من هون لهون!!

mainThumb

18-03-2012 10:30 AM

أولاً، لا بد لنا  أن نشير الى تقديرنا البالغ لأفراد الأمن العام وعناصر الدرك على جهودهم في مرافقة المعتصمين والمتظاهرين خلال خمسة عشر شهراً تقريباً محاولين الوقوف على الحياد ما استطاعوا .كما اود ان أبدي اعجابي الشخصي بأفراد الأمن العام - هذه الأيام- لانهم صاروا يتقبّلون الرأي الآخر برحابة صدر محاولين امتصاص الغضب على قدر جيد من المهنية ، وهذا لم يكن يتأتى الا من خلال الحراك الشعبي النبيل . وقد لا أبالغ ان قلت ان «طولة بالهم» صارت ملفتة للانتباه ، وأحياناً تصل»طولة البال» تلك الى  حد الاستمتاع بفاعلية الاعتصام او التظاهر،  خصوصاً اذا تضمنت فقرة فنية من «جوفية» أو «دبكة» او أهازيج «مقفّاة»، على العكس مما  يبديه بعض قيادييهم من تذمّر وضيق بالآخر وهذه واحدة من فضائل الحراك الشعبي أيضا..
ثانياً ، عنوان المقال «من هون لهون» لا علاقة له بانتقال «عناصر الأمن والدرك» من الواجب الى المتعة  او من هون لهون..وانما اخترت هذا العنوان كطريقة «لمفاصلة» الفريق حسين المجالي حول تكلفة الحراك التي صرح عنها في مؤتمره الصحفي الأخير عندما قال : (( إن الحراكات الشعبية كلّفت الدولة «29» مليوناً في 15 شهراً ما بين محروقات وتنقلات ووجبات طعام)) ...بما يعني ان تكلفة الحراك الشهري 2 مليون تقريباً ؟؟!..الا ترى ان الرقم (متورّم قليلاً يا سعادة الباشا)؟؟..ففي الاعتصامات تقف الدوريات أمام المتجمهرين ولا تتحرك الا بعد انفضاض الاعتصام نهائياً ،يعني مصروفها يراوح الصفر تقريباً...اما في المسيرات فالدرك يسيرون على الأقدام أمام وخلف المتظاهرين من نقطة البداية الى نقطة النهاية يعني «فيش محروقات اصلاً»، ولنفرض انه هناك تكلفة  محروقات «بتحطوا وقود طيارات مثلاً»؟؟..وفيما يتعلق بقصة  الطعام..اذا كنتم تقصدون ما كان يوزّع على المتظاهرين من ماء وعصير  فقد انقطعت هذه العادة الحميدة منذ 8 شهور تقريباً...  ولا أذكر أنكم طلبتم «سي فوود» للمتظاهرين او سقيتموهم «شيفاز» في السنة والنصف المنصرمة ... اما اذا قصدتم وجبات العناصر الأمنية..»فالجود من الموجود»..وهيك هيك «طابخين» بحراك وبدون حراك يا عطوفتك!!...
سؤالي: لو تم رمي الفاسدين في السجون وتمت تلبية مطالب الشارع من إصلاحات منذ الشهر الأول هل كانت الدولة بحاجة الى كل هذا التعب ووجع الرأس  والانفاق..؟؟؟ لماذا نصر على الخسارة المضاعفة دائماً؛ خسارة الفساد وخسارة المماطلة !!...
اما بالنسبة للــ»29» مليون دينار..برجع بقول  لعطوفتك : «راعينا» ..»من هون لهون»..لأنه والله كثير!!...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد