نعم .. أنا خائن !

نعم  ..  أنا خائن !

04-03-2012 09:14 PM

حين التطرق لموضوع التدخل الخارجي بالبلاد العربية عموما" وفي سوريا على وجه التحديد تخرج الكثير من الأصوات الرافضة لهذه الفكرة ونحترم ذلك ولكن لن تجد عند هؤلاء الرافضين أي حل لوقف شلال الدم النازف في سوريا, ولنكن واضحين أن الحل ليس كما يتخّيل البعض بعودة الثائرين إلى بيوتهم كأن شيئا" لم يكن لتذهب كل دماء الشهداء هدرا" وليصفي النظام بعد ذلك كل من خرج ضده في هذه الثورة , ولكن ما لا نحترمه حقا" من هذا كله أن تجد بعض المدافعين عن النظام السوري في حملته العسكرية على المدن الثائرة على حكمه وكأن هذه الأرواح التي تزهق ليست لشعب عربي مسلم وتناسوا أيضا" حديث رسولنا ( صلى الله عليه وسلم ) : أن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم. 

و ما يستفزك أيضا" حين تتهم بالخيانة والعمالة ليس لشيء إلا لأنك طالبت بوقف هذا الإجرام بحق الأطفال والنساء وكل الشعب السوري بأي وسيلة كانت حتى لو كانت هذه الوسيلة هي التدخل الخارجي .. نعم التدخل الخارجي ! 

التدخل الخارجي في البداية له الكثير من الأوجه والطرق وليس بالضرورة التدخل المباشر على الأرض كما في العراق وليس كالتدخل الروسي و الإيراني في سوريا الذي عميّت أبصاركم عنه وليس كالتدخل الإسرائيلي من خلال الرفض للضغط الأمريكي على النظام هناك الذي صمّت آذانكم عن سماعه الذي أثبت أن دولة الممانعة والمقاومة لم تكن إلا حبرا" على ورق وفرقعات إعلامية كان يلهي فيها النظام العالم وشعبه لكي يبقى مستفردا" في حكم البلاد والعباد لأكثر من أربعين عاما" رأى فيها الشعب هناك ويلات الذل الظلم والإستبداد .

 التدخل المطلوب في سوريا يكون بحصار النظام إقتصاديا" وسياسيا" و تقديم الدعم للمقاومين هناك هذا من جهة ومن جهة أخرى فرض منطقة حظر الطيران عليها لإيقاف عمليات الإبادة التي تحصل فيها ولنعطى للثائرين هناك الفرصة بالدفاع عن أعراضهم التي إنتهكت وأموالهم التي سلبت ودماءهم التي نزفت , ولا ننسى أن هذا التدخل فرضته الأحداث على الأرض بل فرضه النظام السوري الذي أمعن في قتل شعبه وتعذيبهم كما لم يفعل عدوهم الأسرائيلي فيهم . وهنا تجدر الإشارة أيضا" أن الشعب المقاوم في سوريا يخوض في هذه المرحلة حربا" مع الكثير من القوى الإقليمية بالإضافة للنظام هناك فمن حزب الله إلى إيران إلى كل المستفيدين من وجود هذا النظام , فها هم بصدورهم العارية دون خوف من رصاصات الغدر التي أيقنوا أنها تعطيهم الشهادة التي يتمنون كما لم تفعل جبهة الجولان الخامدة التي لم تسمع فيها صوت رصاصة على طول مدة الإحتلال الإسرائيلي لها . 

فلكل المنظّرين قرب المدافىء التي لم تستطع تدفئة دمائكم الباردة كما ضمائركم ,وإذا أردتم لغة التخوين , نعم أنا خائن لهذا النظام الإجرامي في ذات الوقت أنتم خونة لدماء الشهداء و شركاء في الجريمة حالكم كحال النظام هناك حين تقفون صامتين أو تحرضون النظام على القتل من خلال دفاعكم عنه أو دعمكم له , فالثوار في سوريا خرجوا ليطالبوا أن يعيشوا بشرا" .. ليس كحالكم يا من أعجبتكم حياة القطيع ولتكتفوا بطعامكم وتتناسوا أن ليس بالخبز وحده يحيا الأنسان!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد