عمان – السوسنة – قال السفير السوداني في عمان محمد عثمان نافع ان العلاقات الاردنية السودانية متميزة وثابتة ، وفي تنامي مستمر على مختلف الصعد .
واضاف نافع خلال لقاء صحفي عقده في مقر السفارة السودانية في عمان الخميس للحديث عن التوتر بين دولتي شمال وجنوب السودان ان :"اللجنة العليا الاردنية المشتركة ستعقد اجتماعها في تموز المقبل في عمان ، لمناقشة قضايا التعاون بين البلدين ".
واشار نافع الى ان الحكومة السودانية كانت قد منحت وزارة الزراعة الاردنية قبل خمس سنوات 120 الف دونم لاستغلالها زراعيا ، الا ان الجانب الاردني لم يستغلها حتى اللحظة ، مؤكدا انه سيتم مناقشة هذه القضية خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة ، وفي حال بقيت دون استغلال اردني فإن الحكومة السودانية في حل من التزامها .
وحول توتر العلاقات مع دولة جنوب السودان بين نافع ان اساس التضحية التي قدمها السودان بالموافقة على حق تقرير المصير للجنوب الذي افضى الى الانفصال ، هو الرغبة الكبيرة لكلا الطرفين بإحلال السلام والاستقرار والالتفات الى التنمية الشاملة .
واشار الى نقاط رئيسية لم تعالج بين الطرفين بعد الانفصال ابرزها قضية رسوم النفط وترسيم الحدود الممتدة لاكثر من الفي كيلو متر والجنسية والديون الخارجية التي تصل الى 39 مليار دولار، مشيرا الى وجود اكثر من مليون جنوبي يعيشون في الشمال ستسقط عنهم الجنسية حكما بداية شهر نيسان المقبل ، وسيتحولون الى مواطنين أجانب .
واكد موقف السودان الثابت من احلال السلام وحل كافة القضايا بوسائل الحوار ، منتقدا لجوء الحركة الشعبية في الجنوب الى قيامها باعتداءات على منطقة هجليج النفطية لضرب اكبر حقول النفط في الشمال والحاق الضرر في الاقتصاد السوداني ، خاصة ان تلك المنطقة قد حسمت سيادتها للشمال بقرار من محكمة العدل الدولية في لاهاي باشراف القاضي عون الخصاونة في ذلك الوقت .
وبين ان رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير اعترف بهذا الاعتداء وقال "اننا استردينا منطقة هجليج بالقوة "، في اعتداء واضح على سيادة جمهورية السودان .
واشار نافع الى ان لدى الحركة الشعبية استراتيجية للسيطرة على كامل السودان ، بدأت ملامحمها تتضح في الاعتداءات الاخيرة على المناطق الحدودية ، في مسعى للسيطرة على الخرطوم واسقاط النظام ، مستبعدا تحالف المعارضة السودانية معها خاصة ان نظام الجنوب عنصري ولا يعترف بالاحزاب القومية العربية والاسلامية .
وحول علاقة جنوب السودان مع اسرائيل بين السفير نافع ان لكل دولة الحق في انشاء العلاقات الدبلوماسية ، مستدركا القول انه في حال انشئت قواعد عسكرية اسرائيلية في الجنوب واستخدمت ضد الشمال ، فمن الطبيعي ان لا تأخذ حكومة الشمال موقف المتفرج .
وفي رده على سؤال حول تصريحات مسؤول في حكومة الجنوب مؤخرا عن اعطاء الامان للرئيس السوداني عمر حسن البشير حال زيارته جوبا عاصمة الجنوب وعدم القبض عليه وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية ، استخف نافع بهذه التصريحات وقال ان "الحركة الشعبية لا تجرؤ على المس بالبشير ، ومجرد التفكير به فهو مشروع حرب مؤكد ".
وكانت اشتباكات بين قوات مسلحة من السودان وجنوب السودان اندلعت في عدد من المناطق الحدودية المتنازع عليها، واتهم كل من الجانبين الآخر بالمسؤولية عن بدء القتال فيها، إذ اتهم جنوب السودان الخرطوم بقصف حقول نفط رئيسية ومناطق أخرى على جانبه من الحدود يومي الاثنين والثلاثاء.
ورد السودان بنفي شن غارات جوية متهما القوات الجنوبية بالمسؤولية عن بدء القتال بمهاجمة منطقة هجليج التي تضم أحد حقول النفط الرئيسية السودانية.
وتسبب التوتر الناجم عن هذه الاشتباكات في إعلان البشير تعليق زيارة كان من المقرر أن يقوم بها في الثالث من نيسان إلى جوبا لعقد قمة مع سلفا كير.
وكانت العلاقات بين البلدين تدهورت منذ كانون الثاني بعد خلاف على الصادرات النفطية لجنوب السودان والرسوم التي تأخذها حكومة الخرطوم مقابل استخدام أنابيب النفط لتصديرها، واضطرت جوبا اثر ذلك إلى إيقاف إنتاجها النفطي الذي يمثل 98 في المئة من عائداتها.




