الواسطة تقتل الكفاءات وتقزم الانجازات

الواسطة تقتل الكفاءات وتقزم الانجازات

04-07-2011 12:18 AM

 أصبح القتل المتعمد للكفاءات من خلال الواسطة والمحسوبية نذير شؤم يؤدي إلى هدم وتقزيم الانجازات وهجرة الكفاءات، فالمتتبع لما يجري اليوم على الساحة يرى أن هناك بعض المؤسسات لها أنظمتها وتعليماتها الخاصة بها فتدار هذه بأيدي بارعة للحيلولة دون وصول أصحاب الخبرة والكفاءة والمتخصصين إلى الهرم ومراكز صنع القرار، مما يؤدي ذلك إلى إبعاد هذه المؤسسات عن الرقي والتطور والتقدم ومواكبة العصر.

يعد الأمر مقلقا وملفتا للنظر لما له من تأثير على هدر واحدة من مقومات عجلة التنمية والتقدم والازدهار متمثلة بالعنصر البشري الذي هو مصدر رئيس لهذه العجلة ورأسمال الأردن، حين ترى الكثير يرفعون الشعارات البراقة واليافطات الزاهية والملونة يملأون بها الساحات والميادين، وفي الندوات والمحاضرات والمؤتمرات تشاهد وتسمع المنظرين والمتحدثين ينتقدون ويصرخون ويلوحون بأيديهم منادين بما لم يقتنعوا أو يعملوا هم به من الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وغيرها من المصطلحات وسط جمهور كبير يصغي لهم ويصفق ضانا أنهم القدوة والمنقذ الأكبر لما آلت إليه هذه المؤسسات وبعد أو خلال ذلك تراهم يتوسطون لبعض الأشخاص ناسين أو متناسين ما كانوا ينادون به " كلمة حق أريد بها باطل".

والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي المبررات التي توجب المزاجية والمحسوبية والواسطة في التعيينات والترقيات وما علاقتها بالتغيير والتطوير والانجازات، وما هي حكمة تخلص بعض المدراء من موظفين أكفاء يتم قتلهم أو إعدامهم وظيفيا وهم على درجة عالية من الكفاءة والخبرة والقدرات في العمل وتسيير دوائرهم ومؤسساتهم؟ يرى الجميع أنه قد يتم الاستغناء عن خدمات بعض الأكفاء وذوي الخبرات من الموظفين أو أكل حقوقهم ومنعهم من الارتقاء وبالتالي إحباطهم وجعل البعض منهم يترك العمل بمحض إرادته، وفي المقابل ترى أنه قد تم دعم وترقية وإعطاء فرصة لموظفين أقل خبرة وكفاءة نتيجة لمزاجية هذا المدير أو ذاك مستغلا مركزه ومكانته الوظيفية، أو من خلال الضغوطات التي قد تمارس عليه بسبب ضعفه أو لأنه هو نفسه جاء بالواسطة، مما يؤدي إلى تكسير وتهميش وضعضعة وإضعاف المؤسسة، ولأن هناك بعض المدراء لا يروق لهم أن يكون في المؤسسة أشخاص قد ينافسوهم أو يحرجوهم في العمل، أو لأنه يريد أن يخضع المؤسسة في قبضته وتحت سيطرته الكاملة ولا يريد أحدا أن يقول له لا ويكشف أخطائه وموبقاته التي يرتكبها، فيستبدل هذه الكفاءات بمشيخات تصفق وتمجد ممن خبرتهم ودرايتهم وخدمتهم لا تؤهلهم في الحوار والنقاش ومواكبة التطور فيبقوا مقلدين روتينيين لا يقوون على التحديث والتطوير، لأنهم مصابون بمرض اسمه العجز الوظيفي، فيبقون متمترسين خلف مديرهم فتكون النتيجة وبالا على الوطن ومقدرات الوطن وبالتالي على أبناء الوطن، حيث لا ينفع الندم عندما يرى من قتل هذه الكفاءات وتاجر بالعباءات أن هؤلاء الأشخاص أصبحوا حجر عثرة في طريق تطوره وتقدمه وتطور وتقدم المؤسسة التي هو مديرها، خاصة عندما يأتي زائر أو عند تقييمها أو التفتيش عليها أومن خلال الشكاوي التي ترد من الجمهور.

 نسأل الله العلي العظيم أن تعطى الفرص لمن هم جديرون بها والقادرون على تحمل المسؤولية وتقديم الأكفاء على من سواهم للنهوض بمؤسساتنا نحو الرقي والتقدم وبالتالي نسير في طريق الإصلاح الذي هو مبتغى كل أردني ونقضي على الفساد الذي هو مطلب الفاسدين. 
mohammedjaradat65@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد