الاخضر الحزين .. الاخضر المحروق !

الاخضر الحزين  ..  الاخضر المحروق !

04-10-2011 06:25 PM

الربيع العربي .. هل يتم احراقه بطرق ممنهجة .. طرق لا تشفع لنضارة هذا الربيع ان تبقى يانعه ولعطوره ان تفوح ليشمها القريب والبعيد، ويأنس لرواجها الذي يبدو عليه امل في حرية الكلام والتنقل والدخول او الخروج من الحواجز والقوارم المحددة  لمواقع وقع الاقدام عند نقاط التفتيش هنا وهناك، نعم يتم احراقه قبل ان تينع اوراقه وان يتوزع عطره العبق الى القضاء الطلق  ليجوب دنيا الشعوب العربية .. بل وقبل ان يتحول الى روائح عبقة، وحتى لا يعتبر انه (خرج) من هنا، ووصل الى هنا، لذلك فان المطاردة الحثيثة تلاحقه لتقتنصه اينما وجدته مكتنفا او متخفيا في قرنة او زاوية او تحت عباءة سوداء داكنة اللون  او حتى تحت غيمة من الغيوم المنطلقة عبر الفضاءات الرحبة دون محددات لها.

بيد ان المطاردين لا رعاهم الله من الطلائع الممنهجة منذ ميعة صباها على هذه المطاردات بدت عليها ملامح التعب لان مساحات الربيع هذا حباها الله في التمدد المتنامي في كل البقاع والاصقاع ولم تعد تخشى الحرائق والمزالق وقد تعلمت بعضها من بعض على الامساك بغصن الزيتون الاخضر .. وهو الذي يمثل الربيع العربي الاخضر رغم ما يعتريه من حرائق!!

لكنه الحزن والكآبه التي يمارس فرضها المطاردون هواية وقد احجموا عن  الاعتراف باهترائها!
امام  هذا الوافع المرير وبكل ما تحمله المسميات اللانسانية من قهر وفتك .. صاح البعض الموت ولا المذلة وصاح الاخرون .. الصبر الصبر .. وصاح .. وصاح وسيظل الصياح قائما حتى يصل الى مسامع الكون.

انه صوت الاخضر المحزون، والاخضر المحروق .. انه صوت الوجع العربي الذي بدا ان صداه يعبق في كل فضاءات الدنيا يناشدها دون كلل او ملل، ترى هل سيظل الموت هو المصير الاجدر لكل ما هو ماثل امام العين المجردة؟ وهل سيظل العالم العربي متخاذلا؟ .. هل سيظل متقاعسا يضرب كفا بكف .. هل سيظل منكفئا ومتخلفا ما دامت النتائج الماثلة له هي الموت، لذلك فالموت  ولا المذلة، وعليه تخطى عقبة الذل والهوان والتزاحم على موائد (الكفارات) بتشديد الفاء، والتي توزع عليه منة في مناسبات مختلفة وتحت مسميات اجتماعية مختلفة وغير  ذلك، اننا امام اخضرار محزون سيفرح وامام اخضرار محروق ولم تصب  النار الا الورق الخريفي الذي سيينع وينبت من جديد في الربيع العربي القائم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد