أتمنى أن تكون وضيفتي عامل نظافة!

أتمنى أن تكون وضيفتي عامل نظافة!

22-11-2011 07:15 AM

قد أكون غريباً في أمنيتي هذه لكنني مقتنعٌ بها جداً... صدقوني أنني جادٌ بما اقول!!!لماذا هذا سؤال كل من ترتمي نظراته على هذه السطور... إذا ما أمعنا النظر بأمنياتنا ، الكثير منا يتمنى أن يكون وزيراً أو نائباً أو حتى رئيساً للوزراء ...لكن لنتفحص تلك العينةَ عن كثب ، كم من وزيرٍ سمعته شابها الكثير من العيوب او مسها كثيراً من الأخطاء؟!!

تلك الأخطاء قد تكون حقيقة أو تكون ضرباً من ضروب الخيال والأمر يندرج على موظفي الدرجة العليا نائباً أو حتى رئيساً للوزراء ... لكن إذا ما عدت لدراسة عينة عمال النظافة او عمال الوطن كما أُطلق عليهم في وزراة الدكتور عدنان بدران وهذه النقطة تسجل لدولته ونحترمه لأجلها كثيرا... لوجدنا أنهم بالأغلب فئة نذرت نفسها لخدمة الوطن حياً حياً وشارعاً شارعاً وزنقة زنقة مقابل الشحيح من الدخل وبنفس الوقت مقابل كمية كبيرة من المواطنة الحقّة ...

 أنا شخصياً ومن تجربتي ومعرفتي بتلك الشريحة وعن كثب وبكل مواقعهم لم أجد _والحمدلله_ أيٌّ منهم يعيش وفي قلبه شعبةٌ من نفاقٍ أو رياءٍ بحق هذا الوطن...جُبلت قلوبهم على إخضاع أنفسهم فِدوى لوطنهم الذي كبر وزاد بريقاً بسواعدهم ولسان حالهم يقول فدوى لعيونك يا أردن.

 لو إعتمدنا على نظريات علم الأحتمالات التي وضعها العالم السوفيتي "اندريه كولموغوروف" وجعلنا صاحب دكانة بسيط -كأبي ماهر الذي في حارتنا- يجري حسبته الإعتيادية على طرف كرتونة صناديق الدخان _الكروز_ لتفاجئنا بذهول الارقام نسبياً ، فنسبة وجود موظفٍ من موظفي الدرجة العليا تحت بند موظفٍ شريف تؤول في أحسن احوالها الى الصفر من المؤكد أنكم تعرفون الصفر ، ذلك الذي يوصف بالأرقام الهندية بالنقطة _تلك الأرقام الغبية التي تلبسناها بعروبتنا دون إرادتنا_ الله يكون بعونهم درجتهم صفر في إمتحان الكفاءة... لا أريد أن أعدم التفاؤل لكن أن تؤول القيمة للصفر لا تعني انها تساوي صفراً لكن قريبة جداً من تلك القيمة.

 لكن لوجه العملة الآخر نسبة أعلى فنسبتهم تزداد لما اكثر من الصفر بكثير.... سبحان الله الذي أنصف وعدل بنن الناس ، فتقل من جهة حظوظ الناس إلا انها تزداد من جهاتٍ أُخرى... لهذا كله وغيره أريد أن أكون عامل نظافة نعم عامل نظافة...أحمي بلدي من الداخل أُكافح العطب الموجود في شوارعها وحواريها... لا أريد أن أزدان ببدلات منمقة وسياراتٍ أبدو فيها منتفخ الكرش والسيجار لا يغادر فمي فبليس ذلك تظهر الرجال وتسجلُ مواقفهم ...كما أنه لو أحلت الى التقاعد بعد وضيفةٍ كعامل نظافة لن أضيق بالدنيا وسأكتفي براتبي التقاعدي و أزرع ارضاً قد أُحصلها بشرع الله من ورثةٍ او شراء في أحد المناطق النائية...وعلى النقيض لو كنت مسؤولاً وزال العز من حولي لربما سخطٌ سيحول بيني وبين أن أعيش بتفاؤلٍ باقي حياتي... يقول تعالى(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً). فلو أننا علمنا معنى الآية الكريمة وأدركناها لكانت تلك المناصب ملابس بالية في عيوننا...لكن للأسف أننا لا زلنا نظلم أنفسنا بأيدينا. انا لا أن أُحرِمَ على الغير أن يصبح وزيراً أو ما شابه لكنني بنفس الوقت أقول: الله يكون بعون من صار وزيرا... وكعادتي أترك ما أريدُ أن أُوصله لكل من يقرأ مقالتي مُضمناً بين سطورها النحيلة...مع التذكير بمثالٍ واحد بأنني أعتقد أن محاسب بنك ما يكون عامل نظافةٍ إذا ما إجتث فساد محاسبٍ آخر _مثالٌ للتوضيح لا للحصر_... حمى الله الأردن ويَسر لقيادته سواء السبيل.

s.omari88@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد