الوفاء لا يكون لفاسد !

mainThumb

10-03-2012 08:38 PM

 حين قراءتك لزاوية الأخبار الخفيفة في الصحف والمواقع الإلكترونية قد تستغرب أن هناك من يجر شاحنة بشعره أو قطار بيديه أو أن هناك من يأكل الزجاج أو الإسفنج لما لهذه الأخبار من غرابة ولخروجها عن الطبيعة البشرية , ولكن ما تستغربه أكثر ولكن هذه المرة ليس قابعا" في تلك الزاوية ألا هو خروج مسيرة هناك أو إعتصام هناك لدعم هذا المتهم بالفساد أو ذاك أو المطالبة بإطلاق سراحهم من الزنازين التي ربما قبع فيها من قبلهم أناس سرقوا ليأكلوا _ ولا نبرر _ذلك! 

 
يحضرني هنا حديث نبّينا الأكرم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) عن عائشة : أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال : أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها . وهذا يأخذني لأسأل : أليس القضاء هو الفصل في كل القضايا والنزاعات في الوطن ؟ هل كلما زاد الداعمين لهذا المتهم أو ذاك تسقط التهم عنه ؟ على الجميع إحترام القضاء الذي يدافع عنك وعني وعن مستقبل الأجيال القادمة , فهذا المتهم إن ثبتت عليه تهم الفساد فإنه بذلك لم يأخذ اللقمة من فمك وأطفالك فحسب بل سيأخذهاحتما" من فم أحفادك الذين لن يسامحوك أبدا" بإشتراكك في تجويعم من خلال الدعم للفاسدين حتى لو بقلبك! 
 
الوفاء للآخر سر تميّزنا عن مجتمعات كثيرة وسر هذا الترابط الموجود والذي لن تجده في الكثير من المجتمعات التي أصبح فيها الجائع غريبا حتى في وطنه , فدعونا لا نجعل هذه الميزة في وطننا لعنة علينا من خلال الدفاع على من ينهب الوطن . الوفاء لم يكن أبدا" بعيدا" عن مجتمعنا ولكن الفاسد هو من يخون الوطن لا فرق بينه وبين من يخونه مع الأعداء .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد