فشلت الحكومة في التصويت للبحر الميت فماتت الفرصة
وخلال تلك الفترة كان معظم وزراء السياحة يديرون شؤون قطاع السياحة بأسلوب الإدارة بالاستجابة ( الفزعة ) وليس الإدارة بالتخطيط فحضرت إستراتيجية السياحة الوطنية بغياب إستراتيجية لوزارة السياحة نفسها وفي كثير من الأحيان غياب استراتيجيات الحكومات التي لم تكمل في اغلبها العام الواحد.
وواقع الأمر انه وقبل مبادرات القطاع الخاص الاستثمارية في البحر الميت كان اهتمام وزارات السياحة المتعاقبة غائبا فحتى بداية التسعينيات لم يكن من المشاريع السياحية سوى استراحة متهالكة لمؤسسة الضمان الاجتماعي، كما ان المشروع السياحي الوحيد الذي إقامته وزارة السياحة بكلفة تجاوزت العشر ملايين دينار وبمنح دولية هو بانوراما البحر الميت والذي فشلت في إدارته وفوضته مجانا للجمعية الملكية لحماية الطبيعة لريادتها مشاريع السياحة البيئية. ناهيك عن فشل او تعثر مشاريعها الأخرى في البربيطة والسلع ووادي ابن حماد وبانوراما قلعة الكرك ومشروع البنك الدولي في خمس محافظات وبيعها كافة الاستراحات السياحية وأراضيها في الأردن لمؤسسة الضمان الاجتماعي بثمن بخس.
لقد كان واضحا للأردنيين عدم جدية الحكومة في حملة دعم التصويت كما كانت عليه الحال في البترا أو حتى في برنامج " ستار أكاديمي" وانعكس ذلك على التوجه الشعبي الذي تميز بالفتور معللين ذلك بالتساؤل عن منافع نجاح البتراء وهي في واقع الحال مكاسب عظيمة غير ان إعلام وزارات السياحة المتعاقبة لم يوصل منافع هذا النجاح بالإحصاءات.
ان نجاح التحدي لو رغبت الحكومة لم يكن من الصعوبة بمكان ومثال ذلك ان حشد كل مليون دينار من القطاع الخاص او حتى الحكومة للرسائل الخلوية كان كافيا لإضافة 333 ألف صوت لفرصة النجاح وهو مبلغ لا يذكر قياسا بالدخل المتأتي للناتج الوطني ألأجمالي من السياحة والذي بلغ 2.4 مليار دينار في العام 2010. ونستذكر في هذا المجال انه لا توجد أية رسوم تفرضها الدولة لدخول السياح للبحر الميت بسبب تفويض ذلك للقطاع الخاص وفي نفس الوقت تصل رسوم دخول البتراء للسائح الى 90 دينارا لسياحة اليوم الواحد و 50 دينارا للسياحة العادية. وتأتي أهمية نجاح التصويت للبحر الميت بوضعه (من الجانب الأردني )على موقع متقدم لخارطة السياحة العالمية باعتباره فرصة تأتي لمرة واحدة لتشكل إضافة نوعية لهذا الإرث الأنساني الحضاري الفريد.
وكان من الممكن لهذا الإنجاز ان يختصر الوقت والجهود في تسويق الأردن بمبالغ سوف تكلف الوطن والتسويق السياحي مستقبلا أضعاف المبالغ التي كان من المفترض صرفها على التصويت لأن النجاح هو تسويق عالمي يصل لدول وأفراد لا يمكن لهيئة تنشيط السياحة بموازنتها المتواضعة تحقيقها. كما ان الحقيقة الجلية هي تعثر وزارات السياحة المتعاقبة حتى في إدارة تلك المواقع الأربعة المصنفة من قبل منظمة اليونسكو كمواقع للإرث الحضاري فما زالت سمة الفوضى للخدمات السياحية وصون وحماية موقع البتراء هي الأبرز حتى بعد استحداث إقليم البتراء السياحي. يضاف الى ذلك فشل تسويق موقع أم الرصاص رغم مجانية الدخول له وقربه من موقعي مأدبا ونيبو والطريقين الملوكي والصحراوي الموصلين للبترا.
كما ان لوحاته الفسيفسائية كانت تعرضت للسرقة والتخريب وتم تسويقه ولسنوات في وثائق اليونسكو وبجهل من الوزارة باعتباره موطن الراهب بحيرة الذي علم الرسول الأعظم تعاليم الديانة الإسلامية حين مر في أم الرصاص في رحلة الشتاء والصيف.
أما قصير عمره فقد تعرض لعبث العابثين برسومات الفريسكو برغم هشاشته وقامت إحدى شركات التصوير التلفزيوني بدهان معظم جدران قصر الخرانة بالطين ليتناسق مع ديكور الدراما.
أما في وادي رم فما زال إمام سلطة إقليم العقبة شوطا طويلا لصون وحماية التنوع الحيوي والموروث الحضاري البدوي في وادي رم إضافة الى عجزها عن تنظيم الخدمات السياحية حيث ما زالت السلطة تشغل سيارات جيب وسائقين غير مرخصين لنقل الزوار دون أدنى مسؤولية.
ان التعليق الهزيل على فشل التحدي في إنجاح البحر الميت كان بمستوى لا يليق بالسياسيين وأرباب قطاعي السياحة والصحافة ففجأة وبعد كل الجهود والوعود بأننا لا نقبل إلا بالمركز الأول أصبحت الجهة الراعية هي شركة خاصة ليس أكثر بينما لم يكن الحال كذلك عند نجاح البترا وأصبح البحر الميت أعجوبة طبيعية حتى ولو لم ينجح وهي النغمة الإعلامية الجديدة بعد الفشل.
غير ان تصريح وزير السياحة بالتعويض والتركيز على حملة عالمية احترافية لترويج البحر الميت يعد مبادرة في الاتجاه الصحيح. لقد كان من صلب الروح الرياضية قبول نتيجة الخسارة وإقصاء البحر الميت من قائمة عجائب الدنيا السبع الطبيعية لو وضعت الحكومة إستراتيجية وطنية واضحة المعالم لهذه المسابقة ، ولكني أجزم ان الحكومة في هذه المرحلة تلتفت فقط الى اتقاء شر مرحلة الإصلاح السياسي على حساب قائمة طويلة من القضايا الوطنية أخرى. نختم بالقول بأنه فشل ذريع لا يليق بالوطن وأبناءه وقائده الذي يجوب العالم لتسويق ارثنا الحضاري وغصة في الحلق لمن يعرف منافعها الوطنية المستقبلية. يوسف رشيد زريقات خبير سياحة وتراث رئيس الجمعية الأردنية لتنمية وتطوير الإرث الحضاري .
حر قاس في أوروبا وأجواء صيفية إعتيادية ببلاد الشام ما السبب
توقيع اتفاقية لتمكين الشباب من العمل في السياحة
أول رد فعل سوري على قرار مهم من ترامب
جدل واسع بسبب تغيّر ملامح كاظم الساهر ما القصة
بنك أوروبا المركزي يحذر من تقلب التضخم
الجولة الثانية من بطولة الأردن للكارتينغ تنطلق الجمعة
مهم من حماس بشأن الصفقة الشاملة بغزة
رئيس الوزراء يستقبل رئيس الهلال الأحمر الأردني
لغز في إيران يُرى من الفضاء يثير الجدل .. صورة
تركيا .. إجلاء أكثر من 50 ألف شخص جراء الحرائق
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
بلدية بني عبيد تبحث تخصيص قطعة أرض لحديقة للمهندسين
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
التربية تحسم الجدل بشأن سؤال بمبحث اللغة العربية للتوجيهي
مقطع مضحك من مسلسل أردني يُثير التفاعل .. فيديو
فضيحة طبية تهز جرش .. فيديو وصور
ضبط سائق شاحنة تسبب بتلف 15 كم من الطريق الصحراوي
انخفاض كبير على أسعار الذهب في الأردن اليوم
مهم للأردنيين للباحثين عن عمل .. أسماء وتفاصيل
حرارة تلامس 50 مئوية بسبب قبة حرارية لاهبة .. تفاصيل
هام من الضمان لكافة المؤمن عليهم والمتقاعدين
توجه حكومي لخفض جمارك السيارات المستوردة
وظائف ومدعوون لإجراء المقابلات .. أسماء وتفاصيل
مدعوون للامتحان التنافسي في مؤسسات حكومية .. أسماء
بلدية إربد تدعو لتسديد المسقفات قبل نهاية الشهر الحالي
انخفاض جديد على أسعار الذهب محلياً السبت
أستاذ مخضرم ينتقد امتحان الرياضيات: لم يراعِ الفروق الفردية .. فيديو