رحلة الى الاقصى الاسير

mainThumb

22-08-2011 07:20 PM

لقد ساقت الاقدار لي زيارة المسجد الاقصى الحبيب اثناء زيارتي الى فلسطين الحبيبة والفضل بعد الله يعود لأخوي المقيمان هناك والذان رتبا هذه الزيارة ,بدأت الرحلة حوالي الساعة التاسعة صباحا حتى نستطيع الوصول الى المسجد الاقصى والذي يبعد عن اقامتنا برام الله فقط عشرة كليوميترات وبالسيارة لا يستغرق في اسوأ الاحتمالات سوى خمسة عشرة دقيقة للوصول اليه ولكن من خلال الاحتلال وحواجزه المقيتة والذي اطلقت عليها حواجز الاذلال يستغرق الوقت للوصول الى المسجد الاقصى ما يقارب الثلاث ساعات هذا اذا كان الحظ يلازمك لانك ربما لا تصل ابدا و تضطر للصلاة على الحواجز عند اقدام جنود الاحتلال واقدام خيولهم دون أدنى احترام لحرمة الشعائر الدينية.

 اوقفنا السيارة على بعد كيلوميتران مما يسمى بحاجز قلنديا والذي يرقد على جثة مطار قلنديا السابق والذي كان المطار الدولي للمسافرين من مملكتنا الحبيبة قبل احتلال الضفة الغربية , سرنا على الاقدام وسط زحام الناس والسيارات والباصات والتي ضيقت الطريق على المارة الى هذا المعبر البغيض ,عند بوابة هذا المعبر وجدنا صفوف  طويلة من البشرتنتظر للدخول في هذا اليوم الفضيل عند كل مسلم الا وهو يوم الجمعة فكيف ان كان في رمضان المبارك و بالاقصى؟ وهو أولى القبلتين وثاني مسجد وضع على الارض بعد المسجد الحرام وطبعا المعلومات عن التعليمات للمسموح لهم  بالدخول من الاعمار تعرفها اثناء الوقوف في هذه الطوابير وربما قبل اصطفافك بها , وحسب المعلومات المسربة فالاعمار التي دون الخمسين غير مسموح لها بالدخول حتى لو معهم اذن دخول اي تصريح , والحمد لله ان عمري تجاوز الخمسين عاما وكذلك اخي الذي يصغرني بسنتان, وقفنا في هذه الطوابير ولأول مرة يكون الزحام والمضايقات فيها وتحت اشعة الشمس وفي رمضان ممتعة.

انتهى بنا الطابورالذي نقف به الى اربعة جنود واقفين عند مدخل هذا الحاجز الذي به ممر لشخص واحد وايديهم على الزناد وينظرون يمينا وشمالا اثنين منهم يدققون على الاعمار والمحظوظ هنا ولو ان عمره اقل من خمسيين فقط اذا كان اشيب الرأس ربما يدخل و يتجاوز هذا الحاجز وهو الاول والاسهل والذي لفت انتباهي ان هؤلاء الجنود الأربعة على هذا الحاجز اشكالهم مختلفة واجزم لكم انه لايوجد اي انسجام بينهم لا بالشكل ولا باللون ولا حتى بالهدف وان لم اخطيء فان احدهم اثيوبي واخر ارتيري واخر من جنوب السودان والاخر ربما من دروز فلسطين ,وبعد التدقيق تجاوزنا هذا الحاجز  لنصل الحاجز الثاني وهو على بعد عشرين مترا او اكثر من الاول وهنا يتم تدقيق الهويات مرة اخرى للفصل بين المسموح لهم بالدخول حسب الفئة العمرية فالذي تجاوز الخمسة والخمسون من امثالي يدخلون مباشرة ودون اية تفتيشات وكأنهم يقولون لنا انتم متم ولم تعودوا ذو جدوى للخوف منكم اما ما دون هذه الفئة العمرية فهو لا زال خطرا, والذي وقع بها اخي المسكين الاستاذ بجامعة بير زيت والذي يتمتع بالجنسية الالمانية الا انها لم تشفع له, فحول ليمر باصعب حاجز وهو الثالث, فوقفت انتظرة ساعة ونصف خارج مسارات التفتيش الاليكترونية وكل ما اسمعه هو زعيق مجندات ومجندين لا اريد كتابة الفاظهم حتى لا يطلق على انني احارب السامية , وبعد ان كدت ان ايأس من دخول اخي واذا به يظهر منفوش الراس يلملم حزامه واغراضه ويشد بنطاله لاعلى حتى لا يسقط ويتمتم بكلمات لا افهمها وبعد سؤاله ما هذا؟ قال لي انها النتافة والتي لا بد لكل شخص يجتاز هذا الحاجز ان يمر بها والنتافة يا سادة هي التي تنتف الريش عن الدجاج و الصيصان بعد ذبحها ,ولكن الفرق بين الذبحين هو ان الصيصان تذبح لتأكل واما هنا فالذي يذبح هو الكرامة وانسانية الشخص حتى لا يفكر بالعودة مرة اخرى, واترك الباقي للقراء ليعرفوا ماذا يعني هذا؟ .


نظرت الى الساعة وكانت الساعة الثانية عشرة يعني بقي على اذان الجمعة نصف ساعة او ما يزيد فهل نصل وتكتب لنا صلاة بعد هذا العذاب ؟ سرنا على الاقدام حتى وصلنا الى باصات عربية تنتظر الصيد الثمين وبعد كل هذا الاذلال يأتي الابتزاز و من من ؟ من بعض اصحاب هذه الباصات الذين خسروا كل شهامة وانسانية وأكيد انهم خسروها في مثل هذه الحواجز, ركبنا الباصات  ووصلنا الى نقطة انزال لكل الاشخاص الذاهبين الى الاقصى وهي تبعد عن ابواب  المسجد الاقصى حوال الكيلوميتر, وصلنا الى احد هذه الابواب لنجد الشرطة الاسرائيلية الراجلة والخيالة على الابواب هذا غير المزروعين فوق جدران الاقصى و على المباني المجاورة له ظننت نفسي في معركة والحقيقة يا سادة انها معركة نعم معركة  البقاء في هذه المدينة المقدسة برمزها الاسلامي وتاج رأسها وكرامتها والذي يمثله المسجد الاقصى المبارك.


عند هذا الباب الحاجز الرابع وهنا لا تسامح مع الاعمار دون الخمسين , فما فوق سمح له بالدخول و ما هو دون ارجع هكذا يصرخ في وجهه وبعنف وهؤلاء الذين هم يطرون لان يصلون وللاسف عند اقدام هؤلاء الجنود الراجلة واقدام الخيول الذين لا يقيمون ادنى قيمة لحرمة عبادة او قدسية مكان وتخيلوا لو حدث شيء اثناء الصلاة وهؤلاء المساكين ساجدون بالقرب من هذه الخيول وهؤلاء الجنود فهل هناك جهاد اكثر من هذا؟ بعد تجاوزنا لهذا الحاجزدخلنا  الى ممرات  القدس القديمة والتي تصل الى المسجد الاقصى وهي ممرات مبلطة قديمة تخجل امامها وانت تمر بها مطأطأ الراس ذليلا لما حصل لك و عاجزا ان تدافع عن اخوة لك منعوا من الصلاة وهي حق لهم تحفظها كل القوانيين والشرائع السماوية في العالم فأين هي حقوق الانسان وحرية العبادة ؟


وصلنا الى الحاجز الخامس لنجد امام الباب الذي يدخلك الى ساحات الاقصى شرطة اسرائيلية واعتقد انه بدوية عربية واخرى درزية فلسطينية والان اسرئيلية تلبس الزي العسكري الاسرائيلي وترفع السلاح بوجه اخوتها بعد ان غرر بها وكلنا نعرف قيمة هؤلاء ونتذكر هذه القيمة في جنوب لبنان عندما قتلهم زملاؤهم الجنود اليهود بدم بارد لا لشيء سوى انهم عرب  ولا استغرب هذه القيمة الرخيصة لكل من يخذل وطنه وشعبه ويضع يده مع المحتل انها رصاصة تساوي شواكل معدودة بهذه الدولة الديموقراطية العبرية ويمكنك التعرف على هذه الحثالة للاسف من خلال لهجتها والفاظها ببعض الكلمات العربية الذميمة ولا افرق بينها وبين الحثالات القادمة من افريقيا او روسيا او اروبا ,وبعد كل هذا العذاب والمرارة صلينا في باحة الاقصى بين اشجار الزيتون والممرات ومثلي الألاف من المصليين الذين قدموا ليقولوا لهؤلاء المحتليين والذين جاؤوا من مختلف اصقاع العالم اننا اهل هذه البلد وصامدون عليها حتى قيام الساعة وسيأتي اليوم الذي يحرر فيه الاقصى ويفك اسره هذا الاقصى الذي يأن تحت اقدام جنود الاحتلال واقدام خيولهم , هذا الاقصى الذي كان رمز عزة وافتخار لكل مسلم في السابق واصبح الان في وضعه واسره رمز كل ذل ومهانة لكل مسلم ينطق لا اله الا الله , انها كلمة حق اردت ان اقولها لكل مسلم حتى يعرف ماذا يحدث هناك عند اسوار القدس القديمة وعبر بوابات الاقصى المبارك وكيف هؤلاء الناس والذين قال عنهم رسول الله المرابطون انهم حقا المرابطوان في اكناف واطراف بيت المقدس  وسوف يبقون مرابطون يحتضنون ارض القدس و الاقصى في كل صلاة حتى لو وصلت الحواجزالى حاجز رقم ستة يقف جنود الاحتلال بين المصلين و ما بين الركعين ليقولوا  قف ايه المصلى ,هويتك انت في الركعة الثانية ربما انت من غير المشمولين بالفئة العمرية , اترك الصلاة اخرج.

 نعم اقول لهؤلاء الحثالة نعم لو وصل بكم الامر الى هذا الحد فان هؤلاء المرابطون غربي النهر وشرقيه  لن يبرحو الاقصى ولن يتركوه لكم كما تركه العرب المستعربة والمسلمون المستسلمون ,واخيرا اقول لكم ايها المسلمون لم يبقى يا سادة قدس شرقية كفانا ضحكا على الذقون فالقدس خنقت بسلسة مستوطنات وجدران من الخارج وصودرت وهدمت من الداخل هذه هي القدس الان كما رأيتها برحلتي هذه ولم يعد ما يسمى الحل السلمي قائما الا اذا نسيت القدس لا سمح الله فهل تستفيقوا ايها المسلمون من غفوتكم؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد