العشق والحب من منظور الدين

العشق والحب من منظور الدين

20-08-2011 12:00 AM

أكد القرآن الكريم والسنة النبوية على شعور وعاطفة تسمو بالإنسان وترقى به لتميزه على سائر المخلوقات , فهو اجتماعي ومدني بالفطرة.
فحب الله واجب وفرض وحب الأصول الدينية كالنبي والإسلام والملائكة والمسلمين والخير هي واجبة معروفٌ حكمها لدى الجميع.

ولكن أريد أن أتحدث هنا عن جانب واحد مختلط المفهوم لدى الكثير من الناس وهو العشق والهوى والحب تحديداً بين رجل وامرأة وكيف نظر الإسلام إليه وكيف راعاه.

إن هذه العاطفة لايجوز لأحد منا ان ينكرها ولا يخفي وجودها ,فرغبة الرجل إلى الجنس الآخر وميله إليها ورغبة المرأة لرجل هو أمر جِبِلِّيّ فطري يشعر به الجميع ولا يجوز لأحد أن يكابر في ذلك.


ولذلك راعى ديننا هذه الفطرة ونظمها أيما تنظيم, وحدد لها أُطُرَها , والدليل على أن الحب موجود بين الجنسين ففي قوله تعالى:"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة..".فالازواج هنَّ النساء الواتي خلقهنَّ الله للرجال مع اختلاف في الجنس لتكون شريكاً له في العاطفة والمودة والرحمة وأمور أخرى مادية.

فوجود المودة والرحمة وهو (الحب) هبة من الله ,فالرحمة هنا تعم الرجل والمرأة ,وتسكنهما المودة إذا رغبا بعضهما (روحاً) وفي هذا إشارة هامة إلى أن الحب بين الطرفين مُحلَّل إذا أرادا بعضهما في الحلال ومن ثم يجب استمراريته إذا ماتمَّ هذا الامر الحلال واصبح اللقاء (جسداً).

وبما ان الحب في اللغة من معانيه الصفاء والنقاء والتلاقي الروحي ففي الاصطلاح أيضاً هو الصفاء والتلاقي الروحي ضمن إرادتهما لبعضهما الجادة والصادقة امام الله ليكون بعد ذلك استمراراً لهذا التلاقي الروحي ونضيف إليه التلاقي الجسدي الحلال الذي يؤدي بدوره إلى تعميق وزيادة المحبة بعد ا ن اطلع كلاهما على الآخر واصبح كل واحد منهما سراً للآخر فتتعمق المودة والمحبةبينهما أكثر وأكبر.

فالإنسان نقي الفطرة لا يرغب الاحتكاك جسدياً إلا مع شخص تلتقي روحه معه ,بخلاف الحيوان الذي لا يهمه إلا ان تكون انثى وأي أنثى تؤدي الغرض , اما الانسان السوي فلا يؤدي غرضه إلا حلاله لانها محبوبه ومعشوقه وكذلك الامر بالنسبة للمراة السوية ايضاً.

ولكن هناك مشكلة حول مفهوم العشق هذه الايام بسبب انتشار التكنولوجيا والإنفتاح الزائد ,فترى اللقاء والاختلاط في العمل وفي السوق وفي أماكن الدراسة وغير ذلك من المواقع ,والذي يؤدي بدوره إلى تخبط لدى الشاب او الفتاة في موضوع الحب لكثرة أصناف البشر الذين يلتقون معهم.

فترى الفتاة تلهث خلف شاب هي لاتعجبه ,والشاب يلهث خلف فتاة هو لا يعجبها , وبالتالي التخبط والتردد , فعندما يأتي شاب لخطبة فتاة ترفضه لان وجدانها مع آخر , فينكسر قلب هذا الرجل وينقلب الحب إلى كره أو الى صدمة وتعلق لا يستطيع ان يفارقه , والعكس كذلك صحيح بالنسبة للفتاة .

فانصح إخواني بعد ان عرفنا نظرة الدين للعشق وكيف يكفل الله للازواج السكينة ,أنصح الفتاة أن من جاءك خاطباً محباً لك فلا ترفضيه ولا تصديه وخصوصاً إذا كان ممن ينطبق عليه قول النبي "ص" :"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير",
فالله كفيل بان يجعلك تحبيه.
أيضاً الشباب الذين يشعرون بحب فتاة لهم فليقدموا إليها ولا يتركوها هكذا ,فالله كفيل بأن يزرع في قلبك حباً لها تبادلها إياه كما هي أحببتك وعشقتك.

من هنا نرى أن الحب إذا كان قصد أصحابه الارتباط الحلال والزواج فهو حب مباح شريف لان الله تعالى قال :"..خلق لكم من انفسكم ازواجاً.." فكلمة أزواج بالمفهوم الاول تعني المخالِفات لكم في الخِلقة ,ثم عشيرات الحلال وشريكات الحياة بالمفهوم الثاني لكلمة ازواج هنا.

ودليل ان الحب هو فقط حب الارتباط أن الغيرةتكون من الرجل على المرأة التي يرغب الارتباط بها او على من هو مرتبط بها وليست الغيرة على صديقة او معرفة او صاحبة , والعكس كذلك بالنسبة للمرأة فغيرتها على زوجها او من ترغب صادقة بالإرتباط به.

فلا ننكر هذه العاطفة إخواني ولانتجاهل هذه الفطرة لأن الله أقرها وزرعها في قلوبنا والكل يشعر بها.

أسأل الله ان يفهمنا اعماق ديننا ..آمين


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد