شركاتُ الاتصالات واحترام المشاعِرِ الدينيّةِ .. !!

شركاتُ الاتصالات واحترام المشاعِرِ الدينيّةِ .. !!

04-10-2011 05:31 PM

في  خبر بثته بعض المواقع الإلكترونية مضمونه قيام  إحدى شركات الاتصالات في الاردن  بالإساءة للخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – من خلال وضع خيار للإجابة على سؤال في إحدى المسابقات التي  تنظمها عبر شبكتها، حيث تمثلت الإساءة بالجمع بين اسم  الخليفة  وأحد المطربين .

السؤال المطروح من خلال الرسائل القصيرة كان: من هو  الملقب بالفاروق ؟؟ وقد كانت المفاجأة عندما تضمنت الخيارات إلى جانب اسم الصحابي عمر بن الخطاب اسماً لأحد المطربين – الذي  أترفع عن ذكره -  لتترك الشركة للمشترك الاختيار بين إحدى الإجابتين..!!!

وهنا أقول: كلنا يعلم الهجمات الشرسة التي تعرض لها الإسلام وصحابة رسول الله -  - من قبل الغرب الحاقدين على الإسلام والمسلمين، ولكن المهين في الأمر أن تأتي الإساءة للدين الإسلامي  ولصحابة رسول الله من بلاد العرب والمسلمين ومن شركات تقبع على أرض الأردن؛ الأردن  التي طالما  دافع عنها الصحابة وشرفوها بمرورهم منها، ولا أدل على ذلك من انتشار أضرحة الصحابة  في مختلف  مناطق  الأردن من شمالها لجنوبها...!! 

 وإذا أردنا الحديث عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -  فإننا لن نوفيه حقه...!!  فهو الصحابي الجليل خليفة رسول الله القوي الشجاع، الذي كان بإسلامه نصر للمسلمين وعزة للإسلام، وهو من دعى له رسول الله   بقوله: " اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين" ويقصد: " عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام" - أو كما  قال صلى الله عليه وسلم - وقد قدّم " الفاروق "  - رضي الله عنه - الكثير  لنُصرة دين الله ووقف إلى جانب رسولنا  الكريم، وقاد الجيوش الإسلامية وخاض المعارك في سبيل رفع راية الإسلام وتحقيق أمر الله، وبذل ماله وروحه رخيصة للدفاع عن دين الله.

وهنا أتساءل ماذا  قدم ذلك المطرب للعروبة والإسلام، وما هي إنجازاته لكي يتم وضع اسمه ضمن خيارات السؤال؟؟!!
ولنتذكر معاً  قول الله - عز وجل – في كتابه الكريم : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) صدق الله العظيم. سورة الزمر: آية: (9) .
ثم لنتسائل  سوية: هل يستوي الحق والباطل ؟؟!
ثم هل يمكن المقارنة بين  الثرى والثريا..؟؟!
 وما الغاية من زج اسم هذا المطرب  إلى جانب اسم  أمير المؤمنين وخليفة رسول الله؟؟!!
الأمر لا  يخفى على أحد فهو  حلقة جديدة من مسلسل الإساءة للإسلام، هذا المسلسل الذي يحظى بدعم جهات تسعى جاهدة إلى  تشويه صورة الإسلام والنيل من  أنبياء الله -عليهم الصلاة والسلام - وصحابتهم رضوان الله عليهم .

وهنا نتسائل عن دور هيئة تنظيم قطاع الاتصالات  في الرقابة على عمل هذه الشركات؟؟!!
وأين هي عن هذه المسابقات والإساءات؟؟!! ولماذا تغفل أو تتغاضى عنها ؟؟

الملاحظ أن الهيئة لا تقوم  بواجبها تجاه المشتركين في  الرقابة وتنظيم عمل هذه الشركات؛ إذ من واجب الهيئة حماية حقوق المشتركين وتنظيم  عقود الاشتراك  بينهم وبين الشركات، وعلى الشركات أن تلتزم أيضاً بأنظمة وقوانين الهيئة، ولكن على ما يبدو  أنها لا ترجع إلى الهيئة إلا عندما تريد أن ترفع أسعار الخدمة أو تعدل شروطها.
وكما أن المشتركين ملتزمون مع هذه الشركات وشروط تقديمها للخدمة، فإن على الشركات أيضاً أن تلتزم تجاه مشتركيها باحترامهم وعدم الاستخفاف بهم واحترام مشاعرهم الدينية على اختلاف دياناتهم..!!
المتتبع للقضية من خلال وسائل الإعلام لاحظ أن الشركة بررت الموقف بأن هذه الرسائل صادرة عن  شركة أخرى تقوم بتزويدها بهذه الخدمة.!! وهنا أقول: ما هذا العذر " الذي  هو أقبح من ذنب"..؟؟!!! وهو غير مقبول  في ظل الثورة التكنولوجية التي تتيح للشركات التحكم  بكل كبيرة وصغيرة..!!  ثم  لماذا لم  يتم أخذ الموافقة  مسبقا على مضمون تلك المسابقات...؟؟ ولو كانت هذه الإساءة  وجهت إلى إحدى الشخصيات المتنفذة في الدولة فهل ستجرؤ هذه الشركة على إرسال مثل هذه الرسائل أم  أنها ستعمل " كونترول " وتوقفها...؟؟!!

دائرة الإفتاء بدروها حرّمت مثل هذه المسابقات في فتوى نصها: " إن "المشاركة في مسابقات الرسائل القصيرة على الهواتف الخلوية فيها أكل لأموال الناس بالباطل وهي محرمة شرعاً لما فيها من القمار"، وهنا وبعد هذه الفتوى فإن واجبنا تجاه ديننا وامتثالنا لأوامر الله يحتم على كل شخص فينا أن يقاطع هذه المسابقات، وأن يقوم كل فرد  فينا  بتوعية الآخرين بضرورة عدم المشاركة بها، فالأب في  بيته مسؤول، والمعلم في  المدرسة مسؤول، وكل فرد منا مسؤول  تجاه مجتمعه الذي يعيش فيه.
تجاوزات كثيرة تحدث في عمل هذه الشركات تتسبب في  خلخلة منظومة القيم الإخلاقية والدينية في المجتمع، فمثل هذه الشركات همها هو جني المال بغض النظر عن النتائج أو الآلية المتبعة كونها مشروعة أم لا...!! 
لذلك لا بد من وضع حد لتفاهات وانتهاكات هذه الشركات، وعلى الهيئة تفعيل قوانينها، ومحاسبة الشركات على مخالفتها للأنظمة، وأن يتم فرض عقوبات وتحديداً غرامات مالية رادعة لكي تمنعها من ارتكاب أي إساءة أو خلل قد يلحق الضرر المادي أو المعنوي بالمشتركين.

ahmadalomoush@gmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد