كلمة حوار لا حِراكُ دمار

كلمة حوار لا حِراكُ دمار

19-07-2011 02:40 PM

                                                             اكتب لكي لا يقال أنه يكتب وما أكتبه ليس للتجارة أو المزايدة بل للتمحص والعقلانية لمن قد يجروا البلاد والعباد إلى فوضى لا تحمد عقباها .

 

بداية أقول دون وجلِ أو خوف أن الحكم الهاشمي والوحدة الوطنية خطان أحمران لا اقتراب منهما تحت أي شعار وتحت أي ظروف . فهما أساس سلامة وأمن الوطن .

 
أنا لست ضد المطالب التي ينادي بها من يجوبون الشوارع في أي مكان في هذا البلد العزيز على قلب كل من لديه ولاء وانتماء ، لكنني ضد الطريقة والأسلوب اللذان يتصرف بهما إخوانٌ لنا في أردننا الغالي والذي منذ تأسيسه وهو يعتبر أنموذجاً يحتذى به من قبل شقيقاتنا في الوطن العربي فقد كان له الشرف ببناء دستور عصري في وقت كانت فيه دول أخرى تقوم على إدارة شؤونها بطريقة " من هو أقوى فهو صاحب القرار " .


والأردن لم يكن يوماً من الأيام في مؤخرة من يساند كل قضايا الوطن العربي والإسلامي, فقد قدم التضحيات والشهداء وليس هناك قضية عربية واحدة لم ترتوي أرض تلك المنطقة بدماء شهداء الأردن .

 
والسؤال الذي أطرحه على الإخوة المتظاهرين هو :

هل نزل شعب إلى الشارع في ما نسميه ربيع الوطن العربي وكانت النتيجة غير الفوضى وعدم الأمان والاستقرار ؟

هل تريدون أن يكون مصير الأردن كمصير تلك الدول ؟

هل تصد الأبواب من قبل سيد البلاد في وجوهكم للحوار ؟

 
إن كانت الدوافع وطنية فنحن سندٌ لكم في الحوار وتكلموا باسم أغلبية الشعب الأردني . لكن إن كانت الدوافع شخصية وتدار من الخارج فأريد أن أقول لكم أن الأغلبية التي تمنحكم الحق في الحوار لا تمنحكم هذا الحق في غير الحوار . وأن تلك الأغلبية الصامتة لن تسمح لكم أن توصلوا البلد إلى منزلق لا يكون فيه رابح بل الجميع خسران .

 

أما ما يتعلق بأجهزة الأمن وتحديداً جهاز المخابرات فأسألكم : هل تريدون أن يتوقف عمل هذا الجهاز عن دوره في الحفاظ على أرواحكم وأموالكم من الخراب والدمار ؟

وأما عن جهاز الأمن العام فأسألكم : هل ترون فيهم عدواً لكم مغتصبا لأرضكم أو سالباً حقوقكم حتى تقابلوهم بالخناجر والأدوات الحادة ؟


لقد فاض الكيل والبلد لا يحتمل أكثر من هذا فأرجوكم أن تردوا إلى رشدكم ولا تتصوروا أن من هو صامت الآن سيبقى صامتً إلى أن يغرق البلد ولا ينجو منه أحد .

 

فاتقوا الله إن كنتم مؤمنين ولا تنسوا أن الأغلبية الصامتة هم كذلك مؤمنون لكن دون مسمى حزبي أو فكري .


أناشدكم بالله مناشدة الأب لأبنائه أن تكفوا عن هذا الأسلوب و تلجأوا إلى أسلوب الحوار مهما طال وقته فهو السبيل الوحيد لجمع الأمة وحل جميع مشاكلنا .

 
atallah_roud@yahoo.com

                                                                       *جامعة الطفيلة التقنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد