زحّق حبيبي عالبلاط وقعت أنا

mainThumb

10-09-2011 09:27 PM

 بداية وعذرا من لغتنا العربية الفصيحة التليدة ومن أجل دماثة الإيقاع وحسن جرسه الموسيقي،أتمنى قراءة العنوان وبالأخص كلمتي ( زحّق ) و ( وقعت ) باللهجة الأردنية أو الفلسطينية أو اللبنانية أو الشاميّة.
 
         عادة تكون المصالح الاقتصادية لمجتمع ما هي الأساس المادي الملموس لانقسامه السياسي، ولكن الواقع الأردني تجاوز ذلك، معبرا عن انقسامه السياسي في  قضيتين خارجيتين جغرافيا، داخليتين إنسانيّا وقوميّا، تفرقنا وتعمل على تصنيفنا كلّ حسب موقفه، ولكنّ غرابة الموضوع أنّه تصنيف عدائيّ واستفزازي بجدارة وصل إلى مرحلة المواجهة الفكرية والإقصاء.
 
           أولى هاتين القضيتين القضية البحرينية: ما إن وصل المد الثوري العربي إلى البحرين حتى انقسمنا على أنفسنا حول شرعية ثورة الأشقاء في البحرين.

          قسم يؤمن بالطائفية وتبعاتها وتلقائيا يرفض إيران وحزب الله ويرى بالثورة البحرينية ثورة إيرانية ومدّ شيعي لا يطيقون احتماله،وعليه يؤيدون التدخل الخارجي الحاصل لقمع ثورة الشيعة حسب مفهومهم.
 
         وآخر يؤمن بإنسانية الحرية وعولمة فكرها،فهي ليست حكرا أو حقّا لشعب دون الآخر، إذ لا يعقل أن تطالب بحريتك وتدعم تحرر بعض الشعوب وتنفي هذا الحق عن الآخر لكونه فقط ينتمي لطائفة أخرى.
 
        أمّا ثاني القضيتين فهي القضية السورية: وهي عامل التأثير الأكبر على الأردن والأردنيين، بحكم التقارب الجغرافي والروحي، وحيالها أيضا انقسمنا إلى ثلاث حالات:
 
       الأولى: تدعم الثورة في سوريا وترى أنّ من حقّ الثائرين الاستعانة والتحالف مع الغرب لتحقيق نجاحها وبأيّ ثمن،ابتداء من التدخل العربي وصولا إلى الدولي والغربي تحديدا.
 
       الثانية : تدعم النظام في سوريا وترى أنّ الأسد قائد أمة وخسارته خسارة للأمة العربية وقضاياها،وعليه فواجب دعمه بكل السبل لضمان بقائه على رأس السلطة،وحتى لو كان ذلك دون أيّ إصلاحات.
 
        الثالثة: دعمت ثورة سوريا في بداية انطلاقتها، ولكنها تؤمن بنظرية المؤامرة من خلال وجود مسلحين مدعومين من تحالف دولي بقيادة أمريكا والسعودية هدفه تمزيق سوريا وإغراقها بذاتها وتغييبها عن المشهد والتاريخ لعشرات السنين،ثم يرون أنّ النظام السعودي الذي ما زال يحضر على المرأة قيادة السيارة لا يمكن أن يكون داعما للحريات في بلاد أخرى تجاوزته مئات السنين.
 
         إذن قضايا ساخنة في بلاد شقيقة وحبيبة انعكست علينا خلاف واختلاف وربما صراع هنا وصل إلى حالة الإقصاء والتخوين،وكأنّ بحالنا نردد :
< زحّق حبيبي عالبلاط وقعت أنا>


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد