انفلونزا البلطجية

انفلونزا البلطجية

09-01-2012 09:16 PM

قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) النساء/43 صدق الله العظيم .

نزلت هذة الأية الكريمة قبل أن يحرم الله سبحانه وتعالى الخمر, حيث كان بعض المسلمون يشربون الخمر ويقومون الى الصلاة, فلا يدرون ما يفعلون ,وما يقرأون, فكان لا بد من نهي المسلمين عن الصلاة وهم سكارى ! 

وقال تعالى : (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) الى آخر الأية الكريمة / آل عمران103 

جاءت هذة الأية الكريمة لتؤكد أن من أسمى أهداف الشريعة الإسلامية، جمع كلمة الأمة الأسلامية وتوحيد صفوفها، وهذا ما أوحت به عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى البشرية كافة. 

عزيزي القارئ لو توقفنا عند الآية الأولى , لوجدنا أن بعض الأشخاص لم يأخذوا منها إلا كلمة "لا تقربوا الصلاة" ! ولم يتموا الآية, لأن هدفهم إيجاد أي حجة يحاججون بها أنفسهم المريضة , لكي يبتعدوا عن الصلاة معذورين. وكأنهم يستغفلون الله عز وجل !. 


ولو توقفنا عند الآية الثانية , لوجدنا أن جماعة الأخوان المسلمين الداعين للأصلاح , أصبحوا كمن يأخذ من هذة الأية كلمة "وأعتصموا" دون باقي الآية الكريمة !! تماماً كـالمثال السابق, فلو شاهدنا ما حصل في محافظة إربد في "المسيرة الأولى" في هذا العام من شتمٍ لقيادات الحركات الأخرى التي طالبت هي من جانبها بالإصلاح , مؤمنةً أن الأصلاح مطلبٌ للجميع , وليس حكراً على الأخوان , لكنها لم تكن تتوقع أن من يطالبون بحرية التعبير عن الرأي , أصبحوا هم من يقمعون من يريد التعبير عن رأيه ! وكأن "إنفلونزا البلطجة " التي أخترعها الأخوان , انتلقت اليهم بل ان هذا المرض استفحل بهم وبقياداتهم , أو أن الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب او ما يسمى بجنون العظمة أصبح هو الزائر الجديد لمسيرات الأصلاح التي تغزوا شوارع محافظاتنا إسبوعياً , فكأنهم يقولون للشعب الأردني "الشوارع والساحات حكرٌ لنا يوم الجمعة لا تقتربوا " ! هل يعقل ذلك !؟هل على المواطن الأردني أن يتبنى أفكار الأخوان حتى يُسمح له بالتعبير عن رأيه ؟؟ 


لا أستطيع أن أجد اجابات شافية لهذه التساؤلات التي أصبحت تؤرق كل مواطن غيور على امن واستقرار هذا البلد , لكن ما أخشاه أن يصبح الأسلاميون مثلهم كمثل من يأخذ من الآيات الكريمة كلماتٍ تلبي رغاباتهم , ومن ثم يهملون ما تبقى من كلام الله .. والعياذ بالله


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد