيز معظمها على الناحية الإخبارية بعيدا عن التحليل المتعمق، كما أن هناك غياب للإعلام المتخصص(بإستثناء بعض الصحف اليومية)، حيث لانجد مثلا مواقع متخصصة بنسبة (80%) بالإستثمار والتنمية، أو بنفس النسبة مثلا بقضايا المرأة والطفل أو السياحة....الخ.
 أما من حيث القدرات البشرية؛ فعلى الرغم من وجود كفاءات إعلامية وطنية؛ إلا أن هناك نقصا ملحوظا في برامج التأهيل والتدريب والتحفيز، مع الأخذ بالإعتبار عدم مراعاة الكفاءة في تعيين العديد من أعضاء مجالس الإدارة لدى المؤسسات الإعلامية الحكومية، مما ينعكس سلبا على فاعلية هذه المؤسسات وتنافسيتها!!!.

 ونتيجة لهذا الواقع الذي تعيشه مؤسساتنا الإعلامية ؛ تأتي الرؤية الملكية لترسم خارطة طريق للنهوض بمستوى إعلامنا ليحمل رسالة الحرية والإصلاح  ويصبح إعلام دولة يسهم في تعظيم  إنجازات الوطن، وصون الوحدة الوطنية، وعلاقة الأردنيين بعضهـم ببعض وعلاقتهم بالدولة، على أساس المواطنة القائمة على العدالـة واحتـرام القانون، وضمان الحريات العامة وكرامة الإنسان.

 والتساؤل:هل تنجح الحكومة والمؤسسات المعنية(الرسمية والخاصة)، في ترجمة الرؤية الملكية إلى برامج تنفيذية قابلة للتطبيق ضمن جدول زمني محدد وقابل للقياس؟!.

 الحكومة صاحبة الولاية العامة بالدولة؛ ولذا فهي القادرة على تحقيق النجاح؛ إن أرادت ذلك!!!، ولكن هناك دور مطلوب من المؤسسات الإعلامية نفسها ونقابة الصحفيين ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى، فهي مدعوة جميعها إلى عقد مؤتمر وطني للإصلاح الإعلامي يدعى له كافة المعنيين للتوصل إلى ميثاق شرف يتضمن الثوابت الوطنية للإعلام الوطني، ومن ثم الإتفاق على البرامج التنفيذية للرؤية الملكية(كإستراجية وطنية للإعلام)، والتي تضمن إعلام يمارس دوره الوطني المهني  المستقل الملتزم بالثوابت الوطنية الأردنية .
 
a.qudah@yahoo.com
مديرالتخطيط الإستراتيجي/
المؤسسة العامة للضمان الإجتماعي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد