رسائل دينية / رشوة أم جُعالة؟!

رسائل دينية / رشوة أم جُعالة؟!

31-07-2011 10:54 PM

يقول النبي "ص": (لعن الله الراشي والمرتشي) ،في هذا النص الشرعي  وعد نبوي صريح  باللعن لكل من يلمح أو يصرح بطلب الرشوة أو من يقدمها ، فأسباب وجود هذه الظاهرة في المجتمع المسلم هي أسباب نبذها الاسلام ورفضها  ،ومنها غياب القناعة بالرزق وعدم الايمان بضرورة القيام بالواجب الوظيفي إخلاصاً لله وللرسول وللدين ، فمن قام بهذا العمل المشين فهو غير مؤمن بتوزيع الرزاق للأرزاق ، وغير مخلص بعمله لله تعالى وهذا ينافي الايمان.

 

والأدهى والأمر هو استخدام وسائل الضغط كافة من قبل الموظف أو الذي يسعى لأخذ الرشوة  من متلقي الخدمة فيقوم بالايحاء ، ثم إن لم تفلح هذه الوسيلة فيقوم بالتلميح فان لم تفلح يقوم بالتصريح ، وربما تنجح احدى الوسائل ـ حسب فهم المراجع ـ على الاشارات للموضوع فإما يرفض أن يرشي ، أو يرضخ بحجة ضرورة اتمام العملية و( اطعم الثم تستحي العين) ، وربما لاتنجح فيقوم المقدم للخدمة بالمماطلة والتأجيل حتى يمل المراجع او يشم ويستحي على دمه ويعود يوما ما ويدفع.

 

والمشكلة الحقيقية أنك لاتستطيع أن تثبت هذه التجاوزات في كثير من الأحيان وبذلك يتمادى المرتشي  ولايوقفه لارقيب ولا حسيب ، ولايوقفه دين ولا أخلاق لأنه لايتمتع بها ، فلا ضوابط شرعية لوقف مهزلة الرشوة ولا ضوابط إدارية حقيقية لمنع تفاقم هذه الظاهرة التي تفتك بالأوطان والإنسان.

 

وعندما تتواصل مع إنسان وتنصحه بالإبتعاد عن التعاطي بالرشوة ، تجده ينتفض مدافعاً ويقول  عبارات كفرية أحياناً كأن يقول مثلاً:"النبي قبل الهدية "  ويريد أن يشبه الباطل بالحق ،أو "الراتب لايكفي وبشتغل قد عشر موظفين فيجب ان آخذ مقابل" وغير ذلك من عبارات التبرير التي تجعلك متعباً امامها وأمام أصحابها على الرد ، أو تجعلك محبطاً من جهة  مسؤولة تمنع هذه المهزلة، لأن الحابل اختلط بالنابل وأصبحت الرشوة هدية من وجهة نظرهم ويجب أن نقبلها تطبيقا للسنة "كما يقول البعض" ـ على اساس انها هدية ـ  وضاع المفهوم الحرام مع المعنى الحلال نتيجة قلة الدين والإبتعاد عن تعاليم الإسلام ومضمونه وأصبحت الرشوة جُعالة وهدية.
        

فأنَا ننتصر وأنَا نتقدم مادمنا نتهجم ونتحايل على الدين؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد