مجمع النقابات المهنية .. وانحراف البوصلة

مجمع النقابات المهنية  ..  وانحراف البوصلة

28-06-2011 01:48 AM

صدمت كما صدم غيري عندما سمعنا وقوف ثمانية نقابات مهنية ذات الاغلبية القومية واليسارية في منع اقامة معرض للصور يحاكي الظلم الذي وقع لاطفال ونساء سوريا، لدرجة ان مسؤول نقابي هدد بممارسة البلطجة والتكسير لمعرض الصور كما تناقله الاعلام، وهذه سابقة خطيرة في تاريخ مجمع النقابات المهنية ولعل ما طالعتنا به الصحف والمواقع الالكترونية من بيان باسم نقابة الاطباء وتحديدا امين سرها والذي يعلن فيه صراحة تعاطفه الكامل مع النظام السوري وطعنه بالثورة الشعبية لاحرار سوريا متذرعا باسطوانة "المؤامرة" المشروخة ومتجاهلا الدماء التي سالت من مئات الشهداء الابرار في كافة المدن السورية.





ان تبني هذه الافكار من اصحاب النفوذ النقابي تلمح فيه انحرافا للبوصلة لدى بعض النقابات المهنية الى اتجاه الدفاع عن انظمة البطش والتنكيل بالشعوب العربية. وفيها تبرير لمزيد من القمع بحق الابرياء من الاطفال والنساء في سوريا ، كما لم نجد في هذه المواقف اي شفقة او تعاطف تجاه دماء الاطفال والنساء التي تسفك ليلا نهارا دون رادع. لا بل جعلوا من الضحية جزارا، ومن الجزار ضحية وجعلوا من هذا النظام نظاما معصوما عصمة الانبياء ونقيا نقاء الثوب من الدنس، فرغم ان الشمس لا تغطى بالغربال تناسوا اصحابنا جرائم هذا النظام ضد شعبه على مدار الاربعين عاما من الحكم الدكتاتوري وتناسوا مجازر حماة وحمص وتدمر عام 1982 والتي ذهب ضحيتها عشرات الالوف وتناسوا مجزرة تل الزعتر بحق الفلسطينين عام 1976 في لبنان، وتناسوا اربعين عاما من الظلم والقهر والاستبداد وقمع الحريات وفتح للسجون التي تعج بعشرات الالوف من الاحرار المظلومين ناهيك عما يمارسه النظام من تعذيب يندى له الجبين ولا ترى له مثيل في دول العالم





. اما شماعة التدخل الاجنبي التي يضلل بها المدافعون عن النظام السوري ويبررون بها المجازر التي ترتكب بحق اشقاؤنا في سوريا ويستبقون بها الاحداث ويقفزون بها على دماء الشهداء، فاقول لهم وبالدليل الصريح من ان النظام السوري ما هو الا ورقة امريكية تراوغ بها امريكا كيفما شاءت في سياستها في المنطقة، ولعلكم قرأتم بالامس ما تناقلته وسائل الاعلام العالمية من ان " اسرائيل " طالبت الغرب بوقف حملته ضد الاسد خشية سقوط اسلحة الدمار الشامل بايدي جماعات المقاومة، وكذلك تصريحات رامي مخلوف احد اعمدة النظام الذي قال إن أمن "إسرائيل" مرهون بأمن وبقاء النظام السوري، كما فانه لا يخفى على احد من ان النظام السوري هو الحليف الرئيسي والاستراتيجي للنظام الايراني والكل يعلم ان امريكا ما كان لها ان تحتل العراق الا بتحالف وغطاء ايراني شهدناه على ارض الواقع بالانقضاض على حكم صدام حسين رحمه الله وتوج هذا التحالف بتولي مقاليد الحكم احد التلاميذ النجباء للمشروع الايراني الامريكي وهو نوري المالكي.





 ناهيك عن المجازر التي لا تعد ولا تحصى بحق الابرياء في العراق ارتكبها ممثلي النظام الايراني في العراق وبغطاء امريكي، كما ان "اسرائيل" مدينة لهذا النظام انه لم يطلق عليهم رصاصة واحدة في الجولان، واما دعمه لمشاريع المقاومة والممانعة ما هي الا شكلية وغطاء يستمد منه شرعيته ويبرر له قمع شعبه وتفقيرهم ونهب ثرواتهم، والدليل ان ممثلي جماعات المقاومة في دمشق لا يسمح لهم بغير التصريح الاعلامي فقطط ولم نسمع ان جماعة مقاومة سمح لها العمل العسكري داخل سوريا ومن هذا يشتم رائحة الرضا الامريكي الصهيوني على الدور السوري القائم على فلسفة توزيع الادوار وكل له دور في الصراع .




ان على عاتق النقابات المهنية اعادة ترتيب اوراقها والعودة الى صف الدفاع عن كرامة الشعوب العربية الإسلامية المقهورة امام حكامها، ونبذ قمع الانظمة لشعوبها، فاخشى ما اخشاه ان يخترق هذا الصرح النقابي العريق ممن تسوغ نفسه الى تنفيذ اجندة الانظمة القمعية والفاسدة ويصبح منبرا لها ضد حرية ومطالب الشعوب العادلة، كما ولا يستبعد ان بقيت الامور على ما عليه من ان يصبح مطلب منتسبي النقابات المهنية يتناغم مع مطالب الشعوب العربية الحرة بان ترفع شعارات في المجمع (الشعب يريد تغيير النقيب) .




اما انتم يا احرار سوريا سيرو على بركة الله وفي حماه المعين وكونوا شعلة للحق والحرية وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ، فانتم ابناء تاريخ ناصع البياض يزخر بامثال خالد ابن الوليد رضي الله عنه وصلاح الدين الايوبي وشيخ الاسلام ابن تيمية ويوسف العظمة وعزالدين القسام فهذا التاريخ لا يرضى بانظمة الاستبداد والظلم والمتخاذلين ان يكونوا عنوانا له ولا يرضى بان يكون مطية لاحد او جسرا يمر عليه الطامعون والمستعمرون. وهنا ازف بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لشعب سوريا في قوله (فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام ).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد