أميركا تبحث عن عدو!

أميركا تبحث عن عدو!

31-03-2012 11:29 AM

بعد سقوط الاتحاد السوفييتي كعدو وجودي لأميركا كان يتحداها عسكرياً وحضارياً، ما زال البحث جارياً عن عدو بديل، هناك مرشح بارز للعداوة هو الصين، وهناك مرشح آخر هو ما تسميه أميركا بالإرهاب الإسلامي الذي هدد أمنها الداخلي.
مشكلة الإرهاب تواجهها أميركا في الوقت الحاضر بسياسة التحالف مع إسلاميين معتدلين ودفعهم لاستلام السلطة في عدة بلدان عربية، باعتبار انهم أقدر من غيرهم على محاربة الإرهاب. وقد تجلى ذلك في الغزل المتبادل بين أميركا وجماعات الإخوان المسلمين في كل من مصر وتونس وليبيا وسوريا والأردن، وترحيب أميركا بسيطرتهم على الحكومات.
أما الصين فيتضح يومأً بعد آخر أنها بالفعل قوة اقتصادية وعسكرية كبرى يحسب لها ألف حساب، ولكنها ليست نداً لأميركا في أية مواجهة عسكرية. ذلك أن أميركا تملك إحدى عشرة حاملة طائرات مقابل حاملة واحدة تملكها الصين مشتراه من أوكرانيا وهي في حالة مستعملة. وتملك أميركا 3700 طائرة مقاتلة مقابل 307 طائرات فقط تملكها الصين.
من ناحية أخرى فإن سلوك الصين في المجال الدولي ليس عدوانياً، فلم تستعمل القوة للاستيلاء عتلى أراضي الغير، وحتى تايوان، وهي جزء من الصين، لم تجر محاولة استردادها بالقوة.
إلى جانب ذلك، وربما أهم، هناك مصالح اقتصادية وتجارية متبادلة لا يمكن لأحد الجانبين المخاطرة بها، صحيح أن الصين تحقق فائضاً كبيرأً في تجارتها مع أميركا، ولكنها تودع حصيلة هذا الفائض في الخزينة الأميركية.
يضاف إلى ذلك أن الصين تملك منشآت صناعية أميركية، كما تملك أميركا استثمارات هائلة في الصين، وهناك قسم كبير من المنتوجات المصنوعة في الصين تمت صناعتها من قبل شركات صينية يملكها مستثمرون أميركان.
في عالم اليوم لا يبدو أن هناك مجالاً للصراع بين القوى الكبرى، فالصراع على النفوذ والاستعمار تحول إلى منافسة إنتاجية ومالية وتكنولوجية وحتى ثقافية. ومن الواضح أن القيادة الصينية تركز على النمو الاقتصادي، وقد نجحت في تحويل دولة شيوعية فقيرة ومتخلفة إلى دولة رأسمالية غنية ومتطورة. وهو إنجاز تاريخي لا يمكن المخاطرة به عن طريق مغامرات غير محسوبة.
بحث أميركا عن عدو قد يطول.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد