ما بعد خطة عنان .. !

ما بعد خطة عنان  ..  !

16-04-2012 09:10 PM

 جرّب السوريين على مدار أكثر من عام على ثورتهم الكثير من المبادرات العربية و الدولية و أعطّي النظام هناك الكثير من المهل والفرص و وصلت سوريا بعثة من المراقبين العرب في السابق و ها هو المجتمع الدولي يجرب مرة أخرى فكرة المراقبين ولكن بشكل مختلف من خلال مجلس الأمن الدولي وقراره بهذا الشأن حتى أصبحت سوريا مختبرا” لتجربة أفكار المجتمع الدولي وها نحن نشّهد آخر تلك المبادرات عسى أن توقف شلال الدم النازف هناك .

 
ولكن مما لاشك فيه أن إلتزام النظام السوري بخطة عنان و قرار مجلس الأمن والذي ينص على سحب الجيش من المدن السورية ووقف إطلاق النار يعني سقوط النظام السوري بشكل فعلي على الأرض مع إستمرار المسيرات المناهضة له بالزخم المطلوب  بعد أن سقط أخلاقيا” و شعبيا” من خلال تلك المسيرات  وسقط  دوليا” من خلال الضغوط التي تمارس عليه و طرد سفرائه في الكثير من الدول العربية منها و الأجنبية .
 
ومن المؤكد من ناحية أخرى أن النظام السوري لم و لن يلتزم بهذا القرار و أكبر دليل على ذلك هو السقوط اليومي للضحايا منذ لحظة سريان وقف إطلاق النار هذا من جهة ومن جهة أخرى التصريحات المتكررة للمسؤولين السوريين بعد هذا القرار وبأنهم لن يسمحوا لإنتشار ( المسلحين ) في المدن السورية أو بمعنى آخر وأصح المتظاهرين , هذا العذر هو نفسه ما إستخدمه النظام هناك لقمع الثورة  منذ بدايتها وهو نفسه ما أزهقت بسببه الكثير من الأرواح وبالتالي هو ما أفضى إلى تدخـل مجلس الأمن و قراره الأخير .
 
إذا” ماذا بعد خطة عنان ؟
 
يرى الكثير من المتابعين أن على المجتمع الدولي عدم الإكتفاء بالمسكنات لما يحدث في سوريا من مجازر يومية و أن لابد من خضوع الأمر هناك لعملية جراحية تزيل الألم من جذوره , هذا الألم و بالنسبة لأغلبية السوريين هو النظام القمعي والذي يتحمل بلا شك مسؤولية سقوط الأبرياء مهما حاول طمس الواقع و تضليل الرأي العام العربي و الدولي و مهما حاول القلة من مريديه و مناصريه تجميل الصورة و قلب الحقائق و التلاعب بمسرح الجريمة , فالبشاعة و الإجرام واضحان ولا يمكن إغفـالهما أبدا” و التغاضي عنهما .
 
وكذلك يعوّل النظام السوري على الدعم الروسي والصيني في مجلس الأمن , هذا الدعم الذي لن يصمد كثيرا” بعد أن يقبض كلا الدولتين ثمن التخلي عن هذا النظام و الذي بدأت فصوله من خلال موافقة كلا البلدين على قرار مجلس الأمن الأخير ليتبقى للنظام السوري بعض الدول التي ليس لها وزن سياسي دولي وبالتالي السقوط المدّوي للنظام أصبح حتميا” و لكن بعد أن أزهق الكثير من أرواح الأبرياء كان يمكن تفادي خسارتها لو تحرك المجتمع الدولي بشكل أقوى وأسرع .
 
لا يمكن لأي نظام في العالم أن يقف أمام تيار الشعب الثائر مهما حاول أن يسبح ضد هذا التيار فلا بد أن يجرفه في النهاية إن طال الزمان أو قصر .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد