معضلة التعليم العالي والبحث العلمي في الأردن
لقد أدى هذا الأمر إلى تدهور ملحوظ في مستوى التعليم العالي في الأردن وأصبح التعليم العالي مجرد تجارة محتكرة في أيدي فئات من المجتمع ليس همها المصلحة العامة بل إن المصلحة العامة ليست جزءاً من قواميسها! إن المناصب المستباحة من قبل هذه الفئات، والتي كانت تستثمر القليل من وقتها في خدمة مصلحة التعليم العالي بالشكل المتوخى، كانت تستخدم بشكل رئيسي لتوصيل الذات للأضواء الساطعة.
إن التردي الحاصل في مستوى مخرجات التعليم العالي منذ عدة سنوات كان يتطلب بديهه يقظة متأقلمة مع كافة المتغيرات وضمير حي ينشد التغيير للنهوض بالأجيال التائهه في هذا الخضم، إلا أن التخطيط الإستراتيجي والخطط التأهيليه التصحيحية بقيت في سبات عميق. لقد نتج عن كل هذا السياق أجيالاً من الخريجين الذين لم يجنوا من هذه المعاهد ومؤسسات التعليم العالي سوى الكرتونه والتي لا تعكس في خباياها أي مستوى معرفي... أي أننا وبصريح العبارة أصبحنا نسير باتجاه محو الأمية، لا أكثر.
وعدا عن ذلك فإن الخطط الدراسية الأكاديمية، إن كان ما يقدمه نظام التعليم العالي هو أكثر من مجرد محو أمية، لم تعد تحقق لا احتياجات السوق المحلي ولا الإقليمي ولا حتى احتياجات أي سوق عمل وهمي، إذ أن أساتذة الجامعات والقائمين على هذه المصلحة لم تعد تهمهم مثل هذه الأمور بالقدر الذي يصرفون عليه الوقت لتوقيع بريدهم اليومي وتصريف أعمالهم ومصالحهم الخاصة!!! فهل يعقل أن يختزل الإهتمام بالتعليم العالي بمجرد توقيع البريد والحرص على الحصول على المزايا المختلفة مثل السيارات الفارهه وموظفي الخدمات والرضا عن المستخدمين الذين هم جاهزون دائما لكلمة "أمرك سيدي"، بدلاً من أن يكون المسؤل نفسه هو الخادم العام؟؟؟ الأمر ببساطه يحتاج فقط لاستعراض ما يعمله القائمون على التعليم العالي في أكثر الجامعات شهرة في العالم لمعرفة الحقيقة في المزايا التي يمكن للقائمين على التعليم بشكل عام الحصول عليها مقابل ما يقدمونه للنهضه ببلدانهم ومؤسساتهم وجامعاتهم... لقد تعدى الأمر كل ما ذكر لأن تصل الأمور لتضليل سيد البلاد والثلة القليلة الحريصة على المصلحة العامة بمعلومات تخالط الواقع والحقيقة فقط بقصد الحفاظ على المناصب!!!
إن المراقب لمسيرة التعليم العالي لن يستغرق من الوقت طويلاً قبل أن يدرك بأن الجامعات الحكومية (على أفضل المستويات) والخاصة طبعاً لم يعد لها أي دور تنموي يذكر، بل إن الناظر إلى ردهات وساحات الجامعات سيبدأ بالشك فيما إذا كان ما يراه هو ناد اجتماعي أم مدرسة من مستوى أعلى بقليل من مدارس وزارة التربية والتعليم اللهم بفارق عن المدارس أن التعليم العالي هو تعليم مختلط!!
إن المتابع لمسيرة المجتمع الأردني والدولة الأردنية سيرى بأن التعليم العالي نبت في بداياته (قبل 30 – 40 عاماً) نباتاً طيباً كان قد تمخض عنه جيلين سبقا كانوا هم من قادوا مسيرة التعليم المدرسي في بداياته بنجاح، إلا أن الوباء الذي استحكم في أوردة التعليم العالي كان له أيضاً انعكاسات خطيرة أوصلت التعليم المدرسي إلى المستوى المتردي الذي هو عليه فكل من النظامين التعليميين كل لا يتجزأ يغذي كل منهما الآخر بالمخرجات تارة وبالمدخلات تارة أخرى.
إن النمو الذي شهدناه في عدد مؤسسات التعليم العالي في الأردن كان يكفي لتوصيل الأردن إلى أعتاب الصناعات المتقدمة لو استثمرت الأجيال المتعاقبة على التعليم العالي ووظفت للدأب على السعي في النهوض به نحو غايات ونهايات سعيدة، إلا أن ما حصل هو العكس تماماً!!! فكم من جيل من حملة مؤهلات الدكتوراه لم ينفعنا منهم سوى أن يقال عنهم أنهم دكاترة وأساتذة جامعات وقد قيل!!!
ومن ثم موضوع الواسطات في تعيين أساتذة المدارس وأساتذة الجامعات أو ايفادهم في بعثات دراسيه ثم يعودون وقد أتوا بكل ما أتوا به إلا المؤهل الذي كان مطلوباً منهم تحصيله!! كما أن موضوع دخول الضغوطات الإجتماعية والواسطات في قبول الطلبة من غير ذي مؤهل إلى تخصصات ليسوا هم من قدرها، كان له أيضاً حصة في تدمير ما دمر من أشلاء التعليم العالي.... يتبع هذا الأمر في استحداث موضة البرامج الموازية والتي بسببها بدأ التعليم العالي يبدي آولى علامات الإنهيار، وكل هذا مر منا دون أن نرى أي نهوض حقيقي لضميرالقائمين على التعليم العالي لوضع الخطط التوجيهية التصحيحية في المسارات المطلوبة وفي الأوقات المناسبة. لقد ترك الأمر! وترك لنا معه نظام تعليم عالي، ولا ننسى التعليم المدرسي، يلفظ أنفاسه الأخيرة!!
والسؤال هنا، وعلى سبيل مواساة النفس متأملين بأن يكون هناك بصيص من أمل بأن يدخل على الخط من هم من أصحاب الضمائر من نشامى هذه الأمه في بلدنا العزيز، إلى متى سيستمر تعيين رؤساء لجامعاتنا الحبيبة، التي أسسها الآباء والأجداد من قادتنا ومسؤولينا، بشكل ينقصه الخبرة والدراية والتخطيط الرشيد... إلى متى سيستمر وصول وزراء إلى سدة التعليم العالي ممن لا يمتون للتعليم العالي إلا بالقليل القليل؟؟؟؟ وإلى أي حد سنبقى نسمح لهؤلاء بالسعى والعمل الحثيث لتوظيف أصدقائهم وأحبائهم وأقاربهم في مناصب غايه في الحساسية وغاية في الدقة من زاوية تحقيق المصلحة الوطنية العليا؟؟؟؟
وأخيراً وفوق كل ما تم طرحه من تساؤلات: متى سيصبح في مقدور الإنسان الأردني أن يرى أحراماً جامعية مليئة بنشاطات أكاديمية تعود على المجتمع الأردني بالنفع والصلاح (بدلاً من أن نستمر في مشاهدة الظواهر السلبية السائدة) لعلنا يوماً ما نفخر بتخطي عتبات الوهن إلى أن نصبح أمة منتجة مثل بقية الأمم التي تتمتع بإسهامات ملحوظه على مستوى البسيطة.
تشكيل لجنة في جرش للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات
السياحة: ميزات مهمة للمسافر الأردني للولايات المتحدة
تركيا: تحليل الصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي في دولة محايدة
عباس يجدد التزامه بإجراء إصلاحات قانونية ومالية وتعليمية
عطية يهنئ المسيحيين بعيد الميلاد
القاضي يدعو البيئة والإدارية النيابيتين لاجتماع
انفجار عبوة ناسفة في رفح يصيب ضابطاً إسرائيلياً
الأردن يقر تشريعات جديدة تمنع تصدير المعادن الخام
مديريات التربية تنهي استعداداتها لعقد امتحانات تكميلية التوجيهي
كتلة مبادرة النيابية تبحث الوضع المائي في المملكة
وفد طبي تركي يطلع على تجربة مستشفى الجامعة في زراعة الكبد
التعمري يدخل التشكيلة المثالية لكأس فرنسا
الأردن يتراجع إلى المرتبة 105 عالمياً في مؤشر إتقان اللغة الإنجليزية
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
بدء الامتحانات النهائية للفصل الأول لطلبة المدارس الحكومية
اعلان توظيف صادر عن صندوق المعونة الوطنية .. تفاصيل
رضوى الشربيني في تصريحات نارية
توصيات اللجنة المالية في الأعيان بشأن الموازنة العامة
طفل يسقط تاجًا ذهبيًا بقيمة 322 ألف دولار في متحف بكين
انطلاق فعاليات أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2025


