دقت ساعة العمل
قلت هذه الكلمات وسرعان ما استوقفني أحدهم صائحا بصوت الشباب : رجاء لا تسكب الزيت على النار .قلت : أي زيت وأي نار ؟ قال : قد لا تعلم أنني خريج جامعة وطنية منذ إحدى عشرة سنة خلت وقد أنفق والدي على تعليمي وتعليم أخواني وأخواتي الصغار كل ما يملك حتى لجأ إلى المؤسسات البنوك الربوية بعد أن باع بدون مزاد قطعة الأرض الوحيدة في قريتنا التي كنا نتمنى أن يقام عليها بيت لنا يأوينا ويقينا حر الصيف وبرد الشتاء قلت : وهل بحثت عن عمل مناسب قال: لقد حفيت قدماي وأعياني البحث حتى كدت أن أتسول لولا أن أضاءت طريقي قيم الكرامة والشهامة والصبر و العفة التي غرسها في نفسي والدي الفلاح رحمة الله عليه وما زلت أذكر أنه قد رفع كفيه إلى السماء وصلى شكرا لله يوم أن تسلمت شهادة الجامعة وأصر رغم ضيق ذات اليد على إقامة حفل متواضع للأصدقاء والجيران إيذانا بذلك الإنجاز الذي رآه والدي وأنا معه بأنه بداية السعادة ونهاية الشقاء .
ومرت الأيام والأشهر بطيئة ثقيلة بل قل إنها سنوات مرت لا أدري ولا أستطيع أن أصف لك كيف كانت المعاناة لكن أقول لقد تبدل حال التفاؤل والبهجة والحبور بذلك الإنجاز الذي رأيناه يوما ما عظيما إلى إحباط ويأس وقنوط وملل وسأم بل قل إلى مشاكل عائلية ونفسية لا يعلمها إلا الله ثم التفت إلي ذلك الشاب قائلا : انظر ألا ترى تلك المحلات لأعمال الأخشاب والنجارة بالطرف المقابل للشارع قلت : بلى قال إن المعلم المسؤول عن هذه المحلات لأعمال الأخشاب والنجارة والدهان كان زميلي في المدرسة وكنت أنا مقبلا على الدراسة أكثر منه ثم حصلت في الثانوية العامة على معدل أهلني للالتحاق بالجامعة وتنهد وتأوه يتحسر ليت أني حصلت على معدل لا يسمح لي بدخول الجامعة كصديقي أحمد الذي ذهب بعد الثانوية إلى مجال التدرب على المهنة وتعلم فن أعمال الخشب والدهان ثم فتح محلا متواضعا وأقبل على عمله بجد ونشاط حتى أصبح حاله هذا اليوم مشرفا ومسؤولا عن عدد من المحلات وعدد من العاملين فيها وانظر تلك هي سيارته الفخمة من أحدث الموديلات وذلك هو بيته إن لم نقل قصره وهو متزوج ولديه أولاد كالورود ما شاء الله بارك الله له وعليه قلت له : أما زلت أنت في بيت للإيجار ؟ أما باع والدك أرضه كي تتعلم وتحصل على بكالوريوس معلم مجال الذي كانت وزارة التربية والتعليم قد طلبت من الجامعات استحداثه كتخصص لرفد الوزارة بالمعلمين ثم إنها أوقفت تعيينات تلك الفئة من المعلمين في ذلك التخصص ؟ أما زلت تتحسر وتنتظر أما أصبحت في سن تجاوز الثلاثين وقارب على الأربعين عاما أما زلت بلا بيت ولا مأوى وبلا زوجة وبلا أولاد وبدون عمل ؟ قال : نعم قلت : لا تيأس ولا تنتظر فرجا من وزارة التربية والتعليم لتعيين معلم مجال .
اذهب الآن والتحق بطابور الشرف والشهامة والكبرياء من العاملين في المهن الكثيرة الذين لا ينتظرون بل يبادرون ويعملون وهم الذين يعلون شأن أنفسهم وشأن الوطن قال : هيا فعلا صدقت (لقد دقت ساعة العمل).
ومرت عدة أشهر صادفني ذلك الشاب نفسه على غير حاله وعلى غير هيئته وعلى غير هندامه واستوقفني وصافحني بل عانقني وهو يقول: شكرا لك ولأمثالك لقد أصبحت الآن أشعر وأتذوق لذة الحياة فعلا الحياة عمل فلنتوجه للعمل ونبني معا والله المستعان.
أورنج الأردن تنظم التصفيات الوطنية لبطولة أبطال مركز أورنج الرقمي
محافظة البلقاء تحتفل باليوم العالمي للتطوع وتُكرّم جامعة عمّان الأهلية
النواب يحيل تقرير ديوان المحاسبة إلى لجنته المالية
العيسوي يفتتح ويتفقد مشاريع مبادرات ملكية بالزرقاء .. صور
تهنئة وتبريك للدكتور رضوان خطاب
نواب يطالبون بمحاسبة الحرامية وحيتان الفساد
إطلاق تقارير دورية ترصد أداء القطاع الصناعي
البنك الدولي: برنامج تعزيز النمو بالأردن يحقق تقدماً مُرضياً
رئيس مجلس النواب يهنئ المسيحيين بعيد الميلاد
النائب قموه: المخالفات تتكرر رغم تغيّر الحكومات
العثور على الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الصوت للطائرة الليبية المنكوبة
النائب الهميسات: مناقشة تقارير ديوان المحاسبة هدر للوقت
إقرار الخطة الاستراتيجية للدخل والمبيعات للأعوام 2026 – 2029
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
بدء الامتحانات النهائية للفصل الأول لطلبة المدارس الحكومية


