مصلحــة الأردن أولى من المصالح الشخصيــة

mainThumb

31-03-2012 01:41 PM

  لا يختلف اثنــان في الأردن على أننا بحـاجـة الى إصـلاح في كثيــر من أمــور حياتنــا ،  ومحاربة للفســاد ، في كل صـوره ومواقعــه ، مهمـا اشــتـد سـاعــده ، ومهمـا كلـف الأمــر .

 
حبانـا الله في الأردن بشـعب مثقــف ، ويتمتع بالوطنيـة ما يحسـد عليهـا ، لا يهمـه غيـر مصلحـة الوطــن ، وإن كان هنـاك بعض الشـواذ الذين أخـذتهم العـزة في الإثـم ، وطغـى على تفكيـرهـم حـب المـال والجـاه ، مقدميــن مصلحتهــم الشـخصيــة على مصلحــة الوطــن ، دون وازع من أخــلاق ومســؤوليـــة .
 
أشـهر وأسـابيـع والحراكـات الشـعبيـة تنطلق من كل أسـبوع وفي كل المحافظــات ، يحركها في ذلك وازع وطني بدون أن يكون لها أي أجنــدات خارجيــة ، تنــادي بالاصـلاح ومحاربــة الفســاد ، وأن يكـون القضـاء الأردنـي العـادل هـو الحكـم والفصل في كل الأمــور ، يأخـذ المفسـد جـزاؤه العـادل ، ويخـرج البريء والتي لم تتلطــخ يـداه بالفسـاد ، معـززا مكـرمـــا .
 
منــذ أن تشـكلــت هيئـة مكافحــة الفســاد ، والزيـارة التي قام بها سيدنا أبا الحسـين الى ادارتها ، وإعطائه التوجيهـات السـاميـة ، الى رئيس الهيئــة ، بأن لا تهاون في مكافحـة الفسـاد ، ولا أحــد فــوق القانــون ، تنفس الجميـع الصعـداء ، واسـتبشـرنا خيــرا ، ولكـن ما كانت الإسـتجابـة كافيـة من المسـؤوليــن ، ولم يسـتطع الكثيـر منهم تحمل المسـؤوليــة ، فاسـتمـر الفسـاد يسـري وينتشـر ، مع ما يسـبب ذلك من ردود أفعــال ، وخسـائر باهظــة يتحملهــا الوطــن .
 
ان الوطــن عزيــز ويحتــاج همــة الجميــع وتحملهــم المسـؤوليــة ، وأن لا تتقــدم المصالــح الشـخصيــة ، علـى مصلحــة الوطـن والمواطــن ، كما هـو الحال في القشــة الأخيــرة التي قصمــت ظهـر البعيـر ، وكانت من مجلس النواب ، الذي أراد الى نفســه مكاســب شـخصيــة يتمتع بها مدى الحيــاة ، كامتلاكــه الجـواز الأحمـر ، وراتـب تقاعـدي مـدى الحيــاة ، بالرغم من المعاناة التي يعانيــه المواطن ، وتزيــد من ثقـل ذلك على خزينــة الدولــة ، التي سـتزداد قيمتها ســنة بعــد ســنة ، بازدياد الوزراء والأعيان والنواب ، وتصبــح هــدفا وطمعــا لكل شــخص أن يصـل لذلك المنصــب هـدفا وليس وسـيلــة ومن أجـل خـدمة الشـعب والوطــن، كما هـو مفهـوم لدينـــا .
 
ان الشـعب ممثــلا بحراكـاتــه الشـعبيـة عليـه أن يتوخــى المصلحــة العامـة ، وأن يكـون همــه في المشـاركـة ، هو حبـه في مصلحـة الوطــن ، ومن أجـل الاصلاح ، لا السـير على طريـق الغيــر مقلــدا ، وأخـذ العبــر ، وتلافي الأخطــاء والأضــرار التي تسـببت فيهـا الحـراكــات في الدول العربيــة الشـقيقـــة ، بالرغـم من الأنجـازات الكبيـرة التي تحـققــــت .
 
وآن الأوان للحكمـاء وأصحـاب الرأي والعـقلاء ، وهم كثـر في هـذا الوطــن ، أن يتحملـوا مسـؤولياتهـم التاريخيــة ، ولا يبقـوا سـاكتيـن ومـتفرجيــن ، ويعملـوا جاهـديــن من أجـل الخـروج الى بــر الأمــان ، تلبيــة لمطالـب المواطنيــن في الإصـلاح ، وتنفيــذه بأقــل الخسـائــــر . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد