العنف الجامعي .. أسباب وحلول

العنف الجامعي  ..  أسباب وحلول

29-11-2011 08:00 PM

يتساءل كثير من القراء ، وقد يصل هذا التساؤل إلى حد الاستهجان عن تعدد المقالات التي تتناول  موضوع العنف ، وحجتهم في ذلك ان هذا الأمر ليس بالأمر الجديد ، نقول لهؤلاء نعم ، صدقتم القول ، ولكن اذا عرفتم اننا لا نكتب عن أي عنف ، بل  العنف في جامعاتنا الحبيبة ، والتي يفترض ان يكون كل منتسب لها مثالا يحتذى به في التسامح والمحبة.
   
لا يمكن ان يقنعني احد ان من يثير الفتن ، ويؤلب الصفوف ، ويدعو الى العصبية القبلية ، ويعزف على لحن الأمجاد للآباء والأجداد ، ويتغنى بأنه عنترة في النخوة والشهامة الزائفة ، وأقول زائفة لأنها لم تهب لنجدة زميل له في حاجة لمساعدة مادية او معنوية ، ولكن – هذه النخوة – تهب وتقف كالطود الشامخ اذا ما حاول طالب من قبيلة أخرى ان يتكلم مع طالبة لمجرد انها تنتمي لقبيلته ، هنا يجرد حسامه ولسان حاله يقول:
لا تسقني ماء الحياة بذلة       بل فاسقني بالعز كاس الحنظل .

ومن أسباب العنف كثرة الفراغ الذي يجعل الطالب يفكر بكل شيء – الا الدراسة طبعا – ومن خلال تعاملي مع الطلبة فقد رايت ان الطلبة الذين يثيرون العنف ليس لديهم أي اهتمامات تذكر الا بمحاولات لجذب انظار الطالبات نحوه من خلال نكات يطلقها هنا وهناك او تصفيفة شعر غيبة او حلاقة ذقن منفرة ، وغالبا ما تسمعه يردد نحن نحن وكنا وفعلنا ، واذا سألته عن اسم كتاب واحد في مجال تخصصه صدقوني لن يستطيع معرفة ذلك – الا من رحم ربي – طبعا.

     والدليل على ان وقت الفراغ الكبير سبب رئيس في العنف ، اقول لكم درست البكالوريوس   في جامعة أردنية متخصصة بالمواد العلمية – كلنا يعرفها – امضيت اربع سنوات ، ولم ارى طيلة هذه الفترة مشاجرة جماعية ، او حتى ملاسنة بين طالبين ، وذلك لانك اذا اردت دخول مكتبة هذه الجامعة وجب عليك الحضور مبكرا حتى تحجز لنفسك مقعدا لكثرة الزوار ، وهذا الامر لا ينطبق فقط على هذه الجامعة فقط ،  بل على جميع الكليات العلمية في جامعاتنا .
وحتى لا يصبح كلامنا زبدا يذهب جفاء ، فاني ارى من وجهة نظري بعض الأمور التي تساعد على التخفيف من هذه الظاهرة ومنها:-
1-    اشغال وقت الطلبة باستمرار من حيث كثرة الانشطة والابحاث والواجبات التي يقدمها الاساتذة المدرسون بحيث يقضون اوقات طلابهم  في ارتياد المكتبة .
2-    اتباع الحزم في اسس تنجيح الطلبة في المواد ، حتى يشعر الطالب ان النجاح يحتاج الى دراسة وجد .
3-    تطبيق اجراءات تأديب الطلبة بشكل صارم من قبل ادراة الجامعة وعدم التهاون في ذلك .
4-    اجراء الندوات والورشات التي تدعو الى تقبل الاخر والتسامح والمحبة ، وعمل المعسكرات والمخيمات الكشفية التي تؤدي الى تقوية اواصر المحبة بين الطلاب .
5-    تطبيق معايير جدية في اسس قبول الطلبة في الجامعات ، ورفع المعدل الادنى للقبول الجامعي ، ومراجعة اسس قبول الطلبة على حساب الاقل حظا .

واخيرا آمل ان تخلو جامعاتنا من العنف لانه لا يليق بها ذلك .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد