صحيفة السوسنة الأردنية

الى من لا يعرف الأغوار الجنوبية أو ما تعرف بسلة غذاء الاردن. هي أحد ألوية محافظة الكرك جنوب الاردن.

 حيث يقع هذا اللواء ضمن منطقة ما يسمى أخدود وادي الأردن,حيث درجات الحرارة العالية التي قد تصل الى 46 درجة مئوية في الظل, وتعتبر كذلك من جيوب الفقر أو الأشد فقرا" في المملكة. هذا اللواء الذي لطالما عاش ابنائه في جهاد مستمر يلتمسون طريق العلم الذي يكاد يكون زاخر بالعوائق التي يشكل العائق المادي اكبرها في اغلب الاحيان.الأغوار الجنوبية الى من لا يعرفها هي الارض التي تقدم الغذاء الممزوج بعرق ابنائها بل هي الأرض التي رويت بدماء أبنائها منذ الرصاصة الاولى للحرية على يد  المغفور له بأذن الله الشريق الحسين بن علي طيب الله ثراه.

حيث كان وجهاء هذا اللواء أول من لبى نداء  الحرية دون تواني او خذلان والتاريخ خير شاهد على ان هذه البقعة قدمت الشهيد تلو الشهيد في المعارك التي قادها أبناء الأردن الأوفياء ضد الأحتلال الغاشم.ورغم العديد من المحاولات لطمس هذا التاريخ المشرف ممن لهو المصلحة في طمس هذا التاريخ المطرز بالدم تبقى الشواهد الكثيرة على التضحيات الكثيره التي قدمها ابناء الاغوار الاحرار.

 ومع كل هذا لا زال ابناء الاغوار محرومون من المشاركة الفاعلة في بناء هذا الوطن بالطريقة التي يستحقونها,فلقد أصطلح على هذه المنطقة بالأخدود وهو كما اظنه أخدود يحاول الكثير ممن يعيش فيه ان يسمع من هم خارجه بأن ابنائه الأكثر وفاء ,الأكثر انتماء الى هذا الوطن وقيادته الحكيمة,فهذا الأخدود اصبح اليوم يعج بالكفاءات ويعج بحملة الشهادات العليا التي يحلمون من خلالها بخدمة وطنهم الذي ضحى اجدادهم بدمائهم من أجله.

اليس من حق ابناء الأغوار ان يتبوأوا مناصب عليا في الدولة قأذا كنا نبحث عن الوفاء للوطن فلا يستطيع أحد ان يزاود على ولائهم وانتمائهم للوطن وقيادته الرشيدة.

 فلماذا اذا هم بعيدون عن مراكز صناعة القرار ؟ لماذ لا يوجد من يأخذ بأيدهم ليكونوا فاعلين اكثر في خدمة مجتمعاتهم؟ ليعلم القاريء الكريم أن هذا اللواء الذي يبلغ تعداده 48 الف نسمه ليس فيه امين عام وزارة ولا محافظ ولا متصرف لواء ولا موظف في دار رئاسة الوزراء ولا يوجد اي منهم في اي مركز من الوزارات السيادية كالداخلية والخارجية.

هل السبب عدم وجود من هو كفؤ في هذا اللواء؟ لا اظن ذلك جازما". لنفترض انه لا يوجد من يستحق او لا يستطيع ان يجتاز الامتحانات التنافسية لتلك الوظائف ,الا يجب على الحكومة ان تأخذ بيد ابناء الاغوار بتخصيص منحة دراسية واحدة سنويا" للدراسات العليا فقط في مختلف التخصصات العلمية والانسانية,فبذلك تكون قد ظمنت ان يكون هناك شهادة جامعية عليا سنويا" او بالأحرى شاب مؤهل  سنويا للمشاركة بفعالية اكثر في بناء وطنه,فجلالة المللك اطال الله في عمره قد شدد في اكثر  من لقاء على دور الشباب ودور العلم في نهضة الشعوب والأمم.

ولو تفحصت او سنحت لك الفرصة في لقاء احد ابناء هذه المنطقة لوجدته حالما" بأن يكمل تعليمه الجامعي ولكن ظروفه الماديه غالبا" ما تحول بينه وبين ذلك المبتغى الذي يكاد يكون صعب المنال.

أعود الى القضية الأهم وهي غياب ابناء هذه المنطقه عن مناصب الدولة العليا.فهل يصدق القاريء العزيزبأن هذا اللواء ومنذ اول حكومة اردنية لم يشارك اي من ابنائه الا في حكومة واحده هي حكومة دولة السيد عبد الكريم الكباريتي  .الا يعلم القاريء الكريم بأن ابناء الاغوار باتوا حالمون بأن يستشار على الاقل  أحد ابنائه عند تشكيل اية حكومة  من الحكومات ليشعروا بأنهم لا زالوا على خارطة صناعة القرار .فأني اجزم أنه سوف تقام الأحتفالات لسبعة ليال حال اعلان استشارته لا مشاركته.

 فمن وجهة نظري البسيطه هذا الاخدود مليء بمن يستحق أن في موقع المسؤولية وصنع القرار  وأن لم يكن الى هذه اللحظه فالحكومة مطالبة بصناعة من يستحق من خلال المنح الدراسية وخصوصا الدراسات العليا والتي تكاد تكون حكراعلى فئه معينة  ومحروم منها البقية في هذا الوطن الحبيب.ابناء الاغوار قدموا الكثير من اجل وطنهم ومن حقهم ان يكونوا فاعلين اكثر في وطنهم ومجتمعاتهم فهم لا يقلون شأنا" عن الاخرين من ابناء هذا اللوطن الغالي.نتمنى على حكومتنا العزيزه ان تنظر بأهتمام اكبر الى ابناء الاغوار وتضع نصب عينيها النهوض بمستوى الخدمات المقدمة في هذا اللواء ودراسة أوضاع شبابه المليء بالطاقة التي لا تحتاج منا الا الى شحذ فقط لتستخدم في خدمة الوطن وقيادته السمحة.فنحن لا نريد أن نصل الى  مواقع لا نستحقها بطرق الواسطه والمحسوبية بل نريد ان نصل بالكفأه والقدره على تقديم الأفضل الى رفعة هذا الوطن ونهضته وتقدمه راجيا من الله العلي القدير  أن يمد الله في عمر ابا الحسين راعي النهضة وحامي المسيرة وأن نجد الاذان الصاغية من صناع القرار بالنظر الى حال هذه المنطقة  ومحاولة الأخذ بأيدي أبنائها ليكونوا شركاء في صناعة المستقبل  فيكفيهم أنهم ولدو من رحم المعاناة ولكن هذا  لم ولن يثنيهم عن خدمة وطنهم كل حسب امكانياته المتاحه فلقد  قالها مارتن لوثر كنج من قبلي في القرن الماضي لدي حلم  وها نحن ابناء الاغوار نقولها لدينا حلم.