إضاءات على المشهد السياسي في اليمن

إضاءات على المشهد السياسي في اليمن

25-11-2011 09:16 PM

ظلت الأطراف السياسية في اليمن تعيش بين مد وجزر حول المبادرة الخليجية التي تقضي بإنهاء الأزمة اليمنية، عن طريق تنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، من السلطة والتنازل عن كافة صلاحياته إلى نائبه عبد ربه منصور، وتشكيل المعارضة للحكومة لإدارة حوار مع الشباب وكافة القوى السياسية المشاركة في الإحتجاجات والمطالبة بالتغير لإنهاء حالة إحتقان الشارع اليمني.

والمتابع لهذا المشهد يجد أن المعارضة اليمنية والرئيس اليمني همشوا حركة الإحتجاجات التي تكبر يوما بعد يوم، وإختزلوا الدولة بأنفسهم، الأمر الذي أثار غضب الشارع اليمني وأعلن رفضه للمبادرة الخليجية بأكملها، لأنه يريد محاكمة الرئيس وجميع أعوانه في النظام .

والواضح لنا أن الرئيس اليمني إستفاد وإعتبر من الذي جرى في مصر وليبيا وتونس، والنتائج التي ترتبت على إسقاط الأنظمة في هذه الدول والمصير الذي آل إليه أعوان هذه الأنظمة وأحزابها .

من هنا بإعتقادي أن الرابح الوحيد من التوقيع على المبادرة الخليجية هو علي عبد الله صالح، حيث إستطاع أن يخرج من السلطة خروجا مشرفا ومحصنا من أي مسؤولية، حاملا لقب " رئيس "، محافظا على حزبه وعلى إنجازاته في وحدة اليمن التي بقي خائفا على أن التاريخ سيضيعها لهإذا تنحى دون أي ضمانات، وبقي كقوة سياسية موجودة في اليمن يستطيع محافظا من خلالها إستئناف ممارسة العمل السياسي من خلال حزبه مستقبلا .

بينما ستقع المعارضة عند تشكيلها الحكومة بصدام مع الجماهير اليمنية الغاضبة، التي رفضت المبادرة الخليجية فور توقيعها، وستفقد المعارضة الكثير من شعبيتها ومصداقيتها في الشارع اليمني .

وبالتالي قد نشهد مليونية يمنية أخرى كما هو الحال في مصر، لا تطالب بإسقاط علي عبد صالح، وإنما بإسقاط حكومة المعارضة الجديدة،  لتعود بعد ذك حالة عدم الإستقرار السياسي إلى اليمن من جديد .

* رئيس الجمعية الوطنية للتنمية السياسية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد