لمن الولاء والانتماء وما هي فوائده
إن الولاء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان ، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور. والولاء هو حب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين التابعين الموحدين ونصرتهم، فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية، تجب محبته وموالاته ونصرته.
وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان، قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) .
أما بالنسبة للانتماء فلقد حرصت المجتمعات على تعميق الشعور به لدى شبابها، لأن ذلك يمثل حجر الأساس في حياة تلك المجتمعات واستقرارها وتماسكها، وتتطلب الممارسة العملية لهذا السلوك أن يشارك الفرد بنفسه في أنشطة المجتمع المختلفة دون عقبات، وأن يحصل على حقوقه وحريته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية التي كفلها له الدستور والقوانين، وأن يشعر بالأمن الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في وطنه ليكون حافزا له يحرك فيه دوافع الانتماء والمواطنة، مما يترتب عليه زيادة في الإنتاج.
ففي عالمنا العربي ينتظر العديد من الأشخاص والمؤسسات الحكومية والخاصة المناسبات المختلفة ليحاولوا من خلال الكلمات والخطابات والشعارات والتقارير إبراز دورهم وإنجازاتهم التي حققوها وكأنهم يحملون الوطن بها جميلة، غير مدركين بأن هذا واجب عليهم وأن الولاء والانتماء أفعال لا أقوال.
لو أن هؤلاء المتشدقين والسفسطائيين استطاعوا أن يتغلبوا على التحديات وتلبية احتياجات المواطنين بالأموال التي ينفقونها لعرض المظاهر والتمثيليات والإعلانات والتهاني التي تكلف خزينة الدولة أمولا باهظة ليدللوا بها على ولائهم وانتمائهم المزيف، لساعد ذلك على توفير فرص عمل للعاطلين عن العمل ووفر حياة فضلى للمحتاجين وساعد في توسعة المدارس والمستشفيات وحل من الضائقة المالية التي تعانيان منها، وهناك مشاريع كثيرة بحاجة لدعم، ولأن المواطن يريد تطبيق العدالة في توزيع الفرص والخدمات ومكافحة الفساد وإقامة المشاريع التنموية، على الحكومات العمل على شحذ الهمم وخفض النفقات وحسن إدارة الموارد، لأن الشعارات والتمثيل والاستعراض من قبل هؤلاء الوصوليين أصبحت عملية مكشوفة ومستهلكة لدى المواطنين حتى وان استمعوا لها وصفقوا، فانعدمت الثقة ما بين المواطن والمسؤول وأصاب المواطن الإحباط وضعف الانتماء.
ولنأخذ من التجربة اليابانية مثالا يحتذى: فعند خسارة اليابان واستسلامها بعد الحرب العالمية الثانية انكبت الدولة اليابانية وأفرادها على العمل بجد ونشاط ومثابرة فحدثت ثورات علمية وصناعية متلاحقة بفضل العقول المتفتحة والجبارة والسياسات الناجحة، لتفاجئ العالم كقوة اقتصادية يحسب لها ألف حساب، حيث اتبعت أسلوب إدارة وقيادة ناجحة ومتطورة أدى باليابانيين إلى الاهتمام بالعمل والإنتاج وتطوير مهاراتهم وقدراتهم ليثبتوا للجميع أن أحداث "هيروشيما وناكازاكي" لم تقصم ظهورهم بل زادتهم قوة ومنعة وإرادة وإصرار على النجاح .
إن شهرة نظرية الإدارة اليابانية تعزى إلى أن باستطاعة اليابانيين إيجاد نوع من الإدارة تتواءم مع ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم، فأسهم النظام التربوي والتعليمي على إيجاد أفراد مبدعين قادرين على تعويض بلادهم شح الموارد الطبيعية التي تعاني منها من خلال الأخذ من جميع نظريات الإدارة. فلفلسفة الإدارة اليابانية أخذ كل ما هو مفيد للعمل والمؤسسة وكذلك الأفراد، فاهتم النظام التربوي الياباني بتربية الطفل على الأخلاق والقيم والتقاليد الحسنة لإخراج طفل يتمتع بالمواطنة والصلاح وخدمة وطنه، ولبيئة العمل كذلك دور مهم أيضا، حيث تنهال على المواطن الياباني عبارات الترحاب والاستقبال من زملائه ومن المؤسسة التي يعمل بها الأمر الذي يشعره بالاطمئنان ويشجعه على الانخراط في المؤسسة باعتبارها بيته الثاني يعيش مع رفاقه داخل المؤسسة وكأنهم عائلة واحدة فيزيد إنتاجه ويقوى انتماؤه. في العالم العربي نتغنى بالولاء ونهتف ونصفق للانتماء دون فعل يذكر وكأنهما كلمات أغنية نرددها دون أن نعي مضامينهما، فما الذي يضير أصحاب المستشفيات الخاصة مثلا أن تعالج المواطنين الفقراء مجانا في عيد الاستقلال أو أي مناسبة أخرى، وأن تدفع بعض المؤسسات فاتورة ماء أو كهرباء عن بعض المواطنين أو أن يتكفل أحد البنوك بتمويل وجبات طعام لطلاب المدارس والعائلات المعوزة أو دفع تكاليف زيهم وحقائبهم وكتبهم المدرسية، أو أن يقوم أحد الأثرياء بإقامة مشاريع يستفيد منها العاطلين عن العمل وبعض العائلات الفقيرة وغيرها الكثير لنخلق نوع من أنواع التكافل والتعاون والتراحم بين أبناء الوطن وبالتالي نجسد المواطنة الصالحة والارتقاء بالوطن نحو التقدم والتطور والازدهار الذي ينعكس أثره فيما بعد على المواطن، هذه هي بعض من المظاهر التي تعبر عن الولاء والانتماء الحقيقيان.
العمل التطوعي هو إحدى أهم ركائز الانتماء، وتحديد تحديات الحياة المتمثلة بالمحاور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية والبيئية والثقافية والتربوية المتمثلة بالإعلام وتحديد احتياجات المتطوعين والاختيار الصحيح والتأهيل والتدريب والتحفيز والتنشيط والتقييم والمتابعة آخذين بعين الاعتبار معوقات العمل التطوعي والمتمثلة بالظروف الاقتصادية والأنماط الثقافية وضعف الوعي وقلة البرامج التدريبية وعدم السماح باتخاذ القرارات، إلا أن التطوع ينمي الاعتزاز والولاء بالقيادة والانتماء للوطن ويجعل المتطوع أكثر التزاما من خلال المشاركة والعمل بروح الفريق، والشباب اليوم يشكلون 70% من المجتمع والعمل التطوعي يساهم إلى حد كبير في حل كثير من مشاكلهم التي يعانون منها كالفراغ والانحراف وقلة البرامج الفاعلة التي تستقطبهم مشيرا إلى أن كثير من مجالات العمل التطوعي عززت الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية، حيث تعتبر الأسرة هي الحلقة الأهم في تعزيز مفهوم العمل التطوعي والولاء والانتماء تجاه القيادة والوطن.
علينا جميعا النهوض والتشجيع على العمل التطوعي من خلال المشاركة الواسعة من كافة المؤسسات والأفراد التي تعتني بتعزيز ثقافة التطوع لاستغلال واستثمار الطاقات الكامنة لدى الشباب وتوظيفها بما يعود بالفائدة والنفع على الوطن والمواطن، فالشباب هم المورد البشري الذي يرفد خزينة الدولة بالأموال الزكية الطاهرة لقلة الموارد الطبيعية التي تستثمر في إنعاش الوطن والمواطن وعدم تركه فريسة لأموال الصناديق الربوية التي تثقل كاهله وكاهل المواطن مما يجعله قويا لا يرضخ لما يمليه عليه أصحاب هذه الصناديق.
الوطن حضن دافئ لأمان المواطن الصادق الذي يرفد قلوب أبنائه بخيراته ويرفع من شأنهم بين الأمم، ولأن الوطن بذرة صالحة غرست في ارض كريمة وطاهرة يستحق منا جميعا التضحية والفداء ولأنه لم يكن يوما إلا عشا لأبنائه يؤويهم ويحميهم ويقدم لهم كل متطلبات الحياة الفضلى، فمن هنا وجب علينا جميعاً أن نغرس في نفوس أطفالنا من الفطرة التي فطرهم الله عليها، وان نقدم لهم القدوة الحسنة في رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم مثالاً في حبه لوطنه وان نسرد عليهم دروساً من الماضي الأصيل في التضحية بحب الوطن والانتماء إليه وان يكون هذا الحب غذاءً روحياً في مرحلة الطفولة حتى ينمو ويشيب عليه، وان يكون سلوكه سلوكاً إسلامياً يتفق مع ديننا الحنيف وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الإسلامية والعربية.
وها نحن نتذكر ونذكر الأجداد كيف جابوا أرجاء المعمورة ممتطين جياد العز حاملين رايات التوحيد رافعين سيوف النصر لإرساء دعائم الأمن والاستقرار للبلاد ونشر رسالة التوحيد.
المرأة العربية بين الوعي الثقافي والهوية الجمالية
إجراءات قانونية بحق ملكة جمال مصر
العبداللات ومنير في حفل ختام كأس العرب
تركيا توقف عددا من الفنانين والمشاهير
عن الجيل زد … وهندسة الإدمان البصري
عن الجيل زد … وهندسة الإدمان البصري
تأملات في العيش داخل حلقة التكرار
الأوضاع الإنسانية في غزة – شاهد عيان
ترامب وفنزويلا: القرصنة أحدث مراحل الإمبريالية
وفاة مشهور التواصل السعودي أبو مرداع بحادث مروع
ارتفاع جنوني في أسعار الذهب محلياً اليوم
وزارة الأوقاف تُسمي ناطقها الإعلامي الجديد
اعلان توظيف صادر عن المحكمة الدستورية
الحكومة تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة
اليرموك تُدرج متحفي التراث والتاريخ الطبيعي على منصة تريب آدفيزور
كتلة هوائية شديدة البرودة تضرب المملكة بدءاً من الاثنين
ماسك ينشر قائمة الدول الأكثر توقيفا لمعلقين على الإنترنت
مدعوون للتعيين وفاقدون لوظائفهم في الحكومة .. أسماء
إحالة مدير عام التَّدريب المهني الغرايبة للتقاعد
الضمان: تعديلات تشريعية مرتقبة للمنتسبين الجدد وتعديل سن التقاعد مطلع 2026
عندما تصبح الشهادة المزورة بوابة للجامعة
مهم بشأن الرسوم المدرسية للطلبة غير الأردنيين
صرف 5 ملايين دينار معونة شتوية لأكثر من 248 ألف أسرة
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً



