الموجه الثالثة من الإسلام البرتقالي

mainThumb

22-04-2012 10:35 AM

قبل طبعته أو موجته الأمريكية الحالية كما اقترحها اليهودي نوح فيلدمان 2003 (استبدال الحرس البيروقراطي القديم, سواء كان مع الغرب أو كان قوميا ويساريا) استبداله بحرس جديد من الإسلام الليبرالي ...عرف الإسلام السياسي الناعم موجتين سابقتين , وكانتا عاصفتين أيضا, هما الموجة التي دعمها الاستعمار الفرنسي , والموجة التي دعمها الاستعمار البريطاني , وشكلتا جذور الموجة الحالية....وتؤشر دراسات د.أحمد التل و د.عبد الرحيم فارس أبو علبة على وقائع ومعلومات ذات شأن على هذا النمط من الإسلام السياسي .

من أبرز ممثلي الموجة الفرنسية , رفاعة الطهطاوي المصري (1801-1873) وخير الدين التونسي (الفترة نفسها تقريبا) وقد أرسلا إلى باريس من قبل محمد علي وباي تونس , وحاولا إقامة تسوية بين الإسلام و أوروبا آنذاك (ذروة الاستعمار) أما أبرز ممثلي الموجة البريطانية فهم جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا (الأب الروحي لحسن البنا , فهل كانوا متنورين أم كانوا أصدقاء للإنجليز وشركاتهم الكبرى, الهند الشرقية والسويس , (اصطدمتا مع قادة التحرر القومي في الهند , غاندي ونهرو , وفي مصر جمال عبد الناصر )مما تسبب في صدام هؤلاء القادة مع جماعات اسلامية معروفة:-

-1-إذا كانت أصول جمال الدين الأفغاني (1839-1897)ملتبسة (إيراني , أفغاني , سني , شيعي , بهائي....) الا أن أفكاره وعلاقاته واضحة , فدعواته للإصلاح الدستوري والسياسي والاعتماد على (الأصدقاء الانجليز والفرنسيين )كما يفعل تلاميذه المعاصرون في تونس وسورية ومصر , دعوات ترافقت مع نشاطه الماسوني , من جهة , ومع علاقاته مع تشرشل وسالزبوري وأخرين قدموا له التسهيلات اللازمة لنشر دعوته مقابل خدمات وفتاوى لدعم (الثورة الدستورية في إيران) المدعومة من المخابرات البريطانية , أو للحد في السودان من نفوذ المهدية ...

وبالمجمل , ما سونية , فتاوى حسب الطلب , وحاكمية ناعمة ووساطات سياسية لإقامة تحالف بريطاني اسلامي ضد روسيا كما كان ينادي رجل المخابرات البريطاني القوي بالمرستون , وهو ما يذكرنا بشيء من أيامنا هذه .

-2-أما تلميذ ورفيق الافغاني , محمد عبده وهو من أصول تركمانية أيضا , فقد كان ماسونيا معروفا ومقربا من الحاكم البريطاني لمصر , كرومر , ورئيس حكومته , رياض باشا وأصدر فتاوى ضد الثورة على الانجليز في الهند , وعلى الفرنسيين في المغرب العربي , فهما أقرب الحكومات إلى عدالة الإسلام حسب هذه الفتاوى .

-3-الركن الثالث في هذه المجموعة , هو الشيخ الطرابلسي صاحب مجلة المنار محمد رشيد رضا (1865-1935)والأكثر تأثيرا هذه الأيام ليس على أهله في عكار ووادي خالد وطرابلس اللبنانية خاصة موقفه المعادي للمرأة والشيعة , ودفاعه عن الوهابية فقط بل لأنه المؤسس الحقيقي للإسلام الأمريكي الراهن ..فقد أقام علاقات مع المحافل الماسونية ومع ممثل الحركة الصهيونية ليفنسكي عام 1921 وكان صديقا للحاكم البريطاني في مصر , كرومر وخليفته السير غورست ورئيس حكومته , رياض باشا ومع السيدين سايكس البريطاني وبيكو الفرنسي طالبا من العرب الثقة بهما لبناء خلافة عربية اسلامية. وكان أول من دعا إلى تأسيس الجامعة العربية (البريطانية في الواقع)...

-4-ومن رواد هذه الموجة نائب حمص في مجلس المبعوثان التركي السابق الشيخ عبد الحميد الزهراوي وأحد أركان مؤتمر باريس 1913 وكان معجبا بأفكار رشيد رضا.


mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد