في بيتي نائب
" رونق " تجلس بجانبي لاستشارتي في بعض العبارات والصياغات فهي تحرص كل الحرص أن تكون لغة العبارات جميلة من حيث المحتوى وقواعد الإعراب وأنا هنا أقوم بزيادة المصروف لها " شلن أو عشرة قروش " تشجيعاً لها ، لكن على غير عادتها " رونق " في الأٍسبوع المنصرم بدأت تسألني أسئلةً غير معتادة ، مثلاً : ما هو البرلمان ؟ مجلس النواب ، الانتخابات ، الحكومة ، الديمقراطية ، وعندما زادت عليَّ أسئلتها أخذت أستفسر منها عن سبب اهتمامها الزائد هذه الأيام بهذه الأمور وقلت لها يا " رونق " هذه الأمور " بتوجع الراس " عند هذ العبارة إستوقفتني" رونق " قائلة: لا يابابا ، أنا سأترشح للبرلمان وسأكون نائباً ، هنا إستوقفني حديثها وإصرارها عندما علمت أنها تنوي خوض الإنتخابات للبرلمان أقصد البرلمان المدرسي ، وقد عزمتْ هي الأمر دون معرفتي بعد أن تشاورت مع زميلاتها في المدرسة وبدأت بحشد التأييد لنفسها.
وفعلاً تقدمت " رونق " بطلب الترشيح ثم بدأتْ ومن خلال ملاحظاتي لها بقيامها بحشد التأييد لنفسها من خلال إتصالها مع زميلاتها ومحاورتهن وطرح الأسئلة والنقاش على " الفيس بوك" وما أدراك ما " الفيس بوك" ، فهي مثلاً تحدث زميلاتها بنظرتها إلى تحديث المناهج بحيث تصبح أقل حملاً من حيث الحجم والمضمون لأنها تقول بأن الحقيبة بتكسر الظهر ، خاصة أنها تذهب للمدرسة مشياً على الأقدام مسافة تزيد عن ثلاثة كيلو متر ، وفي خطوة لاحقة كنت أشاهدها تقوم بإحضار أطباق الكرتون وتقطعه إلى قطع تتناسب ورغباتها لتكتب عليها عبارات وشعارات تحث زميلاتها على الإنتخاب. لم تكن " رونق " لوحدها فجدران المدرسة تنبئك الملصقات عليها بأن هناك تنافساً شديداً بين الطالبات حيث تشعر أنك في جو ديمقراطي بعيد عن العشائرية والحزبية والمصالح الفردية ، إستوقفتني مجموعة من اللافتات الكرتونية مكتوبة بخط اليد لإبنتي " رونق " موزعة في كردورات المدرسة مكتوبٌ عليها شعارٌ واحد : نحن من يصنع التاريخ ، نحن من يصنع المستقبل. وقبل يوم الإقتراع لاحظت أن " رونق " يعتريها الإضطراب فهي في حالة غير طبيعية ، " رونق " تدرك بأن غداً موعد الإقتراع وهي تخشى الخسارة. في صباح يوم الخميس موعد الإقتراع نهضت " رونق " باكراً وأنا أجزم بأنها لم تنام وبعد أن إرتدت مريولها الأزرق وضعت على صدرها بطاقةً مكتوبٌ عليها المرشحة " رونق " ، أما أنا فذهبت إلى عملي وفي الطريق كانت ذاكرتي تعود بي إلى الوراء ، وأتذكر كيف حُرمت من الذهاب إلى روسيا في بعثة تعليمية عندما أنهيث الثانوية العامة ، فقد كانت كلمات والدي القاسية والتي ما زالت ترن في أذني " لن تذهب إلى روسيا ، سوف تصبح شيوعياً سوف لن تعود ، وإن عدت سوف تذهب إلى الجفر وأنا لا أعرف معنى الجفر في ذلك الوقت ، سوف .. وسوف .. وسوف وما أكثر التسويف ؟؟؟ وسوف ستتزوج روسية ، وأبنت عمك من سيتزوجها ؟؟ وكان كل همه إبنت عمي ، أما إبنتي " رونق " فهي اليوم تتحدث عن الحكومة وعن البرلمان وعن الإصلاح والسياسة وترفع شعارها الخاص وتحاور صديقاتها وهي في سن كما يقولون في المثل العامي ( بعدها ما فقستها البيضة ) مع شديد إحترامي لإبنتي " رونق ".
" رونق " فازت وحصلت على أعلى الأصوات ، هاتفتني وهي تكاد تطير من الفرحة وقالت: المديرة هنأتني ومعلماتي باركن لي أما زميلاتي فقد حمللني على أكتافهن وطفن بيَّ في ساحة المدرسة .. باركت لها وبدأ قلبي يخفق ويساورني الشك بأن الحكومة أقصد " زوجتي " سوف تتحالف مع البرلمان " رونق " وتجذبها إلى صفها ليصبح البرلمان والحكومة في تحالف لن أستطيع مواجهته حيث كان أول قرار أتخذ من الحكومة " زوجتي " وبتشريع من البرلمان " رونق " زيادة المصروف المدرسي من عشرين قرش إلى ربع دينار ، وللقرارات بقية.
المهـور تتقلـص: من 110 إلى 50 جراماً مقابل 5 آلاف دينار
الأمم المتحدة تطالب بتعزيز مساعدات الإيواء لغزة قبل الشتاء
لرحلة مثالية: دليل ذهبي قبل السفر وأثناءه وبعده
العدوان يلتقي الفائزين بجائزة الحسين للتطوع
انقلاب باص على عمارة بالبنيات دون إصابات .. صور
بعد 921 يومًا من التوقف .. مطار الخرطوم يعود للحياة
ماسك يهاجم مدير ناسا بسبب مهمة القمر
ترامب: السلام قائم وحماس مهددة إن خالفت الاتفاق
أربعون سيناتورًا يطالبون ترامب برفض ضم الضفة
حماس تؤكد لتركيا التزامها بوقف إطلاق النار
تركيا تمدد مشاركتها في قوات الأمم المتحدة في لبنان
إسرائيل تتسلم جثتين جديدتين من غزة
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
إطلاق حزب مبادرة رسميًا لتعزيز العمل الحزبي وتمكين الشباب
أسعار الذهب محليا تسجل قفزة جديدة
الشارع المغاربي بين العود الأبدي والهدوء المريب