رسالة الى رئيس الحكومة

mainThumb

27-02-2012 10:27 PM

بسم الله الرحمن الرحيم 

إلى دولة رئيس الحكومة عون الخصاونة 

مع الحب والتقدير منذ الأزل والسيف والقلم بالمنزلة العليا بل الاعلى من منازل الشرف الرفيع بل أن للقلم قدسية خاصة في روحانيات المخلصين لله تعالى ممن طهروا أنفسهم وأرواحهم بتلاوة كتابه الكريم. فلقد أقسم سبحانه بالقلم " والقلم ومايسطرون " وفي غير موضع جعل الله القلم من شواهد وجوده وقدرته " إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم ". 

والحديث عن قداسة القلم قد يطول، ولكني هنا قدمت لما أريد كتابته بقلمي ممن يشهد له الكثير بالبراءة من رجس الفتن وافلاطونية التنظير. 

والأهم من ذلك أنه غير مأجور، فقلم الشاعر والاديب نزيه – إلاّ إن سقط صاحبه في مستنقع الأطماع والقبض والاستئجار- عندها يصبح القلم فاسد وعقل صاحبه مستعبد وصاحبه عبد تابع لسيده الأكثر عبودية منه. 

فالكرام لايؤجرون أقلامهم ولا يستأجرون. والاجواد وان قاربتها ماتملهـــــــا والانذال وإن قاربتها عفت مابها الاجواد تجعل نيلها دون عرضها والانذال تجعل نيلها في أرقابها دولة الرئيس العزيز أشهد الله تعالى – ومن أشهد الله وهو يكذب فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم – أقول أشهد الله أنك من الكرام الذين لم يستأجروا الاقلام، ولم يشحذوا الألسنة الطويلة للنفاق، ولم يجيشوا الإعلام لتجميلهم- لأنك بعيد عن القبح والفساد – لذا لاتلتفت للمقبحين والمزمرين وطالبي التنفيع لأن المنصف البصير النظيف يعرف من يكتب للوطن ومن أجله ممن يستكتب للهجوم على الوطن وأخيار أبنائه بالدوافع وللدوافع وسحقاً للمجرور بالباء وللمعطوفة عليه فكلاهما مجروران بدوافع جر الوطن لما لا نريد. 

دولة الرئيس أكتب إليك من أجل الوطن كأردني يخاطب أردني – بعيداً عن المصلحية والنفعية – أكتب بحس أردني لايرى أن الرقم الوطني وحده شرطاً للمواطنة الصالحة ومحبة الأردن، فالرقم الذي آمنت به طول عمري هو رقمي العسكري بين صفوف النشامى، والقسم الذي حافظت عليه وسأبقى ماحييت محافظا عليه هو الذي أقسمته بحضرة الراحل العظيم - الحسين طيب الله ثراه – أن أكون مخلصاً للوطن. 

أما ما أود أن تتلطف دولتكم بسماعة مني أو تقرأه إن تكرمت دولة الرئيس: الأردنيون يريدون منك: -

محاربة عنوان الفساد الأبرز وهو ليس بخافٍ على أحد بل يعرفه حتى من لازال في أصلابنا، فقبل أن تصبح المضغة علقه ويكسو الله عظمها لحماً وينفخ فيها الروح ثم تخرج من الارحام فتحبو إلى الشارع مطالبةً بمحاكمته، رجوتك يادولة الرئيس أن لايبقى بفساده " مجرما بنا وهو كمن واطي جمرةٍ مادرى بها " فمحاكمته ستزيل من أذهان الاردنيين المحبين لوطنهم ومليكهم، فمحاكمة الفاسد واجب شرعاً. لما بها من صونٍ للأمن وحفظاً للمال وهيبةً للدولة والوطن الذي هو دارنا جميعاً دار لنا ماهي بدار لغيرنا والاجناب لو حنا بعيدن تهابها يذلّون من دهما دهومٍ نجرها نفجي بها عزات من لادرى بها 

- قانون إنتخاب نزيه عادل يواكب متطلبات الدولة المدنية ويحافظ على ثوابت أردنيتنا على أساس المشاركة لا المحاصصة، فلا يستقوين أحدٍ على أحد ونحن الأردنيون من شتى أصولنا ومنابتنا كرام أجاود نحترم ذواتنا ونكرّم أنفسنا بالإيثار عليها ياما حضينا جارنا من كرامة بليل ولو نبغي الغبا مادرابها نرفى خمال الجار لو داس زله كما ترفى البيض العذارى ثيابها -

- تفعيل دستورنا فيما يخص العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات ومسائلة من يستغل المنصب العام، فموقع المسؤولية صغر أو كبر ليس ملكاً شخصياً لأحد. فالموقع الصغير يعظم ويكبر بالشخصية الوطنية المتزنة العادلة ، وأكبر موقعٍ يصبح صغيراً جداً وزهيداً بعكس الشخصية التي ذكرت. فكم شاهدنا من شخصية صغرت موقعها بضعف نفسها وميلها لكل ماهو غير مشروع وجيشت حولها من الاقلام من يكتب لها وعنها والناس تعلم وتعرف الحجم المتلاشي لها، إلا من الضجيج ويدفع للأقلام المستعبدة بمعنى: الأجواد مثل الزمل للحمل ترتكي والأنذال مثل الحشو كثير الرغا بها يادولة الرئيس والله لو شاع العدل والمساواة بين الناس فيما مضى من عدة سنوات ولو تتسيدّ طغمة فاسده مواقع مهمة خلخلت موازين العدالة بوقاحة سافرة أفقدت الأردني ثقته بمؤسسات وطنه، ونالت من الأغلبية المخلصة الصامته كل النيل وأستهدفت المواطنين بأرزاقهم وحقوقهم وكرامتهم.

 أقول: والله لو شاع العدل والمساواة ونزاهة المسؤول ماكنا لنرى بالشارع أولادنا وأخواننا يعتصمون ويتظاهرون. هؤلاء خرجوا للشوارع مطالبين لأن هناك من إحتال على حقوقهم من فاسدي الضمائر من المسؤولين، والأصل أن الأجواد لو حايلتهم ماتحايلـــــــــــوا والأنذال أدنى حيلتن ثم جابها " لكن " الأنذال لو غسلت يديهم تنجســـــــت نجاسة قلوبن مايسر الدوا بها 

دولة الرئيس مطالب الأردنيين ليست بالمستحيلة ولا بالترفيه وأنني أعلم وأدرك أنك تقدرها وتسعى لتحقيقها لكن الوقت شحيح ويمر بسرعة. ولكم تمنيت أن تمنح متسع من الوقت لثقتي وثقة الأردنيين بشخصك " ويارب لاتجعل بالاجواد نكبه" من حيث لاضعف الضعيف التجابها. وقوى الشد العكسي هيجت كل غيلانها لمحاولة تأخير الأردن سبع سنوات للوراء، وبعض المتنفذين يحاولون إغتيال الوقت وكسبه للعب بكل أوراقهم وتأخير محاكمة الفاسدين.

 إن مقولة أن المستثمرين لا يفضلون الإستثمار في الاردن بسبب المبالغة بمكافحة الفساد كما يقولون فهذه مقولة بائسه لأن المستثمر النظيف يغريه أن يأتي إلى دولة تكافح الفساد، وأما المستثمر الفاسد فهو الذي يخاف من المكافحة ولهذا فإن الاردن ليس بحاجة للمستثمر الفاسد وأمثلتهم كثيرة ممن أتوا إلى أردننا في فترة شهدت الفساد كثيرون جداً وملأوا بلادنا فساداً لكثرة ما حصلوا عليه من تسهيلات بل أنهم ساهموا في إعمار مؤسسة الفساد حتى غدت برجاً يعج بالفاسدين واستنسخوا صفحات فاسدة من الأردنيين.

 وثق يادولة الرئيس أن الاردنيين كرام يستحقون بجود ولائهم وانتمائهم جود وطنهم وهم من يصدق فيه قول المهادي: الاجواد صندوقين مسكٍ وعنبر ليا فتحت أبوابها جاك مابها " والاردن " يشبه قارتن مطلحبةٍ لادارها البردان يلقى الدفا بها وختاماً حمى الله الأردن والاردنيين الاشراف وقائد الاردن من كل المتربصين والحاقدين والجاحدين وأعانكم منه بالصبر والعزيمة والاصرار تحت ظل راية قائد الوطن عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.


 ** الإعلامي والشاعر والناقد والناطق الاعلامي لجمعية أبناء الأردن للتنمية ومناهضة العنف المجتمعي : محمد قدر السرحاني


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد