الاجترار في السياسة الأردنية

mainThumb

28-04-2012 11:09 PM

لا يخرج مفهوم الاجترار هنا عن سياقه اللغوي العربي وحتى المترجم منه ، ولا تحدّه صحراء قاحلة مفتوحة المدى بل هو مفهوم معتقل في معناه.

عودة فايز الطراونة لرئاسة الحكومة هو اجترار لنهج قديم معادي للإصلاح ،ولا أرى رحيل القاضي تحت مسوّغ التباطؤ بانجاز الإصلاح الموعود، منطقيا بل ربما العكس،أي بسبب الإسهاب في انجازات الإصلاح بمقاييس أصحاب القرار.
 
 أقول ذلك ليس استباقا لقدوم الرجل بل استحضارا للمعطيات وتراكم المعرفة السابقة،فالرجل ليس ممثلا صاعدا وإنما صاحب مدرسة في الإقصاء والإبعاد والنهج القائم على رفض ومحاربة الإصلاح.
 
 ما يميز القادم إيمانه بنظرية الصوت الواحد انتخابيا لأنه يؤدي إلى مخرجات تتلاءم وميوله الفكرية ومعتقداته السياسية. من هنا فإن قانون الانتخاب المنتظر قد يكون الصدمة الأولى في مرحلة الرئيس الجديد.
 
     أما على صعيد مواويل التنمية السياسية والحزبية فإن الرئيس الفائز بثقة النواب مقدما، سيعزف عزفا منفردا على آلته القديمة المهترئة، بعيدا عن الفكر التنموي الحزبي، مما سيعيد حالة من الفراغ السياسي الرقابي مصحوبة بحالة من الجبر السياسي مدعوما من أصحاب القرار.
 
ما يميز الاجترار السياسي في الأردن هو كونه اجترارا عائليا وراثيا،حتى تحول الأمر إلى حالة تراثية تنتقل من السلف إلى الخلف ولكنها هنا تعتمد الجمود ودون أدنى تعديل عليها.
 
 لا أعرف إذا ما أصبحت الأردن عاقرا، ليتداول على السلطة (الوهمية) أشخاصا بعينهم؟ أم هي حالة اجترار تعود للطبيعة الذاتية في الاختيار؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد