غاباتنا الحرجية ملك لنا ولأجيالنا

غاباتنا الحرجية ملك لنا ولأجيالنا

27-08-2011 11:14 PM

لقد اصبح من الجلي هذه الايام ان نحافظ على الغابات والمراعي والبيئه بشكل عام ولا يمكن أن يتم ذلك الا بمشاركه ايجابية, وإسهام فعال من قبل جميع الكوادر الحرجية خاصة ومن المواطنين وتعاونهم التام ودعمهم المستمر لتلك الجهود. وتعتبر مشاركة المواطنين وتحفيزهم في زراعة الغابات وتغيير مواقفهم تجاه الغابات والمراعي من أولويات مديرية الحراج.

ومزارعينا وتعريفهم بأهمية الشجرة والغابات وفوائدها.

وبإدخال مبادئ علم الغابات في المناهج الدراسية الوطنية سنكون قادرون على إقناع طلبتنا وهم عدة الوطن والمؤتمنين على مستقبله.

ويمكن أن يكون هذا في التوقف عن قطع الأشجار الوطنية وخاصة التي بدأت تهددها الأمراض والحشرات والمعتدين. وهي شجرتنا الوطنية (الملول)(البلوط) ويمكن أن نبذل جهودا مركزة ومستمرة للمرشدين الزراعيين للتوعية بالدور المهم للنباتات والغابات بشكل خاص.

 وعندما يقتنع المزارعون والمواطنون عامة بأن قدرتهم الإنتاجية في زيادة محاصيلهم الزراعية من خضروات وأشجار وتربية المواشي هو المحافظة على الغابات التي تزيد من مياه الأمطار ونحافظ على التربة من الانجراف. فأن موقفه من الغابات لا بد من أن يتغير ايجابيا. وعندما نستطيع إقناع المواطنين بأن الغابات والمراعي والحياة البرية هي ملك لهم جميعا ولأجيالهم المقبلة. فلا بد من أن يكون له دور ايجابي, وعندما يكون مسؤولي الغابات موجودون لخدمتهم وليس لإدارتهم فإنهم سيميلون للتعاون الطوعي الذاتي في المحافظة على هذه الثروة الحرجية.

إن نشاط مسؤولي التحريج والغابات لم تعد محصورة بمناطق الغابات التقليدية بل تعدتها إلى الأراضي المهملة والتي لم تزرع من قبل بواسطة عمليات التحريج ولجوانب الطرق ومجاري الأنهار والأودية ويجعل الأردن أكثر اخضرارا وجمالا. ولتحقيق ذلك لا بد من وزارة الزراعة ممثلة بمديرية الحراج إن تكسب ثقة المواطنين ودعمهم وتعاونهم ورضاهم وان يكون هناك شفافية في التعامل مع الآخرين وبالتالي يمكن حماية الغابات من الرعي والاعتداءات وعندها يتم وضع البرامج من اجل زراعة مناسبة بأنواع مناسبة.

عندما خلق الله تعالى الإنسان وأورثه هذه الأرض واستخلفه فيها كانت الأرض غنية مليئة بالأشجار والشجيرات والنباتات المختلفة ثم بدا الإنسان بتقطيع الأشجار وتعرية التربة.

بزراعة المحاصيل وبناء البيوت وللحصول على الأخشاب كوقود للتدفئة وطهي الطعام وصناعة الأثاث وأدواته الزراعية. كما انه تربية الأغنام والأبقار والماعز للحصول على الألبان والأصواف واللحوم. وذهب من مكان إلى آخر طلبا للكلاء والماء فكانت حياته ترحال بحثا عن المرعى الجيد والغابات. ومع ازدياد أعداد البشر والحيوانات ازدادت عمليات القطع وتدمير الغابات. وأود أن اسأل لماذا غاباتنا أصبحت بعيدة عن منازلنا؟ اسألوا أجدادكم حيث انه في الماضي كانت الأشجار قريبة من القرية. ولكن جرى تقطيعها للوقود والمنازل ولإغراض أخرى. كما إن الماشية في هذه المناطق التي ترعى بها لا تشبع لان هذا أدى إلى تدمير جميع النباتات الرعوية والحشائش ولم يسمح بنموها مرة أخرى. حيث حلت الحشائش الغريبة محل النباتات المرغوبة لتصبح المنطقة غير فائدة للرعي. وتزداد الأضرار التي تقع على الغابات بازدياد أعداد الرعاة ومواشيهم وتقل بابتعادهم عنها. فهناك غابات جيدة في المناطق البعيدة عن الناس والتي تم العناية بها وحمايتها من الاعتداءات.

إن الحماية للغابات في الاردن لا يتم الا بمساعدة وتعاون سكان القرى المجاورة والساكنين بالقرب من مناطق الحراج والتحريج , حيث أن قانون الزراعة الحالي أعطى فيه بعض التنازلات المتعلقة بالرعي للماشية وجمع الاحطاب  والأغصان الجافة والمتساقطة بفعل العوامل الطبيعية. أما قطع الأشجار بدون تصريح كتابي فأنه يمنع ويعتبر جنحة يعاقب عليها القانون كذلك الأمر بالنسبة للكثير من الأعمال الأخرى التي تسبب الضرر للغاية والمراعي والأراضي الأخرى.

وهكذا فأن الغابات تحتوي على الأشجار البالغة واليافعة والاشتال والشجيرات والأعشاب المختلفة. ولكن الغاية لا تقاس فقط بما تحتويه من أعداد النباتات. ففي كل مكان منها شيء ينمو, وينبض بالحياة.

إن الغابات هي إحدى النعم الحية الدائمة المتجددة التي انعم الله فيها علينا.

فوجب الشكر الدائم له علينا بصونها والمحافظة عليها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد