انهم اهل البهتان

mainThumb

06-09-2011 11:01 PM

هم أهل الغيبة والنميمة ولكن بشكل مختلف..كيف ؟ إن مفهوم الغيبة لدينا معروف ومعناه : أن تذكر أخاك بما لا يحب , وبتركيز على العيوب والعورات بقصد الإيذاء..والنميمة هي أن تحاول الإيقاع بين إخوانك المسلمين بقصد الإيذاء أيضا. فتراهم يسيؤون بتفنُّن وتلذُّذ للآخرين ناسين تحذير الرب في قوله جل في علاه :" ..أيحب أحدكم ان يأكل لحم اخيه ميتاً فكرهتموه .." الحجرات 12 وناسين أيضاً أو متناسين قول النبي "ص" : "لا يدخل الجنة نمام" .متفق عليه النصوص كثيرة حول هذا الموضوع ولكن أريد أن أركز على مفهوم البهتان والإفتراء منطلقاً من تعريف الغيبة والنميمة كما بينه النبي "ص".





 إن أهل البهتان هم المغتابون ولكن بما ليس في الناس لقول النبي "ص" عندما سأله أحدهم :"أرأيت إن كان في أخي ما أقول"؟ (يعني يسأل إن كان الكلام على الآخرين بما هو فيهم من العيوب أحلال هو كونه لا يتهمه باطلاً ـ على حسب سؤال الصحابي ـ أم حرام ) فقال عليه الصلاة والسلام :"إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته , وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّه". إذن فالحذر من الكلام على الناس بماهو فيهم لأن ذلك يعد من الغيبة ,والحذر الحذر بشدة أن تتهمهم بماليس فيهم فهذا قمة الإفتراء والبهتان وأعظم جرماً من الغيبة .




 حيث ذلك يؤذي المشاعر والأعراض , ويشوه صورة إنسان بريء , والأهم هو أن المفتري وصاحب البهتان ليس من أهل الله يوم لا ينفع مال ولا بنون , وليس من أهل الستر يوم المكاشفة على الملأ. فقول النبي "ص" :"لا يستر عبدٌ عبداً مسلماً إلا ستره الله يوم القيامة " رواه مسلم . هذا لمن يستر على أمر واقع وعيب حقيقي , فكيف من يدَّعي على الغير ويضع في أعراضهم وسمعتهم ما ليس فيهم ؟!





 إنه المفضوح الحقيقي يوم القيامة وإنه البعيد عن رحمة الخالق يوم القيامة لانه وقع تحت وعد الله في قوله :"إن الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الَّذين آمنوا لهم عذاب أليمٌ في النيا والآخرة" النور 19 ,فهؤلاء الذين يحبون إشاعة الفواحش والسُّمع غير الطيبة التي هي حقيقة واقعة بالناس لهم هذا الوعيد من العذاب ـ فكيف من يخترع المعلومات الكاذبة والمُفتراة ـ ؟! وخصوصاً أنهم اهل عيوب أكثر من غيرهم ! وهؤلاء ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل :"لا ترافق المخزي ..يخزيك ..يقيم اللي فيه ويحطه فيك" ,وهذا يدلل على أن المفترين وأهل البهتان هم اهل نقص وعيب ويحاولوا إلصاقه بالآخرين دفعا للسمعة الدنيئة عن أنفسهم. ألا تعتقدوا معي أنهم يستحقون العذاب الزؤام في الدنيا والآخرة ؟! كيف لا وهم أهل البهتان... 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد