عجلون منطقة منكوبة ؟!

mainThumb

22-05-2012 07:42 PM

 قبل عدة سنوات، طرح قائد الوطن فكرة مشروع طموح لبناء مدينة برمجيات وحاسوب على أطراف مدينة عجلون على غرار"سيليكون فالي" في ولاية كاليفورنيا الأميركية. وخلص خبراء كمبيوتر واقتصاديون آنذاك إلى أن جبال عجلون تشكل بيئة ملائمة لاستضافة مثل هذه المدينة الـ High-tech كمشروع رائد في الشرق الأوسط، وقبلها بسنوات كان الحسين رحمه الله قد أمر بتحويل كلية عجلون الى جامعة حكومية، إلا أن هوامير الفساد ولصوص الحكومات السابقة أفسدوا آوامر القيادة وبعضهم "سرق" مشاريع عجلون نحو مناطقهم الإنتخابية تاركين لعجلون العزلة والتهميش والفقر والبطالة!!!.

عجلون مدينة الشيوخ والعلماء أنجبت ست وزراء فقط منذ تأسيس الإمارة قبل تسعين عاما، مع أنها كانت مركزا لسنجق أساسي في التقسيمات الإدارية في العهد العثماني، وحرمت المناصب السيادية على أبنائها؛ فممنوع عليهم تولي مناصب هامة في الديوان الملكي أو دائرة المخابرات العامة أو وزارة الخارجية أو محافظين في الداخلية، ولاتكاد تجد رتبة عسكرية هامة لإبناء الجبل، كما أن عشائر عجلون تعامل "نخب ثالث"في كافة مناحي حياتهم!!!، مع أن المادة (22) من الدستور تنص على أنه:" لكل اردني حق في تولي المناصب العامة بالشروط المعينة في القانون او الانظمة."، و" التعيين للوظائف العامة من دائمة ومؤقتة في الدولة والادارات الملحقة بها والبلديات يكون على اساس الكفاءات والمؤهلات"، ونتساءل ببراءة: هل الحكومات الأردنية تعترف باردنيتنا؟!، فإن كان الأمر كذلك؛ فمن حقنا تولي المناصب العامة أسوة بأبناء المحافظات المجاورة!!!، وإن كان هناك عائقا يعزى لكفاءاتنا فمن حقنا على دولتنا أن تؤهلنا أسوة بغيرنا من "أبناء الداية"!!!.
 
العجلونيون يفهمون المادة السادسة من دستور مملكتهم والتي تنص على أن:"الاردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين."، ومن حقهم أن يتساءلوا: هل نحن حقا أردنيون؟!!، وهل حقا لا يوجد تمييز بيننا وبين اخوتنا الآخرين؟!، وإن كان الأمر كذلك، لماذا نحرم من جامعة حكومية؟! ولماذا نحرم من أي مشروع إنتاجي يخفف من فقر أبنائنا؟!، ثم لماذا تضرب علينا الحكومات، وكل الحكومات، طوقا من العزلة بأنواعها؟!؛ حتى من طريق سياحي يربطنا بالمحافظات المجاورة؟!!!، على الرغم من أن عجلون تتصدر لائحة المحافظات الأشد فقرا كما تعصف بها رياح البطالة، مع أن الله حباها بمقومات اقتصادية وطبيعة خلاّبة تؤهلها لتتصدر مناطق الجذب السياحي في المشرق العربي. 
 
  يقول أحد نواب عجلون في مناقشة برنامج الحكومة "اما محافظة عجلون الأكثر فقرا والأقل حظا فليس لها ذكر في البيان ورغم غزل الخلان فهي لا تزال بنظر الحكومات المتعاقبة بدائرة التهميش وطي النسيان وكأني بالحكومة تريد اعلانها منطقة منكوبة"، ونحن نضم صوتنا لصوت ممثلنا"غير المزور"، ونقول " إننا منطقة منكوبة من غير إعلان الحكومة!!!، وكما يقول احد الفلاسفة" إن الظلم لا يثير الناس، ولكن الشعور بالظلم هو الذي يثيرهم"، ونحن والله، ومع حبنا للملك وولائنا المطلق لعرشه؛ إلا إننا بتنا نشعر بالظلم والجور؛ فهل من مستمع قبل فوات الآوان؟!!!.
 
a.qudah@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد