الأسد ورسائله الثلاثة

mainThumb

21-06-2011 01:03 AM

  اليوم ونحن نترقب خطاب الأسد حملتني ذاكرتي الى سنوات قضت،في مشهد ترقّب وانتظار خروج الصحّاف ليطربنا ببلاغته السياسية ولنطمئن أنفسنا حول حالة المعركة آنذاك،منذ ذلك الوقت لم أشعر برغبة لسماع أيّ زعيم عربي حتى جاءت ثوراتنا العربية فولّدت لدي حالة خاصة لترقب وانتظار الزعيم العربي ولكن هذه المرّة لنرى مدى خضوعه واستسلامه أمام المدّ الجماهيري الأسطوري وربما لإعلان خروجه من المشهد السياسي الى غير رجعة.


 
          بعد ترقب وانتظار خرج علينا الأسد لنكتشف بعدها أنّ الحالة السورية ما زالت بمرحلة النكران،أي نكرانه لحقيقة وصعوبة الواقع السوري،لنجد خلاصة حديثه توجيه ثلاث رسائل في اتجاهات مختلفة.



         أولها:موجه الى العالم الخارجي المترقب الأوّل للمشهد السوري وبامتياز ليؤكد من خلالها تمسكه بموقعه كرئيس وعدم خضوعه لكلّ أشكال الضغوط والتهديدات والتي كان آخرها التلميح باستخدام القوة ضدّ نظامه.


 
        ثانيها: موجه الى المعارضة وخاصة الاسلامية منها،مفادها هدنة يرغب الأسد إبرامها معهم،ومنها يستشف انحناؤه أمام تزايد قوتهم،ولكن ما غاب عن فكره أو ربما تناساه أنّ المعارضة الاسلامية وغير الاسلامية السورية تجاوزت الداخل الى علاقات خارجية معقدة يصعب معها ضبط ايقاعاتها كحركات معارضة داخلية سورية.


 
       ثالثها:موجه الى الشعب السوري المنتفض منه والمترقب منه مفادها أنّ استخدام القوة لبسط السيطرة هو قرار لا رجعة فيه وأنّ مهر الحرية سيكون باهظا ومكلفا جدا وأنّ أيّ إصلاح مرتقب سيكون بقيادة النظام ومن تحت يديه ولن يرى النور إلا اذا باركه بنفسه.


 
       هذه الرسائل تؤكد أنّ الأسد ما زال يعيش مرحلته الثانية مرحلة الإنكار بعد تجاوزه مرحلة الصدمة،ولكن السؤال الأهم:هل ستكون هذه الرسائل ذات قيمة لدى جميع الأطراف خارجيا وداخليا؟أم ستكون كرسائل البحر التي غالبا لاتصل وإن وصلت فإنها متأخرة وفي زمن آخر ليدوّنها الهواة في سجل صفحات التاريخ فقط.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد