استجيبوا لربِّكم واستمروا على الطاعة مدى الزمان

mainThumb

06-09-2011 03:00 PM

 الحمد لله، يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ، يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، وأشهد أنّ قائدنا وقدوتنا محمدًا عبده ورسوله ، بلَّغ الرِّسالة، وأدى الأمانة ، وبعد؛

 فقد كان السلف الصالح تحزن نفوسهم عندما ينتهي رمضان ؛ لأنهم يخافون أن لا يُتَقَبَّل منهم عملهم، لذلك كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم، نعم لقد كانوا يهتمون بإتقان العمل وإحكامه، ثم يهتمون بقبول العمل، ويخافون من ردِّه، ولهذا سألت عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله ?:? وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ? [المؤمنون:60] أهم الذين يزنون ويسرقون ويشربون الخمر؟ فقال: لا يا ابنة الصديق ؛ ولكنهم الذين يصلُّون ويصومون ويتصدقون ويخافون أن لا يُتَقَبَّل منهم".

فيا مَنْ استجبتم لربكم في شهر رمضان: هل تأسيتم بسلفكم الصالح؟ وهل أخذتم بأسباب قبول الأعمال ...؟ اسألوا ربَّكم قبول الأعمال، واستجيبوا له في سائر الأيام ، فقد جاء أمر الله تعالى بعبادته تعالى والاستجابة له عامًا في كل زمان ومكان، ومطلقًا في كل وقت وآن، وليس مخصصًا بمرحلة من العمر، بل ليس لها غاية إلا الموت ، قال تعالى : ? اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ? [الشورى:47] . فالواجب على المؤمن أن يمتثل أمر الله ، وان يجتنب نواهيه ، في أحيانه كلها لا بيوم ولا يومين ولا بشهر ولا شهرين ولا سنة ولاسنتين ، بل في الحل والترحال ، في الصحة والسقم، في الغنى والفقر ، فلا تخل لحظة من لحظات الحياة من العبادة ، وقد أمر الله تعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم بالإقامة على العبادة أبداً ما دام حياً، قال تعالى: ? وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ?،وهذا عيسى بن مريم عليه السلام يقول : ?وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ? [مريم: 31] هكذا يجب أن يكون العبد، مستمرًا على طاعة الله تعالى ، ثابتًا على شرعه، قال تعالى: ? فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ ? [هود:112]، وقال: ? فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ? [فصلت:6]، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن طلب أمرًا يعتصم به:" قل آمنت بالله ثم استقم". يا مَن بنيتم الأعمال الصالحة في شهر رمضان: لا تهدموا ما بنيتم،? وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً?، ولا تودِّعوا الأعمال الصالحة بوداع رمضان ؛ فالإله الذي يُصام له ويُعبد في رمضان، هو الإله في جميع الأزمان ، ألا وإن من امارات قبول العمل الصالح : العمل الصالح بعده ، ومن أمارات رد العمل: العودة إلى المعاصي بعد الطاعة ، وإنَّ الرجوع عن الطاعة إلى المعصية لهو الخسران المبين، قال I : ? لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ? [الرعد:18] نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على طاعته، وان يجعل خير أيامنا يوم نلقاه

abuhassan2007@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد