دعوة للموائمة بين الإصلاح السياسي والبناء الفكري

mainThumb

21-08-2011 07:05 PM

عندما أنزل اللهُ على رسولِهِ محمد - صلى الله عليه وسلم- الوحي في غار حراء ، ظل يدعو الناس إلى الدين الجديد سراً، ودامت تلك المرحلة ثلاث سنوات، فلمَّا أنشأ قاعدة صلبة من الرجال المؤمنين، أذن الله لرسوله أن يجهرَ بما يُؤمر به من الحقِّ والهدى، قد يسأل البعض ماعلاقة هذا الموضوع بالإصلاح السياسي؟!، وهل المنهج الرباني يخص أمر دون آخر؛ أم أنه صالح لكل زمان ومكان؟!.
 
  التعديلات الدستورية خطوة في الإتجاه الصحيح وتشكل لحظة تاريخية في مسيرة الأردن الإصلاحية وتدل على كفاءة وقوة الدولة الأردنية وقدرتها على تجديد نفسها وعلى إجراء المراجعات بحكمة وشجاعة، ولكن؛ هل يعني أن مجرد وضع هذه التعديلات موضع التنفيذ؛ يصبح الأردن أنموذجا في ممارسة العملية السياسية والديمقراطية؟!، وهل من الحكمة الإستعجال في الإنتقال من مرحلة إلى أخرى دون أن يرافق ذلك التهيئة الثقافية والفكرية الملائمة لكل مرحلة، على قاعدة حرق المراحل؟!!.  
    إذا كانت الدعوة إلى الإسلام قد جاءت بأمر رباني على مراحل؛ وحتى علماء الإصلاح في اليابان مثلا توصلوا إلى نظرية التحسين المستمرالتدريجي؛ فهل خبراء السياسة في الأردن يريدونها"كن فيكون"!!!.

وعودة على تساؤلنا السابق؛ فالتعديلات الدستورية وعلى أهميتها البالغة، فلن تؤتي أوكلها مالم ترافقها إستراتيجية وطنية للتوعية والتثقيف السياسي والدستوري، تقودها مرجعيات التنشئة السياسية في القطاعين العام والخاص؛ وبإشراف مباشر من وزارة التنمية السياسية بهدف توعية الشعب الأردني وبكافة شرائحه بما له وما عليه من حقوق وواجبات وحريات دستورية وقانونية، ومن أجل ذلك، ندعو إلى حملة وطنية شاملة لنشر الثقافة الدستورية والسياسية ضمن المناهج الدراسية من المراحل الدراسية الأولى وحتى نهاية المراحل الجامعية ، ضمن برامج تربوية مدروسة، فتشمل نظام الحكم والأسس العامة للدولة ، والحقوق المدنية والسياسية والثقافية والإجتماعية للمواطنين ومنها الحريات الشخصية كالحق في الأمن وحرية التنقل وحرمة المساكن وحرمة المراسلات وكفالة حرية الرأي والتجمع والتظاهر السلمي وحرية تكوين الجمعيات والأحزاب السياسية وكفالة حرية التملك والحق في العمل والمساواة بين المواطنين وحق التقاضي وحق الدفاع والحق في التعليم والحق في الرعاية الصحية والاجتماعية وغيرها.
   
طريق الإصلاح طويل، ولكن ليس مستحيل، فلنغتنم الفرصة، وننطلق بورشة عمل وطنية، الأسرة، المدرسة،دورالعبادة، وسائل الإعلام، الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة الى المؤسسات الدستورية المعنية، لبناء قاعدة فكرية توعوية للمواطن الأردني تواكب عملية الإصلاح السياسي المنشود.

مدير التخطيط الإستراتيجي/ مؤسسة الضمان الاجتماعي

a.qudah@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد