إفتتاح فرع جديد لبرد موسكو في جامعة اليرموك

إفتتاح فرع جديد لبرد موسكو في جامعة اليرموك

28-11-2011 04:50 AM

قبل ما يزيد عن المئتي عام كتب الكاتب الدنماركي هانس أندرسن قصة "بائعة الكبريت" الحزينة ، تلك التى تصف طفلة توقد الكبريت لكي تُقاتل شبح الموت التي كان يهاجمها ببرودة الشتاء...كانت قصة خيالية وياللاسف الآن تبدأ القصة واقعية وتغدو حقيقة في جامعة اليرموك أعرق الجامعات الأردنية ...سيدي الكاتب باعة الكبريت يعدون عشرات الآلاف في جامعة اليرموك الآن في القرن الحادي والعشرين.

منظرٌ قبيح ذلك الذي غطّى وجوه الطلاب بؤساً وشفقة بعد ما اصابهم من برد الأيام الفائتة...كيف يُقال للطالب إلتزم بدوامك وأترك دفء بيت أهلك!!

فكرةٌ شنيعةٌ وشاذة تلك التي إعتمدت عليها الجامعة لضبط النفقات ...ملايين نهبت وقدمت عطايا وهدايا ونفقاتٍ لا مسؤولة على مرّ السنيين كان الحل بنظر  الإدارة الجامعية هو إيقاف تدفئة الكليات سواء على مستوى القاعات والمختبرات على إمتداد أرض الجامعة...قصة لا يتخيلها عقلٌ بشري فمديونية تتجاوز العشرين مليون دينار تواجه بإيقاف التدفئة الذي لا تُنفقُ عليه سوى بعض الجنيهات إذا ما تم مقارنتها بواقع المديونية.

لا أعرف من أين أتت المديونية هذه ،لم نلحظ في السنوات الماضية إلا تراجعاً في الخدمات سواء التأمين الصحي أو النشاطات ،حتى أن مركز الجامعة على الترتيب العالمي للجامعات تراجع ما يزييد على الف مركز منذ ثلاثة أعوام وهذا يعني أن البحث العلمي متوقفٌ في جامعتنا ولم يتم إنفاق مبالغ إضافية عليه...

لا أعرف ماذا عن الفساد الذي يتكلم عنه الكثيرون والذي يتكلم عن أرقام خيالية من هدر المال العام ...لماذا لا يتم محاربته ؟لماذا يُسكت عن اهله وناسه؟

وتتم مهاجمة الطلاب في دفئهم دون مراعاة الواجب المعروف بتأميين جو دراسة مناسب لهؤلاء الطلاب.
هل إنعدمت الحلول أمامنا لتوفير نفقات الجامعة حتى بتنا كالذي يكافح الجراد بإغلاق نافذة بيته بقطعة من القش!!!
هل تناسينا أن موقع الجامعة المميز والجاذب تجارياً هو أحد الحلول الإبتكارية لحل مشكلة العجز ...طبعاً إن وجدت.
الدكتور عبدالله الموسى المحترم رئيس جامعتنا التي افتقدت دفئها منذ بداية شتاء هذا العام أنا وعبر تكليفي من طلاب جامعة اليرموك أناشدك بحق المواطن على وطنه أن تعيد النظر في مثل هذه القرارات خصوصاً وأن الكثير من القرارات التي عُممت في الفترة القريبة في الجامعة أثارت إرتباكاً ملحوظاً في صفوف طلاب الجامعة وموظفيها...فلا تنظر الى النصف الفارغة من الكأس واعرف أن طلاب الجامعة لكلٍ ميوله وحاجاته..

اسألك وأريد أن تجيبني إنه في حالة تراكم مديونية على بيتك أنت ...هل تفكر بقطع التدفئة عن ابنائك؟ أم انك تبحث عن وسائل معقولة لتفادي تلك المديونية بعيداً عن أيذاء تلك الأسرة التي تحب.
إذا كانت الجامعة بحاجة الى النقود فنحن نتبرع كطلاب في الجامعة بأن نلف أيام الجمع على المساجد لتغطية تلك النفقات فلا نبالي بأن نمد أيدينا للناس طالما أننا نخدم جامعة تخرج بناة الأردن من العلماءِ والمهندسيين.

لن نصبر كثيراً إذا لم يتم حل هذه المشكلة وسنقوم برفع عرائض موقعة من طلاب الجامعة للديوان الملكي ، فجلالة الملك عبدالله الثاني لن يقبل بهذا الأمر، سيَّما انه دوماً يقول أن شباب البلد هم ثروته ولابد من توفير كافة الظروف من أجلهم.
حفظ الله الأردن شعبا ووطنا ويسر لحكمه الخير ودوام التقدم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد