الولاء الأعمى ونقمته على الوطن
لقد أصابني استياء كبير من رؤية هذه الحالة رغم عشقي القوي لسماع هذه الأغاني وافخر بسماعها ولكني وبعدما رأيت ما رأيت خرجت بقناعة انه لا عتب على هؤلاء على هذا التصرف لكون الغالبية ممن يرددها هم فاسدون يخرجون نهارا يعيثون فسادا في الوطن ويتلذذون بأكل لحم المواطن وعند أي مناسبة وطنية تراهم ينشغلون ليل نهار للتجهيز لاحتفال يليق بهذه المناسبة وبعضهم يقوم بتعطيل الشوارع لأجل كرنفال وطني ولا يأبه بمواطن قد تضرر من ذلك أو مريض تدهورت حالته لعدم قدرة الإسعاف للوصول إليه وإنقاذه .
هل أصبح الولاء للوطن مجرد أغنية وهتاف وكرنفال من جهة وهتك عرض خزينة المال العام وإباحة اغتصابها بلا رحمة من جهة أخرى ؟ هل الوطنية هي أن نطبق القانون على الفئة البسيطة والمعدمة في هذا الوطن وبالمقابل هناك الاف الفاسدين يصولون ويجولون بحكم علاقتهم القوية بولي الأمر والذي غض النظر عنهم وجيّر القانون ليكون لمصلحتهم والسبب واضح أن الفاسد لا يحميه إلا فاسد مثله .
من منكم قادر على إقناعي أن هناك شخصا مظلوما قابع في الزنزانة زورا وبهتانا - لان القانون طبق عليه بأمانة - سيخرج محبا للوطن ومن يمثل الوطن في تطبيق القانون فاسد ؟
من منكم قادر على إقناع مظلوم - انتهك ظالم حقه ورماه عنوة في السجن - على أن الوطن لا زال بخير ؟
الكثير من الشعب سئم ترديد الشعارات الوطنية لان الغالبية منهم إما انه ظلم أو احد من أقاربه كان ضحية مسؤول فاسد .؟
أي وطنية يتغنون بها وهم يرون الفساد بأعينهم وبعضهم جزء منه ويتاجرون بالمواطن لأجل مصالحهم ؟ أي وطنية هذه التي تبيح لهم تطبيق القانون بحذافيره على متهم - ربما هو برئ - ويجلدون ذاته ويقطعون رزقه وبالنهاية يلومونه لأنه أصبح سارقا وقاتلا وسفاحا وبعضهم هم من أسهموا بتحويله لمريض نفسي لا يتحكم بتصرفاته وخرج للمجتمع لينتقم من الجميع لأنهم قبلوا بظلمه ولم يقتصوا من الظالم ؟
أي وطنية تنادون بها - وقد كنت في أوائل صفوفها ولا زلت - ولكن ظلم المواطن جعلني أصحو من غيبوبة وأدرك أن الوطن - بظلم الفاسد الذي يعتلي أعلى المناصب في الدولة ويتحكم بعباد الله - قد انحدر باتجاه الهاوية . فشعور المواطن بالظلم لا يؤمن عواقبه فاحذروه . فهناك الآلاف من المظلومين في وطني , هناك الآلاف من المرضى في وطني لان تجار الدواء جعلوهم يستغيثون من يساعدهم ثمن دواء ونحن نكذب على أنفسنا ونقول أن الوطن بخير . لو كان بخير فلماذا نسمع أنين المرضى وصراخ المظلوم وبكاء الجائع وهناك من يردد أغاني وطنية لا يفقه معنى الجوع ولا المرض لان الجشع عمى بصره , وربما هؤلاء ينتمون للوطن أكثر ممن يقضي وقته فقط في البحث عن أغنية وطنية هنا يقلق بها راحة الآخرين ظنا منه أن الوطن مجرد أغنية لأنه صغير ويرى الوطن مثله صغيرا بحجم أغنية .
من يريد أن يرى حال الوطن ويترجم وطنيته بحق فليذهب ليسمع أنين الجائع والمريض.. ليذهب للسجون ويرى كم من العائلات قد دمرت لان أربابها سجنوا ظلما , ليدخل اغلب المنازل ويرى كم من عامل قد ظلم بقطع رزقه حيث فُصل من عمله لان مسؤوله لا يفقه معنى قطع رزق شخص يعمل لأجل أسرة وبالنهاية يرمي به وبأسرته بالشارع لأنه لا يشعر بمعنى الذل لأجل العمل ويطرد عاملا من عمله لأنه اضطر للتأخير لأنه لا يقوى على العمل بسبب مرضه ومقابل ذلك ترى ذلك المسؤول لا يعمل أكثر من ساعة في النهار وباقي يومه يقضيه بين أسرته .
أي ظلم وصل للنخاع في وطني وأي وطنية تدعونا لغض البصر عن كل السلبيات التي نراها وأصبحت توأم حياتنا لا يخفى علينا رؤيتها علنا هنا وهناك .
أي وطنية تلك التي يراها البعض مجرد شعار يطبل به ليل نهار ولكنه يفتقد البصر ولا يرى ان الوطن فعل علينا القيام به بإخلاص لنبني ونرتقي بوطننا . فما بنت الأغنية يوما وطنا وما بنى الفاسد يوما وطنا لأنه وبفساده المغطى بالشعارات الوطنية المزيفة قتل روح الوطنية عند الكثيرين من أبناء هذا الوطن حين قبل على نفسه التجبر عليهم وظلمهم وأكل مالهم عنوة وتركهم يشتمون هذا الوطن سرا لأنهم لم يجدوا الطمأنينة فيه وباتوا مشردين وعائلاتهم بسبب الفاسد هذا والسارق ذاك الذي هلكته التخمة من كثرة ما تناول طعاما بشراهة من عرق جبين العاملين المتضورين جوعا هناك.
اعذرني يا وطني قد كنت اعشق سماع ألاغاني التي تشوقني إليك ولكنني ألان أراها قد أصبحت ستارا للفاسدين ولم اعد احتمل سماعها .
وعندما يصبح الوطن أهزوجة نرددها فرحا بالخلاص من الفاسدين وقتها سنصول ونجول العالم ونتغنى بكل ألاغاني الوطنية فكفى البعض الولاء الأعمى الذي أوصل وطننا إلى حافة الهاوية فالوطن يحتاج العمل بصدق لنرتقي به لا الكلام المزيف والمأجور الذي يقلل من قدره , فالزحمة دائما تولد المشاكل وكثرة ألاغاني قد ولدت بداخلنا الضجر لأنها لا تغني ولا تسمن من جوع ولا ترتقي بالوطن .
ارتفاع قياسي لأسعار الذهب في الأردن لأول مرة
المسجد النبوي يودع المؤذن فيصل النعمان
صندوق النقد الدولي: قدرة الأردن على سداد الدين كافية
الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
عمورة يقود طموحات الجزائر لاستعادة أمجاد أمم إفريقيا
نمو صادرات صناعة إربد 2.5% خلال 11 شهرا
منحة تدريبية في إيطاليا لخريجي الجامعات الأردنية - تفاصيل
اختتام منافسات الجولة السادسة من كأس الأردن للسيدات
الصفدي يلتقي اليوم نائب رئيس الوزراء الفلسطيني
صندوق النقد: مراجعة الحسابات القومية تعزز دقة الاقتصاد الأردني
رئيس وزراء السودان يدعو الأمم المتحدة لدعم خطة السلام
الوحدات يلتقي الوصل الإماراتي بدوري أبطال آسيا 2 الأربعاء
5 قتلى بتحطم طائرة عسكرية مكسيكية في ولاية تكساس
وظائف شاغرة في الضمان الاجتماعي والبحرية الأردنية .. تفاصيل
طريقة لزيادة عمر بطاريات الهواتف الذكية
أبرز مواصفات الهاتف المنتظر من Realme
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
المملكة على موعد مع منخفض جوي جديد .. أمطار وزخات ثلجية وصقيع واسع ليلاً
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية





