إِنصافُ الحميرِ من أَنصافِ الحميرِ
تُرى من أي طينة جبلت هذه الكائنات الممسوخة، وفي أية مزبلة نبتت، وفي أيّ بركة عادمة تخلّقت وتصوّرت، ومن أي قنوات الصرف تشربت حتى جاءت بكل هذا الشر.
هل من الممكن أن تهاجر الفضائل نفوس البعض دفعة واحدة ولا تفكر بالعودة؟؟!!
هل من الممكن أن تتصحّر مساحات الشعور فلا تُنبتُ شيئا ممّا يُنتفَع به إلا حنظلا يقطع الأنفاس، وضريعا يُدَمِّي الأشداق؟؟!!
لم تُعلن الحمير يوما تَمرّدها على النظام، ولو خُيّرت لفعلت.
ولم تَخرج الحمير في مظاهرة مناهضة لسياسات الأنذال، ولو عَقلت لَبادرت.
ولم تَحُمْ حولها شُبهة الاندساس في صفوف ممثلي النظام والمدافعين عنه بهدف القتل وإثارة الفوضى، ولو فطنت لأمكنها ذلك وببساطة دون أن يستطيع أحدٌ أن يميّزها من بينهم.
لم تفعل الحمير شيئا من ذلك لتستحقّ ما يجري لها على أيدي عناصر العصابة الوسخة، لكن بيدو أن عناصر الكيان الممسوخ تمتلك قرون استشعار تتحسّسُ ما في وعي الحمير، فوجدتها: رافضة لحكم البعث وطفيلياته، وراغبة برحل بشار ومحاكمته، ومنددة بمسلكيات الأجهزة الأمنية الخائنة لعهودها مع شعبها، فكان جزاؤها الإعدام الميداني في مجزرة جماعية علنية.
ورد في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: " قَرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله تعالى إليه: أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح؟؟!! وفي رواية "فهلاّ نملة واحدة".
لا ذنب للحمير كي تعاقب بهذه الطريقة، إلا أنها تشكل وسيلة من وسائل الضغط والإيلام لقطاعات من الجماهير الثائرة التي قررت أن تتطهر من القذر، وتغتسل من النجاسة، وتكنس وطنها من أصنام البعث، وأوثان القومية، وتهيئ معبدها سوريا ليكون معبدا لله وحده يؤدي فيه السوريون شعائرهم التي حاولت حثالة الحكم أن تستحوذ عليها كرها قرابة نصف قرن.
هناك احتمال وحيد قد يكون سببا لهذا الحملة المسعورة على الحمير البريئة في سوريا، فقد ورد في الحديث الصحيح أنه مما يقطع الصلاة على المصلين الحمار والكلب، فربما كان عبيد المال، وعُبّاد الصنم مستغرقين في عبادتهم الشيطانية، فقطعت هذه الحمير عليهم صلاتهم، أو أنها نبَّهت بنهيقها الجماهير السورية الغافلة أن هناك آلهة مُزوّرة وعصابة شيطانية تمارس شعائرها الشِّركِيَّة في المسجد السوري الكبير، فهبّت لإنكار المنكر، حيث ورد في الصحيح أيضا أنه: "" إذا نهق الحمار فتعوذا بالله من الشيطان الرجيم"".
أقول لم تخسر الحمير شيئا بل كسبت الكثير، أذ كفاها شرفا أن خرجت من سلطة البعث والعصابة الأسدية، وأفضت إلى دار راحتها، وزال عنها ألم مشاهدة هذه الحثالة - وهي تتباهى بأقذارها، وتعود في قيئها، وتتقلب في عفونتها.
لقد كان للحمير شأن كبيرٌ على مدار تاريخها إذ سخرت حياتها للخدمة، وتجردت من حظوظها الذاتية غير حظها من الطعام الذي يمكنها من أداء رسالتها في الخدمة، وفَنيت في أداء واجبها.
يكفي الحمير شرفا أنها إنْ سارت بطريق غير سالك أو مسدود عدلت عنه إلى طريق آخر وبحثت عن البديل، وهذا ما عجزت عنه منظومة البعث العبثيَّة خلال ستة أشهر من السير بطريق الحل الأمني المسدود والارتطام بالجدار بعد الجدار دون انتباه، أو قدرة على الفهم أو تعديل المسار.
يكفي الحمير شرفا أنها كانت يوما مركوبا للأنبياء في زمن صارت فيه النظم ومؤسساتها الأمنية مركوبا للشياطين.
يكفي الحمير شرفا أنه من على ظهر أحدها بيّن النبي - صلى الله عليه وسلم - حقّ الله عباده، وحق العباد على الله في الحديث الذي رواه عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ مُعَاذٍ - رضى الله عنه – الذي كان ُ رديفَ النَّبِىِّ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ.
نعم يقال له عُفير، فهل تعي الحثالة الحاكمة في سوريا هذا التكريم الذي نالته الحمير زمن العدالة في حين يُعطي النظام البعثي التقدمي ضحاياه في السجون أرقاما يغيب أصاحبها في السرداب غيبة إمام الزمان المنتظر الذي لا يخرج أبدا.
يحتار المرء في وصف المشهد فلا يجد أبلغ من أن يتحدث المشهد السوري عن نفسه، لكن النفس الحرة تأبى على صاحبها إلا أن يبوح تحت هول الصدمة وشناعة الفعل ببعض التداعيات، وينتصر للمظلوم على ظالمه انتصار الإمام الأديب علي بن المرزبان الذي هب ينتصر للكلاب في مواجهة أصناف من الناس تُظلم الكلاب كثيرا إذاما قيست بها فألف كتابه:"فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب".
وألتمسكم العذر في تقليده في العنوان الذي اخترت للمشهد السوري : إنصاف الحمير من أنصاف الحمير" الذين لم يرتقوا ليصيروا حميرا كاملة الحمرنة، فلم يأخذوا من الحمير إلا عنادها وبلادتها، وَجَلَدَها وصبرها، لكنهم سخروه في الطريق الآثم، ولا أملك إلا أن أردد في حقّ هؤلاء البيت الأخير من قصيدة حامد بن عبد الله العلي وهو يرسم الحدث بريشته الشعرية ويصور الحالة البائسة التي وصل إليها كل مكونات البيئة السورية بما فيها الحمير ويقول:
حتى الحميرُ تقيـَّأتْ حُكمَ الحمارِ بن الحمار
سوريا تثمن دعم الأردن في حرائق الساحل
الجيش يحبط تهريب مخدرات ببالونات موجهة .. صور
الضريبة تدرس 26 ألف طلب تسوية ضريبية
ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات تكساس إلى 50 شخصا
طلبة التوجيهي يواصلون تقديم امتحاناتهم الأحد
الأردن يسجل فائضًا تجاريًا مع عشر دول عربية
120 دعوى عمالية أمام وحدة سلطة الأجور
البنك الدولي يدرس تمويل برنامج صحي أردني
الجيش يحبط تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة
شاغر أمين عام المجلس الطبي الأردني
أسعار الخضار والفواكة في السوق المركزي .. الأحد
أسعار الذهب في الأردن ليوم الأحد
افتتاح محطة ترخيص مسائية على أوتوستراد الزرقاء
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
مهم للأردنيين الراغبين بالسفر براً عبر السعودية
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
محاميان: منع الطلبة من الامتحانات تجاوز أكاديمي خطير
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
توحيد فتحة عداد التكسي في الأردن .. تفاصيل
غدًا .. تشغيل خطي نقل عمّان إربد وجرش رسمياً
الأردني عبدالله حمادة الأول على الثانوية العامة بالإمارات