وجبة اجبارية

mainThumb

10-04-2012 10:45 AM

أحياناً لكثرة التذمر من جودة الطبخ والصنف المقدّم وتكرار نفس "وجبة الغداء" خمس مرات بالأسبوع ..تتنازل الزوجة قليلاً عن عنادها وسوء مزاجها وتبدأ باستشارات أفراد الآسرة واحداً واحداً..فلان "شو بدكو تتغدوا؟..فلان..فلان...فلان..ابو فلان..فلانة....ثم تسأل حماها :عمّي شو تتغدّا؟..وتسأل حماتها: عمة شو جاي ع بالك؟..لا تترك أحدا الا وتسأله عن الطبخة التي يشتهي... حتى القط "المتبطّح" على السنسلة تكاد تسأله "شو تتغدا؟ "...الغريب أنها تهزّ رأسها لجميع الاقتراحات ..ثم تدخل الى المطبخ تغلق الباب على نفسها تلبس المريول ...ثم "تنفذ الذي في رأسها"وتجهّز  لهم طبخة على مزاجها هي..لم ترد لا بأغلبية ولا بأقلية أثناء الاستشارات ..طبعاً نتيجة "الوجبة الخاوة"  ترانزيت من الفرن الى "الزبالة"..مع مزيد من الجوع والسخط والغضب وضياع الوقت وهدر "للمقادير"...

الحكومة التي أمضت شهوراً في استشارات "رفع العتب" واخذ التصوّرات  وفتح الحوار مع الأحزاب، والقوى،  والجبهات،والتيارات، والشخصيات العامة .. هزّت رأسها لاقتراحات الجميع موهمة اياهم بالموافقة ..فجوّعت الناس..و"شهونتهم" وفتحت بطونهم على ديمقراطية طازجة وفواحة ومجلس منتخب "بوخذ العقل"... وعند ساعة التنفيذ أغلقت باب المطبخ على نفسها ولبست مريول التحفّظ ثم نفذت الذي في رأسها وجهّزت لنا قانون انتخاب على مزاجها..ونتيجة هذا القانون "الخاوة" ان احداً لم يمدّ يده اليه..فرفضه حزب جبهة العمل الاسلامي ، والاحزاب اليسارية جميعها، وحزب الوسط الاسلامي، والجبهة الوطنية للإصلاح ، ولجنة الحوار الوطني ،وجميع الجبهات والتيارات الأخرى.. بالاضافة الى الرفض من قبل الحراكات الشعبية والشبابية ، وحتى "وزير العدل" في الحكومة نفسها سليم الزعبي الذي قدم استقالته احتجاجاً على الطريقة التي تم به "سلق القانون"...طبعاً هذا الرفض ..سيصاحبه  مزيد من اعراض "الجوع الى الديمقراطية" والسخط والشعور بالالتفاف وضياع الوقت وهدر "للمقادير"..

لمن "حُسْتم" هذا القانون اذا؟؟؟..وانتم تعرفون ان احداً لن يقبل به!!
***
غطيني يا كرمة العلي ...بدي انام  بجوعي...

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد