التحول الاقتصادي والفلسفة السفسطائية

التحول الاقتصادي والفلسفة السفسطائية

21-02-2012 08:17 PM

 قيل في احدى القصص المأثورة ان احد الاباء الحريصين على فلذة كبده وقرة عينه ارسله الى المدينة ليتعلم ويعود له نافعا ومعينا ، وبعد سنوات من الكد والعناء وتوفير مايلزم لابنه على حساب قوت يومه وقوت ابنائه وبناته الاخرين ،عاد الابن الذي ارهق اباه مالا وانتظارا، وكانت الفرحة الكبرى حيث الزغاريد والاهازيج من العائلة الوحيدة في تلك الناحية من المنطقة النائية عن كل مقومات الحياه ومفرداتها ، وبعد الترحيب والتهليل جلست الاسرة مساء في بيت الشعر الذي يأوي ويؤى اليه ،فتحلق الجميع حول الجورة المتلألأة بجمر يتلألأ من صفاء عوده وطهارة ارضه التي نبت بها و احتفاء بقدوم الابن الذي غاب طويلا وانتظرته العائلة بفارغ الصبر ليضيف جديدا ويشيل عنهم هموما اثقلتتهم فارهقت الضرع والشرع، فقدمت الام الحنونة مائدة العشاء مقبلاتها بسم الله وشرابها على بركة الله لتأكل بأصابع تعانقت بتراب الارض ومائها فكانت انامل تبرق كالذهب الصافي ، اما الوليمة الرئيسة فكانت دجاجة تم شواؤها باتقان .

 لكن الاب وقبل ان يمد يده او اي من افراد العائله الى الطعام سأل ابنه ـ الذي تغرب في المدينه ونهل من ثقافتها وتشرب من طبيعتها وتمرد على ماضيه وتراثه ـ ماذا تعلمت يابني؟ ظنا منه ان يكون ماتعلمه هو مازرعه في ابنه من مباديء ومثل ستبقى وستنعكس حتى في خيارات تعلمه؟ هنا فكر الابن مليا ولم ينطق بحرف ، فكرر الاب السؤال عليه مرة اخرى وقال له الم تسمع سؤالي ؟ ولماذا لاتجيب؟ فقال الابن وكأنه يدرك ردة الفعل التي سترتسم على وجوه الحاضرين، لقد درست علم الفلسفه، فنظر ابوه باتجاهه وقال له وماذا ستسفيد ارضنا ودجاجاجتنا من علم الفلسفه، فبدأ يشرح ويشرح ويتكلم عن المنطق واللامنطق وعن الحقيقة واللاحقيقة والكذب من الصواب وعن علم الطبيعة الى علم اللافيزيقا(ماوراء الطبيعة)، وعند ذلك قالت له اخته الصغرى ولكني لم افهم عليك شيئا، فقال له ابوه هل تستطيع ان تفهم اختك ما الفلسفه؟ فقال سأبسط الامور يا أهلي فبالفلسفة اثبت لكم ان هذه الدجاجة المشوية هي دجاجتان. 

فرفع الاب رأسه والتفت الى ابنه وقال احسنت وابدعت في ما تعلمت وعلى هذا سأتناول انا واخوتك الدجاجة المشوية وانت تتناول الدجاجة التي ستثبت لنا وجودها. اليست عملية التحول الاقتصادي في وطننا والتي جرت غير بعيد محاكاة لهذه القصة الا ان الفارق في الشخوص والازمنه والامكنه، فالعائلة هي الشعب وبيت الشعر هو الوطن والمدينة هي الصالونات التي تدير ولاتدار والابن هو ذلك الفاسد الذي خرج عن الاصول والعادات والاخلاق والفكر الذي نشأ وتربى عليه واما موضوع الحكاية وهو الفلسفة فهو البرنامج الذي طالما صم اذاننا وفتق رؤوسنا وانهك قوانا ونحن نسمع او نشاهد او نقرأ عن ثمراته المباركة التي ماجادت علينا وعلى الوطن الا الدمار والخراب .. اليست هذه فلسفة سفسطائيه؟ الجواب عندكم وليس عند غيركم؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

اعتداء إسرائيلي بطائرة مسيرة يستهدف سد المنطرة

مقتل ثلاثة أشخاص في الساحل السوري خلال اشتباكات مع قوات الأمن

توقّع إنجاز اتفاقيتي امتياز لشركتين نقبتا عن الفوسفات بالريشة

وزيرة التنمية الاجتماعية تزور دار سيدة السلام

مدير الخدمات الطبية الملكية يتفقد مدينة الحسين الطبية

السبت دوام لمديريات الضريبة وتمديد دوام الاربعاء المقبل

أبو علي: صرف رديات ضريبة للمكلفين المستحقين إلكترونيا الأحد

إسرائيل تتوعد بمواصلة العدوان على لبنان وسوريا وغزة واليمن

بدء محادثات بين كمبوديا وتايلاند لإنهاء النزاع الحدودي بينهما

سياحة الأعيان والنواب تبحثان التنسيق المشترك

ماكرون: بحثت الوضع في أوكرانيا مع أمين عام حلف الأطلسي

انخفاض أسعار الذهب في التسعيرة الثانية محليا الأربعاء

فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في بني كنانة

التعليم العالي: 480 ألف طالب على مقاعد الدراسة في الجامعات الأردنية

تشكيل لجنة في جرش للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات