عقدة المؤامرة .. وما يجري في سوريا

mainThumb

13-08-2011 04:12 PM

قبل ان ابدأ موضوع هذا المقال لا بد و ان اعرف ما هي عقدة المؤامرة واسبابها و دوافعها , ان ان كلمة مؤامرة هي عبارة عن تآمر دول, حكومات ,احزاب على الاخرين من خلال عدة طرق الهدف الاساسي تحويل الرأي العام نحو حدث ما الى الجانب السلبي من خلال قلب الحقائق وتلفيق التهم والاشاعات لتحويل هذا الرأي من الايجابية نحو هذا الحدث الواقع الى السلبية وعادة هذه المجموعات او الحكومات او الدول تستخدم هذا النوع من المؤامرات لافشال هذا الحدث والذي يكون على شكل ثورة ,صحوة ,او اي مطالبة بحق للمجتمع أو ربما لتمرير بعض المشاريع المشكوك بامرها من اتفاقيات عسكرية واقتصادية وأخرى تخدم مصالح افراد هذه الحكومات وليس شعوبها والذي يتزعم مثل هذه المؤامرات هم كتاب متخصصون بفن الاشاعة وادوات الاعلان المختلفة التي تحسب على مثل هذه الجهات من خلال نشر وترويج المعلومات المزيفة والكاذبة ,لذلك لا بد من الانتباه لهذه الادوات و مصادرها اذا اردنا ان نفهم ما يدور حولنا من احداث.

 اما هذه المقدمة والتي سردتها جاءت على خلفية ما نشر على موقع اسرائيلي (أدم برس ) حول ما اطلق عليه بعملية الياسمينة الزرقاء وهنا اقتبس جزء مما نشر وهو ان هذه العملية بدأت منذ عام 1999م وهدفها تقسيم سوريا واسقاط النظام بها وتفتيتها الى امارات اسلامية صغيرة بعد اشعال نار الفتنة الطائفية فيها والمشتركون هم دول عربية واسلامية واروبية وطبعا امريكيا واسرائيل بالاضافة الى محطات فضائية ,لا اريد تسمية الدول العربية والاسلامية وهذه الفضائيات فهي معروفة يسبح بها النظام السوري ليل نهار. وان المخابرات السورية تمكنت من كشف الخلايا التخريبية المخابراتية لهذه العملية والتي كانت تعمل في داخل سوريا والتي وصفها الموقع بانها من اكبر واعقد العمليات الاستخبارية الامريكية بالمنطقة والتي وصل بامريكيا التهديد باعلان الحرب على سوريا اذا ما كشفت او سلمت اجهزة الاتصال العالية التقنية التي تم الاستيلاء عليها من افراد هذه الخلية الى الروس أوالصينين.


 وان من اهم نتائجها هو كشف ثلاثون جاسوسا يعملون  في ايران وشبكة جواسيس شركة الاتصالات اللبنانية و جواسيس يعملون في روسيا والصين مما اثلج صدور الروس والصيين وقاموا بدعم الموقف السوري والوقوف امام قرارات مجلس الامن  وان ما قامت به القوات السورية في بلدة جسر الشغور ودرعا وحماة وحمص وريف دمشق انما هو ملاحقة فلول هذه العملية المخابراتيه لتصفيتها وهذا ما تم انجازه وان ما حصل من مظاهرات في المدن السورية كان من ضمن مخططات هذه العملية ,وقاد هذه العملية ثلاثة ضباط منهم امارتي هرب الى الامارات وهو كان من اسباب الكشف عن هذه الخلية واخر اردني واخر اسرائيلي لا نعرف اين هم؟ واذا ما كانت المخابرات السورية كشفتهم واعتقلتهم كما كشفت واعتقلت بعض السعوديين في مظاهرات حمص وحماة وان مخطط اقامة امارات اسلامية في درعا وحمص وحماه وجسر الشغور قد سقطت وان التدخل التركي انكشف و ان المرشد العام للاخوان المسلمين و جماعته في سوريا من المتأمرين في هذا العملية, وكل هذه المعلومات مصدرها هذا الموقع ويتم الترويج لها من جهات مشبوهة ويتم ارسالها عبر الايميل لاكبر شريحة من المواطنين العرب لقلب الحقائق على ما يحدث بسوريا.

اي قاريء لاحداث هذه العملية مباشرة يتذكر المراحل التي مرت بها ثورة الشعب السوري الاعزل بدأ من  درعا وكيف تم اتهام المتظاهرين حينها بانهم قلة  اسلامية متعصبة تريد ان تقييم امارة اسلامية والكل يعرف ان هذه الاشاعات تم استخدامها من قبل النظام اليمني والليبي وقبلهما المصري لاستدرار العطف والدعم الامريكي والاوروبي وحتى الاسرائيلي و مع امتداد الثورة السورية بدأت هذه الروايات تتكرر وتطلق على مظاهرات حمص , حماة,   بانياس , دور الزو وجسر الشغور وهنا يبرز السؤال المهم وهو عنوان هذا المقال هل هي عقدة المؤامرة ؟ والتي يريد النظام السوري من خلالها التغطية على جرائمه بحق شعبه وحقيقة هذه الثورة والتي طالبت بالحرية ليس الا من اول يوم ليصورها انها مؤامرة للتدخل الاجنبي من اجل تحطيم صمود سوريا امام الامريكان والاسرائليين وأن ما يحصل هو ضريبة  يدفعها هذا النظام نتيجة لمواقفه القومية, ومرة اخرى نوجه سؤال لهذا النظام ,ما هو التعارض ما بين اطلاق الحريات والمقاومة او الصمود ؟ من هنا يتضح لنا ان تسريب مثل هذه المعلومات في هذا الوقت عن هذه العملية جاءت لدعم موقف النظام السوري ولاثبات التدخل الاجنبي الذي يدعيه وهذا يجعلني أطرح  الاسئلة الاتية للمزيد من توضيح الامر:

 اولا: اذا كانت المخابرات قد وأدت هذه المؤامرة وقضت على كل افرادها فكيف استمرت هذه المظاهرات وامتدت الى معظم المدن السورية ولما كل هذا القتل والدمار والنزوح للشعب؟وخاصة اذا تم انهاء هذه العملية والقبض على افرادها ومصادرة اجهزتها, وكيف لهذه الدول ان تحارب مثل هذا الارهاب في العراق وافغانستان وكل بقاع الارض المتمثل بالتعصب الاسلامي وتدعمه في ان واحد؟

ثانيا : مثل هذا الانجاز لا يجوز اخفائه من قبل النظام السوري لانه ان حقا حصل فهو انجاز عظيم ,ولكن الذي يدعوا للشك والاستغراب هو نشره من قبل موقع اسرائيلي؟  لماذا لم يتم الاعلان رسميا عنه ومن خلال الناطق الاعلامي السوري أواي مصدر رسمي سوري عبر مؤتمر صحفي و يبث مباشرة من قبل التفزيون والاذاعة السورية وابراز الوثائق والاجهزة والاشخاص واعترافاتهم وعندها انا متأكد ان كل مواطن عربي شريف سيدعم هذا النظام ولايوجد اي بلد عربي يوافق على مثل هذه المؤمرات.

ثالثا: ولنفترض ان هناك مؤامرة هل هذا يبرر كل هذه الجرائم من قتل للاطفال واهانة كبار السن  والاعتداء على النساء ؟ هل كل هؤلاء متأمرون ومجندون في هذه العملية؟ ثم ما العلاقة بين المناداة بالحرية وهذه المؤامرة؟ على العكس اعطاء الحريات سيساعد على اجهاض كل هذه المؤمرات لانها لن تجد اذان صاغية لها , انه من حقي وحق كل مواطن عربي ان يشك في كل كلمة في هذا المقال المسرب فلا يوجد اية حقيقة فيه على الاطلاق وامل ان اكون مخطيء فالطريقة التي يتم فيها سرد حقائق هذه المؤامرة مفصلة على مقاس بيانات ومعلومات النظام السوري حول ما يجري من احداث وان هذا النظام فوت الفرص الكثيرة عليه للملمت الجراح والصفوف وقد وقف الاردن معه بكل صدق وامانة ملكا وحكومة وشعبا عندما ارسلوا له الكثير من الوفود ليطلعوه على التجربة الاردنية الرائدة  في التعامل مع المتظاهرين في نفس الوقت ننتظر من حكومتنا ردا اخر يتناسب مع ما يجري الآن ولا يجوز ان نقف صامتين.

ان الاخوة الاتراك لم يألوا جهد بالوقوف مع هذا النظام ونصحه رغم ماضيه واخطائه ولكن دون اية نتيجة مما ادى الى اختراقه من داخله وان كان هناك مؤمرات ضده فهي منه وفيه, حتى اصبح يترنح تحت ارادة وتصميم الشعب السوري لانتزاع حريته والذي لن يغفر لهذا النظام جرائمه ولا يمكن ان يفرط بدم ابنائه والحق سينتصر بالنهاية  فهل يدرك افراد هذا الذي سمي بوفد المعارضة الاردني الذي ذهب يتمسح و ينافق لهذا النظام هذه الحقيقة ؟وهل نظر كل فرد في هذا الوفد الى وجهة ويداه ليجدوا دم الاطفال والشباب السوري يلطخها ؟وكيف تريدوننا بعد الآن ان نصدقكم بعد ان حرمتم على الشعب السوري الحرية والتي  تطالبون بها؟ اننا نبرأ منكم كشعب اردني اصيل لا يقبل النفاق على حساب دماء اهلنا بسوريا الابية الصامدة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد