الكرامة حكاية نصر نسجتها أمي

mainThumb

20-03-2012 11:42 AM

هناك على حدود الوطن حيث تغفو الشمس آمنة مطمئنة ، كان ربع الكفاف الحمر يتسامرون خلف مدافعهم ودباباتهم وعيونهم ترنوا إلى الفجر الجديد ، يتسامرون حكايات النصر والشهاده ، يتعاهدون وينشدون بزوغ الفجر الجديد ليكتبون بدمائهم صباحاً مشرقاً بلون الأقحوان ليعطرون به الوطن ويكتبون بدمائهم الذاكرة والتاريخ التي ما إعتلتها شموخ ، تبدأ حكاية النصر من الساعة الخامسة والنصف من فجر يوم الخميس الحادي والعشرون من آذار عام 1968، وعندما بدأ الصبح يتنفس ، وما أن بدأت قوات العدو الإسرائيلي بالإعتداء على أرض الوطن ، تصدى لهم النشامى من أبناء الأردن ، أبناء القوات المسلحة الذين كان مجد الأردن قسماً محفوراً على شغاف قلوبهم وأمانةً مكتوبةً في هدير دباباتهم ومدافعهم وأزير طائراتهم وهم يذودون عن الأرض والأهل والقسمُ مكتوب من أول النهار :( والفجر وليالي عشر ) وحِداء الأمهات الممزوج بالزغاريد يتردد في الآفاق ( إضرب رصاص خلي رصاصك صايب ) يقابلها صدى صوت الجنود الأشاوس الممزوج بلحن هدير دباباتهم ودوي مدافعهم ( ياويلك ويل يلي تعادينا ).
 
 إن يوم الكرامة هو حكاية نصر كتبها الجيش العربي الأردني بمداد من دمه بنفس أبية وإرادة وثقة وإقتدار ، يملىءُ قلب الجندي الأردني الإيمان بالله وقدسية الرسالة وكرامة الوطن ، ونحن نستذكر يوم الكرامة الذي يصادف مع الإحتفال بعيد الأم لنتذكر بأن الأم التي تهز السرير بيمناها تهز العالم بيسراها ، ولنتذكر بأن الذين صنعوا النصر يوم الكرامة ، كانوا قد رضعوا من أمهاتهم حب الوطن والشهادة ، وأن أمي هي التي علمتني نشيد وطني وأنا صغير وعلمتني تحية علمك يا أردن ، فصرت السارية والرفيق ، وأمي هي التي علمتني أن أسير وراك يا وطني أتعب الدرب ولا أتعب ، وفي جعبتي الخبز والملح والماء ، وفي حنجرتي تزدحم الأناشيد ( والأردن غالي ردوا علينا الصوت ، الأردن غالي ). 
 
فلشهداء الكرامة ، وللأردن ، ولأمي الغالية في عيدها أهدي باقةً من ورد ودحنون أحمر عطرت لونها بدماء الشهداء ونبتت على أرض الأردن الغالي لتحكي قصة النصر والكرامة ولسيدي أبا الحسين المفدى الساكن فينا ، ندعو ونصلي أن يديم الله بالأمجاد ساحك. أما نحن .. فمهدورٌ دَمُنا إن خذلنا دمكم يا شهداء الوطن والكرامة ... مهدورٌ دمنا إن كانت دفاترنا لغير مجد الأردن ، ونعاهد جلالة الملك المفدى أن نبقى الأوفياء للعرش الهاشمي وأن تكون راية الأردن هي الراية الخفاقة ولن نسير وراء أصحاب الرايات الحمراء أو الخضراء ولم ولن يكون ولائنا إلى أصحاب العمائم السوداء وسنعمل على لجم أبواق الفضائيات العميلة والتي تعمل لحساب أجندتها الهدامة وسنكسر بعزيمة الرجال المخلصين الأقلام الرخيصة المأجورة وسنروي بدامائنا ترابك يا أردن حتى تشق البراعم طريقها إلى الوجود وسنبقى ندافع عن هذا الوطن ونقاتل كما دافع وقاتل أبناء الجيش في يوم الكرامة وسنبقى نهتف ( الله ، الوطن ، الملك ) ولن نرضى بغير جلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين المفدى قائداً ومعلماً وملهماً وسنبقى نباهي به الدنيا ولن نستظل بغير خيمة الهاشميين الأشراف الأطهار الذين قال الله فيهم كنتم خير أمة أخرجت للناس حيث كتب الأردن تحت قيادتهم تاريخه المضيء في الدفتر العربي ، هنا واحة الحرية ، هنا واحة الإستقرار ، وسنعمل على إكمال مسيرة الوطن والمحافظة على الإنجازات وحالة الأمن والآمان التي نعيشها بعيداً عن الشعارات الزائفة والخطابات الرنانة التي جلبت للدول الآخرى الخراب والدمار وسنبقى نعتلي دبابة الوطن للدفاع عنه ولن نعتلي دبابةً دخيلة لنهدم الإنجازات ونقتل أبناء وطننا تحت شعارات التغيير الزائفة والمستورده ، وسنبقى الحريصين على هذا الوطن ليبقى شامخاَ بإنجازات أبنائه تحت ظل سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المفدى قائدنا وملهمنا .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد