مصر .. كوابيس تطارد ثورة

mainThumb

27-12-2011 07:59 PM

ثورة مصر جميلة بكل ما فيها ،لها نكهة تميزها، صنعتها خصوصية (ام الدنيا) ...أقسم انا كنا نترقب فجر حريتها، أذكر كيف كانت حديث سهرتنا في الدكان ،كانت رائعة بتنظيمها وعفويتها وشعاراتها وتمازج الطيف فيها ….تحية ملؤها الحب والوفاء لروح الشهداء الطاهرة  الذين  صنعوا الحرية، .. الحرية التي كانت حلما فخاطرا فاحتمالا، ثم أضحت حقيقة لا خيالا بفضل هؤلاء الشباب وبقية أبناء شعب مصر الأبرار .
ربما كانت العاطفة أكثر تأججا لدي جيلي الذي لم يعش نصرا بل استمع  إلى أغنيات النصر التي علت أنذاك وهي تدوي من جديد لبُناة مستقبل مصر في ميدان التحرير. يا له من شعور أروع من الروعة نفسها وأجمل من الجمال لشباب يعشق بلده ويحبها حبا أحلى من الحب. 
لكن هذا كله يطارده كابوس لعين يعصف بمصير هذه الثور حتى بتنا نتسائل ما الذي يحدث في مصر؟
في مصر  ..هناك ثورة مصحوبة بحالات متفاوتة من الإنفلات و عدم الإستقرار.


في مصر هناك ثورة وغضب وتحول عن الأهداف الحقيقية للثورة بعد ان بدأت بعض القوى السياسية المحلية القديمة التقليدية فى ادراك ان البساط قد تم سحبه بشكل كبير - ان لم يكن بشكل نهائى وتام - من تحت أقدامها لصالح قوى اخرى جديدة ستأتى بها صناديق الإنتخابات التشريعية الناجحة حتى اليوم بفضل دقة وصرامة تحالف متميز جمع بين القوات المسلحة  والقضاء بالإضافة لإصرار شعب عريق على التخلص من أوهام الماضى والإنطلاق نحو عهد جديد يحفظ له كرامته واحترامه ولقمة العيش الكريمة.

 في مصر هنالك تهور  عقول البعض من افراد قوى تقليدية قديمة ،قهرت وخدعت وسجنت وفسدت وبغت ،فانطلقت لتفكر بأسلوب "الأرض المحروقة" الذى يعنى الإنفلات الأمنى وإحداث اكبر قدر من الدمار والقتل والإرهاب فى الجنبات و من أجل إجبار كل الأطراف المعنية على القبول بالجلوس على مائدة التفاوض ـ مائدة التفاوض على مستقبل مصر ـ لتقسيم السلطة بـ"الأسلوب القديم" الذى كان احد اسباب تفجر ثورة 25يناير 2011.

في مصر  هناك قوى خارجية تدفع المال وتقدم الدعم لبعض القوى الداخلية التى ينتمى اعضاؤها الى شريحة "اصحاب النفوس الضعيفة" او "الخونة" بهدف تحقيق حالة من عدم الإستقرار "الظاهرى"او "الحقيقى" لإستخدامه من قبل القوى الخارجية كذريعة لإتخاذ اجراءات معادية لمصر تبدأ من باب الدبلوماسية وتنتهى بالتدخل السافر فى السياسة الداخلية للوطن وفرض قيادة "مطيعة"تضمن لتلك القوى تحقيق مصالحها خلال الأعوام والعقود المقبلة.
وندرك جميعا ان كلمة التدخل تبدأ من القروض والمساعدات .. ووصولا الى حشد "تحالف دولى" تم اعداده مسبقا للقيام بعدوان عسكرى متعدد المستويات يمكن ان ينتهى بإنزال عسكرى مسلح على ارض مصر بدعوى حماية الشعب او حماية الديمقراطية او ..محاولة فض مشاجرة الرجل المصرى والمالطى التى كانت سببا فى غزو الإنجليز لمصر عام 1882.

في مصر هنالك مرحلة تطهير من السموم التي خلفها النظام....  مخلفات  تتراوح بين الفقر المؤلم , والطائفية, والتطرف, ووحشية الشرطة.

 أيا كانت الصورة   ....انها آلام المخاض القاسية لأن الحرية تولد من جديد  
حمى الله مصر العروبة  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد