عوفادي يوسف .. مثال التطرّف, والهمجية

عوفادي يوسف ..  مثال التطرّف, والهمجية

02-07-2011 03:22 AM

تطالعنا الصحف المحلية والدولية ,والفضائيات بتصريحات عنصرية نتنة لمتطرّفين من الصهاينة ,يفصح محتواها بصورة مباشرة دون تأويل عن حقد دفين ,وكراهية مقيتة ,وعداء مستحكم لكل العرب والمسلمين ,ولا غرابة في هذه التصريحات ,فهذا ديدنهم ,ومنهجهم على مرّ التاريخ ,ومن صور هذا التطرّف المعاصر ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخرا عن زعيم حركة شاس الصهيونية (عوفادي يوسف ) الذي دعا أتباعه, وأنصاره إلى الفتك بالأردنيين وبعض الأخوة في الدول العربية المجاورة ,والتساؤل الذي يفرض نفسه في هذا السياق :لماذا هذه الحملة الشرسة والمسعورة على الأردن في ظلّ الظروف العصيبة التي تشهدها المنطقة العربية ؟




يبدو أن ثمّة نوايا خبيثة ,ومبيّتة , يتبناها المتطرّفون الصهاينة ,ومخططات وأجندة يسعون إلى تنفيذها ,ولعلّ هذه الصرخة الحاقدة, تنمّ عن أطماع توسعية عنصرية ,يسعى من خلالها الى تحقيق الحلم الذي نادى به الزعماء الصهاينة قديما وحديثا , والمتمثل في حدود الدولة الصهيونية (من الفرات الى النيل ).,ولمّا أيقن الصهاينة أن أرض الحشد والرباط عصيّة على مطاوعة حِيلهم ,وخداعهم ,ونفاقهم ,ولمّا عجزوا عن اختراق مكوّنات الشعب الأردني من شتى الأصول والمنابت من خلال السعي الدؤوب لإحداث شروخ في هذه الصفوف ,راحوا يكشفون عن نواياهم الدنيئة ,ويحرّضون أتباعهم, للنيل من استقرار الأردن والعبث بمستقبله ,




ألا يدري هذا الكيان الجبان أن الأردن صخرة قاسية, تتحطم عليها كلّ الدسائس والمخططات البائسة الصهيونية ,وما معركة الكرامة عن ذاكرة الزمان ببعيدة والتي لقّن النشامى الأردنيون فيها الكيان المتغطرس دروسا في فن القتال والصمود والبطولة والشجاعة والصبر , إنّ هذه التصريحات البغيضة, تأتي لثني الأردن عن المضي في الإصلاحات وتوجيه المسيرة ,انسجاما مع متطلبات المرحلة ,ومواكبة عملية التطوير والتحديث الذي تشهده المنطقة العربية , ونتيجة للنهضة الشبابية الواعية التي ترنو الى تحقيق المزيد من الحرية وبناء دولة المؤسسات ,وإنشاء الأحزاب على قاعدة قانون عصري, يكفل لها المشاركة في الحكومات ورسم السياسة العامة للدولة , بما ينسجم مع نصوص القانون , وبما لا يتعارض مع روحها,





هكذا كانت وما تزال علاقة الاردنيين معا وبمليكهم المفدّى,قائمة على الود والمحبة والتكافل والتضامن المشترك ,بما يحقق العدالة والمساواة للجميع ,لهذا كله كانت هذه الحملة الشرسة من هؤلاء العنصريين ,للعمل على تفتيت هذه المنظومة الأخلاقية والأدبية , والعمل على زعزعتها ,لتنفيذ مخططاتهم التوسعية ,إن الشعب الاردني بكل أطيافه ,يقف موحد الكلمة والرأي في وجه كل أعداء الإنسانية , وممن عاثوا بارض المسلمين فسادا ,وفي مقدمتهم هذا الحاخام عدو العرب والمسلمين ,وعدو السلام ,إن هذه التصريحات الخطيرة تؤكد للعالم همجية العقلية الصهيونية,القائمة في أساسها على بروتوكولات حكماء بني صهيون ,التي تدعو الى إقصاء الجنس العربي باعتباره معاديا للسامية على حد زعمهم ,كما تمجّد بالصهيونية على أنها العرق الاكثر نقاء, وانهم الشعب المختار ,إنها عقلية القلعة ,وأسطورة القوة التي لا تقهر كما يدّعون ,والأوهام التي ما زالوا يتمترسون خلفها ,والتي أماط عنها اللثام شجاعة الاردنيين في الحرب والسلم ,




إن هذا العدو لا يخفي أطماعه بأرض الاردن ,فكلما مرت الايام كشف عن انيابه الحقيقية التي تتصادم مع القوانين الدولية الناظمة لبناء العلاقات بين الدول على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول , واحترام سيادتها ,إن من يتطاول على كل أردني كائنا من كان ,إنما يزجّ بنفسه في مستنقع الإنحطاط وتدنيس نفسه بنفسه ,إنهم يدّعون الديموقراطية ,واحترام حقوق الانسان ,وصون الحريات العامة ,والسماح بالتعددية الفكرية والحزبية ,وهم أول من يدنّس هذه المبادئ ,ويعبثون بمحتوياتها ,واليوم ونحن في خضمّ الأحداث المعاصرة ,وما تشهده المنطقة العربية من ثورات على أنظمتها ,أخشى أن يستغلّ الصهاينة هذه الظروف العصيبة ,ويقومون بارتكاب حماقاتهم المعهودة بالاعتداء على أرض الحشد والرباط ,وقد لا يكون ذلك بالصور التقليدية المتمثلة بشن الحروب ,وإنما من خلال زرع الفتنة وتغذيتها ,وإحياء النعرات الطائفية والحزبية ,والإقليمية الضيّقة ,والقبلية المقيتة العفنة ,وتحريض البعض على ركب موجة الدعوة إلى مواكبة موضة التغيير ,بحجة الإصلاح ,وإنها لدعوة ظاهرها فيه الخير , وباطنها فيه الهلاك وسفك الدماء ,





وإنني من موقع المسؤولية الأدبية والاخلاقية وبتواضع وحيادية , أذكّر أنّ علينا جميعا أن نظلّ متشبّثين بنعمة الأمن والاستقرار التي حبانا بها الله تعالى ,تلك النعمة التي تحقّقت على أيدي الهاشميين وما تزال تُروى بهممهم العالية ,وحكمهم ,وبعد نظرهم ,وبإرثهم الديني ,فعلينا أن نظلّ يدا واحدة على مَن يعادينا ,وألا نسمح لعدوّنا باختراق صفوفنا ,لأنها الظامنة لنا ببقائنا في منأئ عن الفتنة وزعزعة أمننا واستقرارنا ,وإننا اليوم نمثّل الصورة المشرقة التي شهد لنا بها القاصي والدّاني من حيث التعاضد والتلاحم والوحدة وتقبّل الدعوة الى الإصلاح بمسؤولية وأمانة وإحساس نابع من الوجدان والداخل, وليس إملاء من الخارج ,هذا الذي يمنحنا الثقة بذاتنا ,ويحول بيننا وبين جلد ذواتنا ,وأخيرا أقول للصهيوني المتطرّف تحدّث بما تشاء ومتى شئت واينما تشاء ,فما يضرّ السحاب فقاعات عنصريتكم البغيضة ,فنحن في أردنّ أبي الحسين بكل أطيافنا وألواننا ,نقف صفّا واحدا ,نرفع راية واحدة ,ونحمل همّا واحدا ,





وتظلّلنا خيمة واحدة هي خيمة الهاشميين ,ونتخاطب بلغة واحدة ,ويجمعنا تاريخ واحد ومصير واحد ,وعدوّنا واحد ,فكيف نخشى غير الواحد الاحد ؟؟ فأنت يا عوفادي يوسف واهمٌ كل الوهم ,وأحسبك انك تغطّ في سبات عميق ,وما انت إلا في أضغاث أحلام , فهلاّ أيقظك الذي أنامك؟؟ وستجد نفسك إذا صحوت انك كنت في غفلة من أمرك ,حمى الله الأردن ,وأدام عرش أبي الحسين إنه سميع مجيب الدعاء .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد