في استقبال العام الدراسي الجديد

mainThumb

02-09-2011 10:02 PM

في الرابع من أيلول ، يكون  اليوم الأول لعودة الطلبة من جميع مراحل التعليم العام للدراسة في المملكة الأردنية الهاشمية . يعود الطلبة  من الإجازة الصيفية  ليبدءوا عاماً جديداً ، تنتاب  بعض التلاميذ مشاعر قلق تتفاوت من تلميذ لآخر. يحاول بعض التلاميذ ألا يذهبوا إلى المدرسة،حيث يختلقوا أعذاراً شتى ، وفي تقديري يعود ذلك إلى أنه بعد عدة شهور من الانطلاق والحرية والتحرر والسهر واللعب و مشاهدة التلفاز ، وعدم وجود التزامات في المدرسة، والاستيقاظ المبكر والواجبات المدرسية.. بعد هذا كله يأتي وقت ليستيقظ مبكراً ، ويدرس ويأتي مُحملاً بالواجبات المدرسية، لا شك أنه أمرٌ كريه للأطفال صغار.




إن الأيام الأولى في حياة طالب الأول الأساسي مرحلةٌ حرجة، وبناءً على ما يحدث له في المدرسة في تلك الأيام  يبني خبراته المستقبلية، وبناءً على هذه التجربة الأولى يبني حبه أو كره للمدرسة ..! ومن المعروف إن  الكثير من تلاميذ الأول الأساسي   في أيامهم الأولى يُصابون بما يُعرف بقلق الانفصال ، و هو   الانفصال عن أمه ، خاصة إذا كان ملتصقاً بها، ويتميز قلق الانفصال بالرفض الشديد للذهاب للمدرسة في الأيام الأولى، وقد يصاب الطفل بحالة نفسية سيئة، حيث تنتباه نوبات من البكاء، وأحياناً يُلقي بنفسه على الأرض يتلوى كي يرحمه أهله ولا يأخذونه للمدرسة. كما قد يصاب الطفل بآلام عضوية نفسية مثل آلام البطن وغيره حتى يقتنع الأهل بأنه فعلاً سقيم ولا يستطيع الذهاب إلى المدرسة، وعندما يوافقونه على عدم الذهاب إلى المدرسة تذهب كل هذه الأعراض العضوية، ويعود الطفل سليماً معافى خلال لحظات من بقائه في المنزل ، مثل هؤلاء الأطفال قد يعانون ً في دراستهم، ويجدون صعوبات شديدة في تكوين صداقات مع زملاء الدراسة. فغالباً ينطوون على أنفسهم ويقضون معظم أوقاتهم وحيدين في المدرسة حتى أثناء الفسح وأوقات الفراغ .  و من هنا لا بد من معالجة ذلك .



يجب أن يشجع الأهل هؤلاء الأطفال على الاختلاط بزملائهم، وعليهم إيجاد  مناسبات لدعوة أطفال آخرين من زملاء الصف لزيارة طفلهم في البيت . و قد يُعارض الطفل هذه الخطوة ولا يرغب في ذلك، بل إنه ربما عندما يأتي زملاء صفه و يتردد في الحضور إلى مقابلتهم في..! يجب على الأهل أن يكونوا صبورين ويشجعوا طفلهم كسر حاجز الرهبة من الآخرين .




على المعلمين مسؤولية كبيرة  اتجاه مثل هؤلاء  الطلبة  الانطوائيين ، عليهم أن يُشجعوهم ، ويتّفهموا وضعهم  النفسي فلا يُوبخونهم  أمام زملائهم ، كذلك يجب أن لا يُحرجوهم  في بداية الدراسة في سؤالهم ، والطلب منهم الوقوف أمام الطلبة الآخرين والإجابة على أسئلة . كذلك  يجب تحفيز الخجولين من الطلبة على المشاركة في الأنشطة التي تساعدهم على التخلص من الخجل والانطواء.



يقع على عاتق مديري المدارس والمرشدين التربويين  واجب كبير في ترغيب الطلبة في الدراسة والمدرسة، بمحاولة التواصل مع الطلبة عليهم عدم الانعزال  في مكاتبهم، ولا يظهروا إلا عند حدوث مشكلة.. حتى لا يرتبط وجودهم بالمشاكل ..! مدير المدرسة يجب أن يكون أباً يلجأ إليه الطلبة في مشاكلهم وليس فقط عند المشاكل، بل يجب أن يكون حانياً عليهم بوجه عام.. مديرو المدارس مسؤولون عن تنظيم المدارس ورعاية الطلاب بحكم موقعهم الإداري، الذي يُعتبر الراعي الأول المسؤول عن رعيته من طلبة ومعلمين ، والعمل بجدية لضبط الجوانب التربوية و التعليمية، فللمدرسة دورٌ مهم ورئيس في غرس البذور الأولى للتربية.. فالمدرسة ليست حصصاً دراسية تلقى على الطلبة ثم يذهب كل إلى حال سبيله.. المدرسة مؤسسة تربوية تُعلّم الطلبة قيم الانضباط الذاتي والمُثابرة واحترام العلم والعمل.




على المدرسة أن تعد  برنامج تهيئة للطلبة  ،  يهدف إلى  تهيئتهم لاستقبال العام الدراسي بهمة ونشاط وبدافعيه وقابلية على التعلم بعد فترة استرخاء جسمي وذهني سيطرت عليهم خلال إجازة نهاية العام ، و التكيف مع الحياة المدرسية وتحقيق أقصى حد مع التوافق النفسي والدراسي في  صفوفهم التي استجدوا بها أو رفعوا إليها ، كل ذلك يمكن أن يتم من خلال  تبصيرهم بطبيعة تلك الصفوف وشمائلها وملامحها ومميزاتها وغاياتها ومتطلباتها وعدد موادها والتطور في مناهجه ومحتوياتها ونشاطاتها ، والتعريف بأنظمة المدرسة وأساليب التعليم واستراتيجيات التدريس و التقويم و الاختلاف بينها وبين الصفوف السابقة .




ويمكن للمدرسة استخدام النشرات لتوصيل الخدمات التوجيهية للطلبة  وذلك لسهولة إعدادها وتوزيعها ، كما أنها من الوسائل التي يمكن الاحتفاظ بها أطول مدة ممكنة للرجوع إليها وقت الحاجة ، ومن المهم جداً ظهورها  بمظهر جيد إعداداً وتنفيذاً وإخراجاً ، ومن خلالها  إرشادات  لولي الأمر و توعية الطلبة  عن الواجبات المنزلية  ،  و كيفية المذاكرة الجيدة  ، و كيفية المحافظة على نظافة المدرسة و مرافقها من ساحات و ملاعب و حدائق و أثاث .




إن المدرسة والمعلم  من أهم وأجلّ الأماكن والمهن التي يقوم بها إنسان على هذه البسيطة ، فالمعلم الذي يهوى ويدخل المهنة لهدف نبيل وهو تربية النشء له أجرٌ عظيم في الدنيا والآخرة. المعلم و المدير وبقية الكادر الإداري  في المدرسة هم من يصنع الطلبة النجباء، الذين يبنون في المستقبل الوطن والذين تقوم على سواعدهم الأوطان في جميع المجالات ..!

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد