وسقطت الثورة الليبية

mainThumb

23-10-2011 07:34 AM

يبدو أن قابيل أُعيد إحياؤه في ثقافتنا العربية من جديد فمنحنا عمقا استراتيجيا باللاإنسانية ليقتل أحدنا الآخر دون أدنى شعور بحجم الجريمة،بل ربما تجاوز الحالة القابيليّة إلى عدم الإحساس بالندم.
         من الغريب على الثقافة العربية أن مشاهد القتل أصبحت ترافقها ابتهالات واحتفالات والأغرب أن الضحايا هم أبناء الوطن الواحد .
        نجحت الثورة الليبية بمفهوم الثوار الجدد والمفهوم الغربي والناتو إذ قـُتل عشرات الآلاف من الشعب الليبي مما حملنا بذاكرتنا إلى انتصار الثورة في العراق وبنفس المفهوم بعد مقتل الملايين من العراقيين وما زال.
       الآن وبعد أسر القذافي وقتله،عن أي ثورة يتحدثون ؟ هل هي ثورة الشعب الليبي أم الناتو على الأمة العربية والعالم الثالث،أم ثورة الطغاة (القدماء الجدد)  المستعمرين على الأمة من جديد.
      إذا أجمعنا على أنّ القذافي حكم البلاد بالحديد والنار فإن وحشية الثوار الجدد المدعومين من الناتو على أساس الحرب بالوكالة ليست أقل بشاعة من قمع القذافي بل تفوقت عليه وبجدارة.
      في مشهد أفظع من البشاعة بكل مفاهيمها الإنسانية، كشف لنا عن إنسانية المجلس الوطني اللاانتقالي وأسيادهم الجدد الغربيين ، وبشّر الليبين بالدولة اللامدنية،بدولة القتل واللاقانون وبذلك يكون الليبيّون انتقلوا من حكم القذافي القمعي إلى حكم العصابات والفوضى والقتل السهل.
       لم أكن مع نظام القذافي يوما ولكني لا استطيع أن أكون مع الناتو أبدا ولا أستطيع استيعاب طريقة التعامل اللاإنسانية التي انتهجها الثوار مع القذافي لحظة أسره ومن معه والتي إن عبرت عن شي فإنما تعبر عن النظام الجديد القادم إلى الشعب الليبي.
     المعضلة في نهاية الأمر أنه إن قرر الليبيّون في المستقبل الثورة الحقيقية ضد النظام الجديد فإنهم لن يجدوا طائرات الناتو بصفهم بل ستكون سلاح النظام الجديد ضدهم لأنه النظام الذي وصل بسقوط الثورة وأخلاقياتها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد