لعبة الكراسي أم أزمة الكراسي!!!

لعبة الكراسي أم أزمة الكراسي!!!

03-08-2011 12:51 AM

الكرسي هو اختراع يفوق بقيمته الذرة والصاروخ والانترنت والغواصة وكل شيء آخر في هذا العالم الذي أمسى يئن من وطأة الكراسي وجبروتها. صحيح انه صنف من الأثاث المنزلي الذي لا يخلو منزل منه على الإطلاق , فمنه الصغير والكبير,والثمين والرخيص,والخشبي ,والمعدني,والبلاستيكي,ولكنه عظيم وجليل ومفيد جدا,يغير النفوس ,ويجلب الفلوس ,ويورث العبوس لجالسيه.



 في هذا السياق لست متحدثا عن فوائد الكرسي كما يبدو للوهلة الأولى ,ولكنني معجب به أيما إعجاب لا للجلوس عليه لأنه يسبب أوجاع الظهر ويورث البواسير, وينفخ الكرش, ولكنني معجب بقوة سحره وجاذبيته التي تفوق قوة الجاذبية الأرضية,وهذا الشيء لا يترك لأي شخص يقترب منه فرصة للإفلات أو الهرب ,ولا يستطيع الإفلات من جاذبية الكرسي إلا من انجذب إلى جاذبية كرسي اكبر وأقوى, أو جذبه إليه ملك الموت عزرائيل فأراحه من الجلوس نهائيا ,وأراح كرسيه من ثقل حمله, وأراح البشر من أوامره وتسلطه وظلمه وتفرده بهذا الكرسي .




والكرسي لديه قوى خارقة تفوق قدرات الجني أو السوبرمان, فمن يجلس عليه ويعاشره يتحول من أحمق إلى نابغة ملهم, ومن جاهل أمي لا يجيد القراءة والحساب إلى فطحل بليغ طليق اللسان فصيح الكلام, ومن قبيح الخلقة إلى جنتلمان وسيم ,ومن فقير معدم إلى ملتي ملياردير بقدرة قادر. وما أن يخلع عنه بالقوة كما حصل في مصر وتونس ,حتى يزول السحر ويمسي البطل الصنديد جبانا, والغني فقيرا , والعزيز وضيعا خائرا مستجديا العفو والصفح والغفران ممن كان لا يراهم بعينيه أثناء تربعه على الكرسي نهائيا , أو ممن كان يراهم بحجم النملة.




 والكرسي بخلاف قطع الأثاث الأخرى, يتمتع بإحساس عميق,ومشاعر دفاقة دافئة تجعل من يعاشره ويجلس عليه لا يود مفارقته ويظل ملتصقا به حتى آخر يوم في حياته,ويتشبث به ولو كلفه ذلك جداولا من الدماء البريئة ,وأكواما من الجثث والأشلاء,حتى لو نسي ربه,وكفر بمبادئه وشعاراته التي كان يرددها طيلة أيام العز على الكرسي .وحتى بعد موته فهو لا يفرط به, ولا يحب أن يتنازل عن كرسيه العزيز لأحد غريب قط ,فهو يورث لأحد أبنائه لا غير.




أخيرا نتساءل, هل ما تعاني منه بعض الأقطار العربية أزمة في الكراسي؟ أم هي لعبة الكراسي التي أجاد قادة هذه الدول اللعب بها لإشباع رغباتهم وشهواتهم ؟ وما هو موقف الشعوب العربية من هولاء اللاعبين بمصيرهم كما يحدث في اليمن على سبيل المثال لا الحصر؟وما الحل مع هذه الكراسي التي توجد هذه الأزمات الخانقة؟ أوليس بمقدور احد العباقرة العرب من اختراع كرسي يطرد الجالس عليه بعد انتهاء مدة رئاسته؟ وان يرفض جلوس أيا من الأبناء عليه بعد أبيهم ؟ انه حلم جميل نتمنى تحقيقه لحل أزمة الكراسي العربية سريعا. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد