بوليفار وعبدالناصر

mainThumb

19-04-2012 10:55 AM

تنظم سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية (الاسم الرسمي لهذه الجمهورية) ندوة خاصة حول قائد ومحرر امريكا اللاتينية, سيمون بوليفار, ويقدم الندوة الدكتور عدنان كاظم مترجم كتاب غوستاف بيريرا (بوليفار, كتابات مناهضة للاستعمار)..

فلماذا كل هذا الاهتمام بهذه الشخصية, ولماذا استعادته القارة الامريكية الجنوبية, ولماذا نتذكره, نحن العرب ايضا, ولماذا يربط الرئيس الفنزويلي, الشجاع, شافيز, بين رئيس مصر وقائد الامة وزعيم العرب الراحل, جمال عبدالناصر, و بوليفار..

ابتداء, ولد بوليفار في تموز 1783 في عائلة غنية ارستقراطية في فنزويلا, ودرس في اسبانيا (البلد المستعمر لوطنه وامريكا الجنوبية ما عدا البرازيل) وتأثر بافكار التنوير الاوروبية فعاد الى بلاده وانخرط في الكفاح الشعبي ضد الاستعمار الاسباني..

اكتسب خبرة عسكرية وسياسية وضعته على رأس المناضلين في امريكا الجنوبية, واستفاد من الصراع الاسباني- الفرنسي (حملات نابليون) ليعلن اول استقلال لفنزويلا قبل ان يتمكن اعوان الاسبان من احباط هذا الاستقلال, ويضطر بوليفار الى الهرب الى كولومبيا (كانت تعرف ب¯ غرناطة الجديدة وكان مركزها يعرف ب¯( قرطاجنة ايضا) وقد اصدر من هناك بيان قرطاجنة الذي دعا فيه الى اقامة فدرالية للبلدان المحررة باسم فدرالية كولومبيا...

بعد سلسلة من الانتصارات والهزائم اعلن في بيان اخر (بيان جامايكا) تراجعه عن فكرة الفدرالية لصالح فكرة الاتحاد المركزي وبدأ مشروعه (على طريقة نزول كاسترو في كوبا لاحقا) وتمكن من تحرير فنزويلا وبقية البلدان الكولومبية واقام اتحادا ديمقراطيا بينها, لكنه تحت ضغط الاستنزاف المتواصل من المستعمرين واعوانهم من الاقطاعيين والرجعيين, فقد طابعه الديمقراطي لصالح مركزية شديدة في الحكم, ساهمت في ضرب الوحدة وفي استقالته الى ان توفي في كانون الاول .1830

عمر قصير, لكنه كما جمال عبدالناصر, عمر امة بكامل تحدياتها وآمالها في مواجهة قوى استعمارية ومحلية عاتية, اقطاعية, ليبرالية.... الخ

وليس بلا معنى ان ينتقل بوليفار كما عبدالناصر من شكل الى آخر, ومن محاولة الى اخرى في مشروع الوحدة (فدرالية, مركزية, فدرالية) وان يجبره اعداؤه على الامساك بيد من حديد تارة وعلى الانتفاح تارة اخرى.

وليس بلا معنى, ان يركز المستعمرون على مركز المشروع القومي اللاتيني, وهو كولومبيا كما ركزوا على مصر, لتحويلها من مركز للثورة الى مركز للثورة المضادة, سواء في طبعتها الساداتية او في طبعتها الجديدة من الاسلام الامريكي.

وليس بلا معنى ان تقيم مصر ما بعد عبدالناصر علاقات مع (اسرائيل) كما هي علاقات كولومبيا اليوم..

ومن المؤكد اخيرا, انه كما استعادت امريكا الجنوبية, ثقافتها وروحها البوليفارية القومية التحررية انطلاقا من فنزويلا ورئيسها شافيز, فان طيف عبدالناصر يلوح في أفق العرب.

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد